باكيري جاتا- لاجئ أفريقي قاصر تتنافس عليه أندية ألمانية
٩ يناير ٢٠١٦استقبلت ألمانيا العام الماضي (2015) أكثر من مليون لاجئ يمثلون تحديا كبيرا للدولة والمجتمع. ومعلوم أن إدماج اللاجئين ليس مسألة بالسهلة. لكن الأمر يختلف تماما عندما يكون بين هؤلاء اللاجئين من يتمتع بمواهب "ممتازة"، تجعل من وجودهم إثراءً للمجتمع الألماني.
ولأن الحديث هنا عن الموهبة الكروية؛ فإن واحدا من هؤلاء اللاجئين هو باكيري جاتا، يتمتع بموهبة، اكتشفها نادي هامبورغ. ووفقا لموقع "بيلد" الألماني فإن هامبورغ ليس هو النادي الألماني الوحيد، الذي يرغب في ضم باكيري إلى صفوفه، وإنما يتنافس عليه أندية أخرى تلعب في الدوري الألماني (بوندسليغا) مثل بريمن وشالكه.
من لاجئ قاصر إلى موهبة غير عادية!
فرّ باكيري جاتا (17عاما) من موطنه الأصلي، غامبيا، بحثا عن مستقبل أفضل. واستغرقت رحلته من غامبيا إلى ألمانيا أربعة أسابيع. ولم يمض أكثر من ستة أشهر على وصوله حتى تمكن بفضل موهبته الكروية، التي طورها في شوارع مدينته في غامبيا ومدرسته، أن يبدأ خطوته الأولى على طريق الألف ميل. إذ لفت جاتا عيون المنقبين عن المواهب، عندما كان يلعب مع أصدقائه اللاجئين في مقر إقامته في "أكاديمية لوتر كانونبيرغ"، وهي مركز لرعاية الشباب اللاجئين في بريمن. ليتم ضمه إلى فريق بريمن للشباب تحت سن الـ 19 عاما.
دفع تألق باكيري مع شباب بريمن إلى استدعائه لخوض تدريبات تجريبية مع فريق هامبورغ. فخاض جاتا التدريب مع الفريق لمدة يومين وأقنع المدرب برونو لا باديا بموهبته وتحدث لا باديا قائلا. "لقد أدى أشياء كثيرة بشكل جيد. كما أنه لا زال يافعا بما يكفي، ويبدو الأمر جيدا." كما أقنع باكيري أيضا مدير كرة القدم في نادي هامبورغ، بيتر كنيبل، الذي قال عنه: "لديه قدرات تستحق الاهتمام بها وتطويرها."
وكان لدى إدارة نادي هامبورغ أمل باصطحاب باكيري إلى معسكر التدريب الشتوي، الذي يقيمه الفريق في مدينة بيليك التركية، لكن وضعه كلاجئ حال دون ذلك، إذ ليس مسموحا له بالخروج من ألمانيا، على حدّ قول كنيبل.
كيف ستسير الأمور بعد ذلك بين هامبورغ وباكيري، هذا ما سنراه بعد معسكر التدريب، حسب قول لاباديا. ويقال بأن باكيري لم يلعب حتى الآن لناد من الأندية بشكل رسمي، لكن ذلك لا يصنع الفارق بالنسبة للمدرب لاباديا: "بالنسبة لي شخصيا، أنا لا يفرق معي من هو ومن أين جاء."، قال لاباديا.
حصل باكيري جاتا على إقامة مؤقتة في ألمانيا، وهو لم يبلغ بعد عامه الـ18 لذلك فهو في نظر القانون الألماني لازال قاصرا. أما إذا حصل على عقد من النادي فإن إقامته بالطبع ستكون مختلفة.
لاشك أنه إذا تعاقد باكيري جاتا مع هامبورغ أو أحد أندية النخبة الألمانية، فسيكون ذلك بمثابة دفعة كبيرة للاجئين، أصحاب المواهب عموما، والمتميزين في كرة القدم خصوصا. وربما يكون ذلك أيضا إثراء للبوندسليغا واضفاء عليها المزيد من المتعة والإثارة. وهو ما يراه أيضا بعض المهتمين بشؤون الكرة الألمانية ومن بينهم فالدمار ماتوشيك، أحد لاعبي فريق هامبورغ سابقا. وأشار ماتوشيك إلى أن كرة القدم من شأنها أن تساعد اللاجئين على الاندماج بشكل أفضل في المجتمع الألماني.
لكن التعاقد مع لاعب لاجىء موهوب ليس جديدا، فقد تعاقد فيردر بريمن مع عثمان مانيه بعقد يمتد إلى عام 2018. ومانيه هو أيضا شاب أفريقي هرب من سوء الأوضاع في غامبيا. علما بأن الكثير من أندية الهواة قامت بتأسيس مشاريع ومبادرات من شأنها احتضان اللاجئين في أندية كرة القدم، ومن بينها مشروع قام بها نادي "بابلسبيرغ"، إذ أسس فريقا للاجئين يلعب في دوري الهواة.