بان كي مون يدعو الأسد إلى تحرك فوري بشأن مقترحات عنان
١٢ مارس ٢٠١٢
خلال اجتماع خاص في مجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء الخارجية، حول ثورات الربيع العربي،اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه انه على السلطات السورية انه "تحاسب على أفعالها أمام القضاء" الدولي، ودعا الى "إعداد الظروف لإحالة" الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية.ودعا جوبيه في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن "الصين وروسيا إلى الإنصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا" في إدانة القمع في سوريا. وكانت موسكو وبكين عرقلتا مرتين صدور قرار عن مجلس الامن يدين سوريا.
واضاف جوبيه ان "جرائم النظام السوري يجب ألا تبقى من دون عقاب" مضيفا "سيأتي اليوم الذي ستحاسب فيه السلطات المدنية والعسكرية في هذا البلد على أفعالها أمام القضاء". وقال جوبيه ايضا ان تقرير لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة "يؤكد ان جريمة ضد الإنسانية ترتكب" في سوريا. ورفض ضمنا انتقادات روسيا بشأن التدخل العسكري في ليبيا قائلا إن "إعادة النظر بشرعية تحركنا في ليبيا هي تشويه للتاريخ".
من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي أدار المناقشات مجلس الأمن "إلى التوحد واثبات قيادته" عبر اعتماد قرار بشكل سريع يدعو إلى وقف أعمال العنف في سوريا ويدعم الخطة العربية بشأن سوريا. وقال هيغ "بنظر الغالبية الساحقة في العالم فان هذا المجلس فشل حتى الآن فيتحمل مسؤولياته أمام الشعب السوري". واضاف "ان الوضع في سوريا يلقي بظلاله على هذا النقاش" مضيفا "اذا تركنا سوريا تغرق في الحرب الأهلية أو في مخاضات عنيفة نكون قد أهدرنا فرصا كبيرة وأفسحنا المجال أمام تحقق بعض أسوأ المخاوف بالنسبة لمستقبل المنطقة".
لافروف :"تلاعب" يجري في مجلس الامن بشأن سوريا
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف انه يجري حاليا "التلاعب" بمجلس الأمن بشأن الأزمة في سوريا على غرار ما حصل بشان الأزمة في ليبيا في السابق. وقال لافروف أمام مجلس الأمن في نيويورك إن العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من اجل تغيير النظام في سوريا والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سوريا، تشكل "وصفات خطيرة لتلاعب جيوسياسي لا يمكن الا ان يؤدي الى امتداد النزاع" في سوريا. وتابع لافروف ان التغييرات في العالم العربي "لا يمكن بلوغها عبر خداع المجتمع الدولي ولا عبر التلاعب بمجلس الامن"، في إشارة إلى سوريا وليبيا. وبشأن سوريا، دعا إلى "وقف أعمال العنف من أي مصدر كان"سواء كان من النظام او المعارضة، وأضاف أن موسكو "تدعم بقوة" مهمة الوساطة التي يقوم بها كوفي انان موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا.
فيسترفيله: موسكو في الجانب الخطأ من التاريخ
أما وزير وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله فقال إن روسيا تقف "في الجانب الخطأ من التاريخ" في موقفها تجاه الأزمة السورية. وقال فيسترفيله قبيل بدء اجتماع مجلس الأمن في نيويورك: "أعتقد أن روسيا لا تريد أن تقف دائما في الجانب الخطأ من التاريخ"، معربا عن أمله في استعداد روسيا للتفاوض وإصدار قرار جديد من مجلس الأمن ضد سوريا. وأضاف فيسترفيله: "إننا نحث على إصدار قرار. حان الوقت لأن يقف المجتمع الدولي بشكل واضح بجانب الشعب السوري. سنواصل سياسة العزل والعقوبات ضد النظام (السوري)... إننا نعمل على حل سياسي، لكنه أمر صعب بالقدر الكافي". وأوضح الوزير الألماني أن الحل السياسي يحتوي على ثلاثة أهداف متصلة ببعضها، وهي إنهاء العنف وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في سورية والتحول السياسي.
كما دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ضمنا كلا من الصين وروسيا الى تغيير موقفهما حيال سوريا، داعية "كل الدول" الى دعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة السياسية والإنسانية في هذا البلد. وتابعت الوزيرة الأميركية التي كانت تتحدث خصوصا أمام نظيرها الروسي سيرغي لافروف والسفير الصيني في الامم المتحدة، ان "الشعب السوري يستحق ان ينعم بالفرصة نفسها التي سنحت للتونسيين والمصريين والليبيين للتمكن من تقرير مصيره".
ومن جهته حث الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الرئيس الأسد اليوم الاثنين على التحرك خلال " الأيام القليلة القادمة" بشأن مقترحات للسلام قدمها كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا. وقال بان في اجتماع مجلس الامن "لم تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها عن حماية شعبها وبدلا من ذلك عرضت مواطنيها في عدة مدن لهجمات عسكرية واستخدام مفرط للقوة." وأضاف "هذه العمليات المخزية مستمرة."
عنان يلتقي ممثلين عن المجلس الوطني السوري
وفي سياق آخر ، قال متحدث باسم كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا لرويترز إن عنان سيلتقي بممثلين للمجلس الوطني السوري المعارض في اسطنبول غدا الثلاثاء. وأجرى عنان محادثات في مطلع الأسبوع مع الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة للتفاوض لإنهاء العنف في سوريا.
وقد دعا المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين إلى "تدخل عسكري عربي ودولي عاجل" في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وجاء في بيان المجلس الوطني الذي تلاه عضو المجلس جورج صبرا في اسطنبول "نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل انقاذ المدنيين، وبممرات ومناطق آمنة توفرالحماية من خطر الابادة للمواطنين المهددين بحياتهم وبوجودهم، وبحظر جوي كامل على كافة الاراضي السورية لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح، وبضرب آلة القتل والتدمير وتعطليها عن العمل". كما طالب البيان ايضا ب"عمليات تسليح منظم لكتائب الجيش الحر الميدانية وبأقصى سرعة داخل البلاد". ودعا المجلس الوطني ايضا إلى"عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث هذه المجازر واتخاذ ما يلزم لمعالجتها وضمان عدم تكرارها وبلجنة تحقيق دولية خاصة بالمجازر الجارية لشعبنا السوري".
من جهته قال رئيس المجلس الوطني برهان غليون "ان المجتمع الدولي لا يستطيع ان يستمر على وعود فارغة، ودول الجامعة العربية لا يمكن ان تستمر في اصدار بيانات اعلامية لوقف القتل". واضاف غليون "لقد حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي فعلا اجراء جديا وعمليا وفعليا من اجل وقف هذا العنف، ان لم يكن عبر مجلس الامن فليكن عبر مجموعة اصدقاء سوريا". واعتبر اخيرا ان "سوريا مقبلة على مرحلة خطيرة جدا اذا استمر هذا العنف".
(هـ.إ./ أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي