بان كي مون يتحفظ في تقييم التحقيقات الإسرائيلية والفلسطينية حول حرب غزة
٥ فبراير ٢٠١٠قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أمس الخميس 4 فبراير/شباط في تقرير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه "لا يستطيع تحديد ما إذا كان كل من إسرائيل والجانب الفلسطيني قد التزما بمطلب الأمم المتحدة" الذي يكمن في إجراء "تحقيقات مستقلة وذات مصداقية" حول التدخل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة خلال الشتاء الماضي. وجاء في تقرير بان كي مون أنه "لا يمكن حتى الآن تحديد ما إذا كان الجانبان قد طبقا القرار رقم 64/10 الذي أصدرته الجمعية العامة".
يشار إلى أن الجمعية العامة قد أمهلت إسرائيل والفلسطينيين في قرار، صدر بغالبية كبيرة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2009، ثلاثة أشهر للبدء بتحقيقات "مستقلة وذات مصداقية وفق المعايير الدولية" في شأن ما تضمنه تقرير لجنة القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون من اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع العسكري في قطاع غزة، كما نص القرار على أن يقدم بان كي مون تقريرا إلى الجمعية العامة في الخامس من شباط/فبراير.
إسرائيل والسلطة الفلسطينية يؤكدان الالتزام بإجراء تحقيقات مستقلة
وأرفق بان كي مون بتقريره وثيقتين رسميتين من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. جاء في التقرير الإسرائيلي الرسمي، الذي تلقاه الأمين العام للأمم المتحدة في 29 من الشهر الماضي، نفي الحكومة الإسرائيلية انتهاك قوانين الحرب وذلك في رد على اتهامات لجنة غولدستون. كما أكدت على "استقلال وحياد" النظام القضائي الإسرائيلي، مشددة على أن جيشها التزم بالقانون الدولي خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة في الشتاء الماضي، وأشارت إسرائيل في تقريرها إلى أنه قد تم فتح التحقيق في 36 حالة من إجمالي 150 حالة مختلفة. ومن الجانب الفلسطيني تلقى بان كي مون مرسوماً رئاسياً بتشكيل لجنة تحقيق من خمسة قضاة وخبراء قانونيين للنظر في الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في قطاع غزة.
ومن المنتظر أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة قريبا لمناقشة تقرير بان كي مون، وذلك وفق ما أفاد متحدث باسم المنظمة الدولية من دون أن يحدد موعد هذا الاجتماع. يشار إلى أن تقرير لجنة غولدستون قد أوصى بإحالة ملف النزاع في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية، في حال لم تبد إسرائيل والفلسطينيون نيتهما إجراء تحقيقات "مستقلة وذات مصداقية" حول مجرى النزاع. وكان تقرير غولدستون قد قوبل بانتقادات من إسرائيل، التي وصفته بأنه "منحاز وغير صادق"، فيما نفت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، أن تكون ارتكبت جرائم حرب، مؤكدة أن الضربات التي وجهها جناحها العسكري "اقتصرت على أهداف عسكرية".
(ش.ع / أ.ف.ب / أ.ب / رويترز)
مراجعة: سمر كرم