بايرن ميونيخ: مساع للتوسع في الصين
١٧ يوليو ٢٠١٥حط بطل الدوري الألماني لكرة القدم، نادي بايرن ميونيخ، ليل الخميس/الجمعة (17 حزيران/يونيو 2015) الرحال في الصين في إطار استعداداته للموسم القادم، ضمن جولة تستغرق ثمانية أيام يبدأها من العاصمة بكين. هناك سيقيم مباراة ودية أمام فالينسا الإسباني يوم السبت القادم، قبل أن يتوجه إلى شنغهاي للقاء إنتر ميلان الإيطالي. وستكون محطته الأخيرة بغوانغجو، التي سيلعب فيها وديا مع نادي المدينة غوانغجو ايفرغراندي، بطل الدوري الصيني للأعوام الأربعة الأخيرة والذي تعاقد حديثا مع النجم البرازيلي روبينيو (31) لستة أشهر.
وإذا ما اعتبرنا مسافات السفر التي سيقطعها الوفد البافاري (200 شخص) والتي قدرت بنحو 22 ألف كيلومتر في مجموع 25 ساعة طيران، إضافة إلى المباريات الودية الثلاث وحصتين تدريبيتن مقررتين ضمن الجولة، ناهيك عن المؤتمرات الصحفية العديدة المخطط لها، فيمكن القول إن أمام بايرن برنامج ساخن ومنهك على حد سواء.
لكن في ذات الوقت اعتبر "ضروريا" كما يؤكد رئيس النادي كارل-هاينز رومينيغه، الذي بدا عازما أكثر من أي وقت مضى على طرح بايرن ميونيخ كماركة ألمانية في السوق الدولية، موضحا أنه ومن "أجل البقاء، يجب القيام بمثل هذه الرحلات النوعية التي هي ليست ترفيهية على الإطلاق. فيمكن السفر إلى النمسا أو سويسرا.. ما سيضمن راحة أكبر للاعبين والمدربين. لكن إذا ما فعلت ثمانية أو تسعة أندية ذلك، فلن يتقدم البوندسليغا".
هيمنة الدوري الانكليزي
اشتكى كارل-هاينز للصحفيين وقبل أن يصعد إلى الطائرة المتجهة إلى بكين، من هيمنة الأندية الإنكليزية على الأسواق الدولية، محذرا أندية البوندسليغا من التراخي والقبول بالوضع. ولا يخفى على أحد أن الدوري الإنكليزي يتوفر على عائدات مالية تفوق الأندية الأوروبية جميعها. وللمقارنة، فإن العقد الجديد بخصوص بث مباريات الدوري الإنكليزي خلال الفترة ما بين 2016 و2019 يصل إلى 6,9 مليار يورو توزع على الأندية العشرين، فيما تبلغ قيمة عقد البث التلفزيوني الحالي لمباريات الدوري الألماني 2,5 مليار يورو فقط موزعة على أربعة مواسم وليست ثلاثة.
اختيرت الصين لأسباب ربحية خاصة، وهي أهداف تتقاسمها الأندية الأخرى كإنتر ميلان الإيطالي وفالينسا الإسباني. ومن ذات المنطلق أيضا اختار غريمه بروسيا دورتموند سنغافورة واليابان وماليزيا كأماكن لاستعداداته.
خطط للتمدد في الصين
تعد السوق الصينية سوقا مثالية لا نظير لها، فيكفي أن سكان الصين يقارب المليار و400 مليون نسمة، في ظل تنامي شعبية الساحرة المستديرة لدى سكان البلاد. ولأن الدوري الصيني يواجه تبعات فضائح التلاعب بنتائج المباريات، فإن الإقبال على الدوريات الأوروبية سيزداد، ومن ثمة فإن "الشاطر" من يضمن حضورا أكبر. ولهذا وضع بايرن ميونيخ لنفسه مخططا يضمن له حضورا إعلاميا على مدار السنة، 365 يوما كما يقول المسؤولون ببايرن، وذلك سواء عبر اتفاقيات ثنائية يعقدها مع وسائل الإعلام والقنوات المحلية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وعبر تقديم نجومه الكبار من خلال مؤتمرات صحفية عديدة أدرجت ضمن الجولة، يريد بايرن الوصول إلى مشجعيه الصينيين بشكل مباشر، ولهذا تمّ تخصيص ساعات محددة للحصول على توقيعات النجوم بشكل مباشر. ويوم الأربعاء الماضي، أي قبل يوم واحد من توجه البافاري إلى بكين، أطلق النادي موقعا الكترونيا له باللغة الصينية، يمكن المشجعين من الحصول على مقتنيات النادي، وبات بإمكان المشجعين في الصين الحصول مثلا على قميص بايرن في ظرف خمسة أيام عوض أربعة أسابيع كما كان الأمر في السابق. ولهذا الغرض افتتح النادي الألماني مكتبا خاصا بالولايات المتحدة لتوريد السوق الصيني بمتطلباته.