باير ليفركوزن.. إخفاقات متواصلة تكبل مسيرة "الحصان الجامح"
٢٦ أكتوبر ٢٠١٦لم يعبر أحد مثل المهاجم شتيفان كيسلينغ عن حجم الصدمة التي هزّت فريق باير ليفركوزن بعد فضيحته يوم أمس الثلاثاء (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) في مسابقة كأس ألمانيا، بخسارته أمام فريق لوته من دوري الدرجة الثالثة بنتيجة 4-3 من ركلات الترجيح.
"إنها أسوء مرحلة يمر بها الفريق منذ أن التحقت بصفوفه"، يقول الدولي الألماني الذي قضى عقداً كاملاً مع هذا النادي.
أن يصدر هذا الكلام عن كيسلينغ بالذات، فإنه يعني ذلك الكثير. فهذا اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً عايش أزمات عددية مرّ منها النادي، سواء كانت متعلقة بلاعبين على غرار نجم ألمانيا السابق ميشائيل بالاك أو مدربين مثل برونو لاباديا وغيره. ويعتبر الأزمة الحالية هي الأعنف، في تصريح حمل أيضاً لوماً مبطناً للمدرب روجيه شميت.
من جهته، لم يتابع مدرب ليفركوزن المباراة على الملعب وإنما في حافلة الفريق، وذلك بسبب عقوبة الإيقاف التي تشمل مباراة الكأس ولاحقاً مباراة الدوري يوم السبت القادم أمام فولفسبورغ. ومن الحافلة تابع روجيه شميث كيف أن فريقه أهدر التقدم مرتين عبر كيفن فولاند (25 و95)، وكيف ردّ لوته مرتين أيضاً بواسطة روبرت هيلبرت (47 خطأ في مرمى فريقه) وفرايبرغر (105+1)، وذلك رغم النقص العددي في صفوفه إثر طرد مدافعه تيم فيندل في الدقيقة 79.
وقرر الاتحاد الألماني لكرة القدم، أول أمس الاثنين، إيقاف مدرب ليفركوزن لمرتين بسبب دخوله في مشادة كلامية مع مدرب هوفنهايم يوليان ناغلسمان، استخدم فيها شميت عبارات نابية بحق الأخير، وذلك خلال المباراة التي جمعت الاثنين في منافسات الدوري.
وبالنسبة لكيسلينغ فإن "حلماً جديداً تبخر"، أما الأول فالمقصود به مطاردة البافاري أو على الأقل انتزاع أحد المراكز المتقدمة في الترتيب، لأنه ليفركوزن الآن في المركز الحادي عشر فقط و بفارق ثماني نقاط كاملة عن المتصدر بايرن ميونيخ.
في المقابل كانت التوقعات مختلفة تماماً قبيل انطلاق منافسات الموسم الحالي، حتى أن بال دارداي مدرب هرتا برلين الذي يتبوأ حالياً المركز الثالث على القائمة، لم يستبعد فوز باير ليفركوزن بدرع الدوري على حساب بايرن ودورتموند.
ولأن الجميع كان ينظر إلى ليفركوزن على أنه حصان طروادة المحتمل، استطاع النادي الاحتفاظ بنجميه الكبيرين كيفين فولاند ويوليان بامومغارتلينغر، في وقت كان على الفرق المنافسة مواجهة تغيرات في صفوفها بدء من بايرن مع مدرب جديد ودورتموند الذي أعاد صفوفه بشكل شبه تام.
وكان من المفترض وبعد عامين قضاها المدرب روجيه شميت في صفوف النادي، أن يواصل الفريق مشواره الناجح الذي أتمّ به الموسم الماضي من المركز الثالث. لكن ما حصل، أن فرقا كلايبزيغ وهرتا برلين وكولونيا وفراكفورت، هي من يقوم بخلط أوراق البوندسليغا، فيما يكتفي ليفركوزن بالفرجة ومن مركز متأخر جداً.
وتضع الصحافة المحلية اللوم على المدرب الذي لم يعد يتحكم في غضبه، وبدا عرضة لعقوبات متكررة بفعل سلوك وأقوال مثيرة للجدل.
وحتى على المستوى الداخلي، بدأ التذمر واضحاً في تصريحات اللاعبين وعلى رأسهم قائد الفريق الذي وضع قرارات شميت موضع شكك، معلقاً علناً على مركزه الجديد "أن أصبح ظهيراً أيمن فجأة، أمر أدهشني أنا نفسي. لا يروق لي اللعب في هذا المركز أصلاً".