G8 - Weltwirtschaftsgipfel in Japan
٧ يوليو ٢٠٠٨بدأ رؤساء دول وحكومات الدول الصناعية الثماني الكبرى اليوم الاثنين 7 يوليو/تموز قمتهم التي تعقد في مدينة توياكو بجزيرة هوكايدو اليابانية، باجتماع مع زعماء حكومات ودول الجزائر وإثيوبيا وغانا ونيجيريا والسنغال وتنزانيا وجنوب إفريقيا بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينج. وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أن الاتحاد سيقدم مساعدات إضافية، بقيمة مليار يورو(1.57 مليار دولار)، لمساعدة المزارعين في الدول الفقيرة في إطار جهود الاتحاد للتغلب على أزمة الغذاء العالمي. وقال باروسو إن هذه الأموال ستقتطع من فائض ميزانية الاتحاد وستوجه إلى شراء أسمدة وبذور "لمساعدة المزارعين الفقراء في الدول النامية".
الجدير بالذكر أن المفوضية، التي تعد الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، قدمت في العام الحالي مساعدات بقيمة 550 مليو يورو، بينما خصصت 250 مليون يورو للعام للمقبل. وبالزيادة التي أعلن عنها باروسو اليوم تصل إجمالي مساعدات بروكسل إلى الدول الفقيرة خلال عامي 2008 و 2009 إلى 1.8 مليار يورو. وحتى يدخل هذا الإعلان حيز التنفيذ، لا يزال يتعين التصديق رسميا عليه من قبل البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء بالاتحاد، حيث يتوقع مسئولو المفوضية أن تنتهي هذه الإجراءات بحلول تشرين ثان/نوفمبر.
مخاوف من عدم الالتزام بوعود قمة الثماني
كذلك حث رئيس المفوضية الأوروبية قادة مجموعة الثمانية على عدم التراجع عن التعهد الذي قطعوه على أنفسهم بزيادة المساعدات السنوية للدول النامية بقيمة 50 مليار دولار بحلول عام 2010. وكان القادة أعلنوا أن نصف هذه الأموال سيكون من نصيب القارة الأفريقية. ومن جانبه، شدد الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الياباني على أهمية الالتزام بتلك التعهدات، حيث أكدت اللجنة الأفريقية التي شكلت لمراقبة تنفيذ الالتزامات التي جرى التعهد بها خلال قمة الثمانية المنعقدة في اسكتلندا أن مساعدات مجموعة الثماني ستكون أقل بحوالي 40 مليار دولار عما تعهدت بتقديمه، وفقاً لخطط الإنفاق الحالية. وفي إشارة إلى هذه الوعود قال بوش: "ليس المطلوب تقديم مجرد الوعود فحسب ولكن المهم هو تحرير شيكات" بالمساعدات المالية.
ومن ناحية أخرى، أكدت منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية أنه تم الحديث في قمة العام الماضي في هايليجندام عن تقديم مساعدات تبلغ 60 مليار دولار لمكافحة الإيدز والملاريا والسل في أفريقيا، دون وضع جدول زمني لهذه المساعدات. ومنظمة "أوكسفام إنترناشونال" من بين عدد من المنظمات غير الحكومية التي تحذر من أن زعماء المجموعة ربما لن يؤكدوا مجددا تعهدهم الذي تقدموا به في عام 2005 لزيادة المعونات السنوية للدول النامية بواقع 50 مليار دولار بحلول عام 2010. وقال ماكسيم لوسن من المنظمة "إذا لم نر الأرقام في البيان (الختامي) للقمة، فذلك نكث للوعد". وأضاف "نحتاج بشدة إلى رؤية مزيد من الأموال ويجب أن تكون أموال جديدة فالخمسين مليار (دولار) مهمة للغاية".
ميركل تعرب عن تفاؤلها تجاه سياسة المناخ
وإضافة إلى هذه القضية، يتضمن جدول أعمال القمة التي تستمر ثلاثة أيام مناقشة التغيرات المناخية وأسعار النفط القياسية وتدهور الاقتصاد العالمي. وفيما يتعلق بظاهرة التغير المناخي، قال مسئولون من الاتحاد الأوروبي أنهم يريدون أن تتبني القمة "لغة أقوى" من اللغة التي تضمنتها الوثيقة الختامية لقمة العام الماضي التي عقدت في ألمانيا. ولكن مستضيف قمة العام الحالي، رئيس الوزراء اليابانى ياسو فوكودا، قد أعرب عن شكوكه بالتوصل إلى اتفاق بشأن اتفاقية تحل محل بروتوكول كيوتو الذي دعا إلى خفض انبعاثات الغازات في العالم بنسبة خمسة في المائة عن مستوياتها في عام 1990 الذي من المقرر أن ينتهي العمل به في عام 2012، خاصة في ظل الانقسامات بين الدول الأعضاء بهذا الخصوص، وحذر زعماء المجموعة قبل القمة من أنه يجب أن تكون مجموعة الثماني هي القدوة التي يحتذي بها.
ومن جانبها، أعربت المستشارة الألمانية ميركل عن تفاؤلها تجاه سياسة المناخ مؤكدة أنها ترى أن شيئاً ما يمكن أن يتغير. وتعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من بين الذين يضغطون بشدة من أجل التوصل إلى اتفاق. كما صرح الرئيس جورج بوش بعد وصوله إلى اليابان انه سوف يسلك نهجا بناء بشأن القضية.
ألمانيا من أكبر معارضي التوسع في الطاقة النووية
وفيما يتعلق بقضية أسعار النفط، فمن المتوقع أن يدعو الرئيس بوش إلى سلسلة من الحلول. ومن بين هذه الحلول قدر أكبر من الشفافية بشأن أسواق النفط والحاجة إلى تحسين ترشيد الطاقة. أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فمن المنتظر أن يحدثها الرئيس الأمريكي عن "جمال الطاقة النووية" حسب تعبير بوش نفسه رغم أنه لن يستطيع تفادي النبرة الانتقادية للـ "الصديقة أنجيلا". وقال بوش يوم الخميس الماضي أمام الصحفيين بالقول ملمحا إلى ميركل دون ذكر اسمها: "إذا كان هناك قلق بالفعل جراء ارتفاع درجة حرارة الأرض والانبعاثات البيئية فلابد من إرسال إشارات واضحة لتأييد توسيع بناء مفاعلات الطاقة النووية". ولكن يبدو أن ألمانيا ستكون من أكثر المدافعين عن عدم التوسع في الطاقة النووية مما يثير استغراب الرئيس الأمريكي الذي يرى في الطاقة النووية "طاقة متجددة بلا غازات احتباسية" ويتوقع أن يجري قريبا تطوير "تقنيات جديدة للتخلص من النفايات النووية لإزالة مصدر قلق الإنسان تجاه الطاقة النووية".
اختلاف فرنسي أمريكي حول خطط توسيع مجموعة الثمانية
من ناحية أخرى، اصطدمت الولايات المتحدة وفرنسا حول خطط ضم الهند والصين والاقتصاديات النامية الأخرى لمجموعة الثمانية للدول الصناعية وذلك وفقا لما جاء في تصريحات من كلا الجانبين في تقارير إعلامية يابانية. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تقدم باقتراح لتوسيع مجموعة الثماني لتضم خمس دول ناشئة لتعزيز الحوار معها. وأعرب ساركوزي في حديث لصحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية اليومية نشرته في عددها الصادر اليوم الاثنين عن دعمه لتوسيع عضوية المجموعة لتضم الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا. وقال ساركوزى إن ضمهم في الاجتماعات المنتظمة سيستهدف تطوير الحوار مع الدول الناشئة. وأضاف أن مجموعة الثمانية في حاجة للتكيف مع القرن الحادي والعشرين. غير أن الولايات المتحدة رفضت الاقتراح، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جوردون جوندرو: "نحن لا نؤيد توسيع المجموعة". كانت اليابان قد أوضحت صراحة أن التشكيل الحالي لمجموعة الثمانية يجب أن يظل كما هو بدون تغيير. يذكر أن مجموعة الثمانية تضم في عضويتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وروسيا وكندا واليابان والولايات المتحدة.