بالصور: ديترويت - أكبر مدينة أمريكية تعلن إفلاسها
لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة تقوم مدينة أمريكية كبرى بإعلان إفلاسها رسمياً. في الماضي كانت ديترويت مدينة صناعية مزدهرة وحاضرة ثقافية. لكن بعد عقود من التدهور المستمر، هاهي هذه المدينة تصل اليوم إلى الحضيض.
جبل من الديون
يعود سبب إعلان مدينة ديترويت الأمريكية إفلاسها إلى عجزها عن تسديد ديون متراكمة تقدر بثمانية عشر مليار دولار (أي ما يعادل 13.7 مليار يورو). ومنذ سنوات تكافح المدينة للحفاظ على وضعها المالي مستقراً. لكن تقييماً لشركة التصفية القضائية أكد أنه "لا مناص" من إعلان ديترويت الإفلاس. وقد قدمت سلطات المدينة بالفعل طلباً رسمياً بذلك نهاية الأسبوع الماضي.
بداية السقوط
في نهاية الخمسينيات أعلنت شركة "باكارد" لصناعة السيارات إغلاق خطوط الإنتاج. ومنذ ذلك الوقت والديون تتراكم على مدينة ديترويت، التي وصلت نسبة العجز فيها إلى مئة مليون دولار سنوياً. كما أن الديون طويلة الأجل تضغط بشكل متواصل على ميزانيتها. والآن أصبحت المدينة رسمياً عاجزة عن دفع ديونها.
حاضرة صناعية وثقافية
في أوج عظمتها بلغ عدد سكان ديترويت مليوني نسمة. بيد أن عدد السكان سرعان ما تقلص ليصل إلى أقل من النصف تقريباً، إذ يبلغ حالياً نحو 700 ألف نسمة، ثلثهم يعانون من الفقر. والصورة تظهر كيف كان مركز المدينة في سبعينيات القرن الماضي.
آباء المدينة
لُقّبت ديترويت بـ"مدينة السيارات" وشهدت ازدهاراً كبيراً بفضل أباطرة صناعة السيارات، مثل هنري فورد، الذي يدشّن في هذه الصورة مصنع شركته في المدينة. كما اتخذ عدد من عمالقة صناعة السيارات، مثل جنرال موتورز وكرايسلر، من المدينة مقراً له.
موسيقى لجيل بأكمله
يربط العالم بأسره كلمة "موتاون" بالموسيقى، فهذه الشركة من ديترويت صنعت عدداً من نجوم الغناء العالميين في الستينيات، مثل ديانا روس وستيفي وندر ومارفين غاي وفرقة "جاكسون فايف" (في الصورة)، التي انبثق عنها النجم الأسطورة مايكل جاكسون، وغيرهم الكثير. لكن في سنة 1972 قررت هذه الشركة نقل مقرها إلى مدينة لوس أنجليس.
تدهور بطيء ومستمر
في غضون ذلك، بدأ تدهور المدينة، الذي وصفه محافظ ولاية ميشيغان (التي تقع فيها ديترويت) ب"الانحطاط الذي دام ستين عاماً". أسباب التدهور هي المنافسة الشديدة مع شركات صناعة السيارات في اليابان، بالإضافة إلى سوء إدارة الشركات الأمريكية وسوء إدارة قطاع الخدمات في المدينة.
عواقب التدهور
اليوم تضم ديترويت عشرات الآلاف من المباني المهجورة. كما أن نصف أعمدة الإنارة في الشوارع خارج الخدمة. ومع ارتفاع نسبة البطالة فيها ارتفعت نسبة الجريمة، إذ وصلت نسبة جرائم القتل خلال الفترة الأخيرة إلى أعلى مستوى لها منذ 40 عاماً. وشرطة المدينة مثقلة الكاهل، إذ ينبغي على مواطني المدينة الانتظار 58 دقيقة بالمعدل بعد إجراء مكالمة طوارئ، وذلك مقارنة ب11 دقيقة بالمعدل في بقية أنحاء الولايات المتحدة.
الحلم الأمريكي
يعتبر مغني الراب الأمريكي مارشال ماذرز، المعروف بإمينيم، أنجح المغنين في العقد الأول من الألفية الثانية. في الثانية عشرة من عمره انتقل ماذرز ووالدته إلى إحدى الضواحي الفقيرة في ديترويت، وذاع صيته كمغني راب مستقل. في سنة 1999 أطلق إمينيم ألبومه الأول بعنوان "The Slim Shady LP". وهاهو اليوم يفرض نفسه على المستوى العالمي ويحصد جوائز مرموقة مثل الأوسكار وغرامي.
عودة إلى زمن الازدهار؟
لقد تمكنت شركتا جنرال موتورز وفورد من استرداد عافيتهما في السنوات الأخيرة. ومع وجود أمل في إمكانية تقديم الدولة حماية لمطالب الدائنين، قد تتمكن ديترويت يوماً ما من الوقوف على قدميها مالياً.