باكستان.. البرلمان يطيح بعمران خان بعد تصويت بحجب الثقة
٩ أبريل ٢٠٢٢صوت البرلمان الباكستاني مساء اليوم السبت (التاسع من نيسان/أبريل 2022) لصالح إقصاء رئيس الوزراء عمران خان من منصبه إثر موافقة 174 نائباً برلمانياً على اقتراح المعارضة بحجب الثقة عنه، وذلك بعد مواجهة بدأت صباح اليوم بين المعارضة والحزب الحاكم بزعامة خان واستمرت قرابة 14 ساعة.
وقال رئيس الجمعية الوطنية بالوكالة سردار أياز صادق إن 174 نائباً في مجلس النواب المؤلف من 342 عضواً صوت لصالح حجب الثقة و"بالتالي تم حجب الثقة". ويشار إلى أن الأغلبية المطلوبة لحجب الثقة عن رئيس الحكومة هي 172 صوتا.
ويعني هذا التصويت أن عمران خان لم يعد يشغل المنصب وأن مجلس النواب في البلاد سينتخب الآن رئيس وزراء جديداً وحكومة.
وجاء ذلك رغم إعلان رئيس البرلمان الباكستاني أسد قيصر استقالته قبل دقائق من تصويت حجب الثقة عن خان. وقال قيصر إنه قرر الاستقالة بعد الاطلاع على برقية دبلوماسية تضمنت دليلاً على مؤامرة خارجية من أجل الإطاحة بالحكومة.
لكنه أضاف أنه سيطلب من سردار أياز صادق عضو حزب الرابطة الباكستانية الإسلامية (وهو رئيس برلمان سابق) استكمال الإجراء القانوني للتصويت بسحب الثقة.
وأصبحت الفرصة مهيأة لإطاحة رئيس الوزراء بعدماأيدت المحكمة العليا الباكستانية المعارضة وقضت يوم الخميس الماضي بأن محاولة خان السابقة لحل البرلمان- لتجنب مثل هذا التصويت- عمل غير دستوري يستهدف التشبث بالسلطة.
وقالت المحكمة أيضاً إنه يجب انتخاب رئيس وزراء جديد في أقرب وقت ممكن إذا تم التصويت للإطاحة بخان. وقال خان في كلمة إلى الشعب يوم الجمعة "أنا حزين لهذا القرار لكنني أتقبله".
وقال مشرع باكستاني إن البرلمان سيعقد جلسة يوم الاثنين (11 أبريل/ نيسان) لاختيار رئيس جديد للوزراء بعد الإطاحة بعمران خان من رئاسة الحكومة.
وزعيم المعارضة شهباز شريف هو الأوفر حظا لقيادة الدولة المسلحة نوويا التي يبلغ تعداد سكانها 220 مليون نسمة والتي حكمها الجيش على مدى نصف تاريخها. وشهباز (70 عاما) هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي تولى المنصب ثلاث مرات.
وكان خان، لاعب الكريكيت السابق الذي تولى المنصب في 2018، قد أنحى باللائمة على واشنطن في مشاكله وقدم احتجاجاً رسمياً للسفارة الأمريكية بشأن مؤامرة مزعومة للإطاحة بحكومته.
وفي واشنطن، نفى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية مزاعم خان بأن الولايات المتحدة تخطط لتغيير النظام في باكستان الدولة النووية وحليف واشنطن في الحرب على الإرهاب.
وفي آذار/مارس 2021، نجا خان بصعوبة من تصويت على الثقة في البرلمان. لكن خان خسر في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية حيث تحولت جماعات موالية والعديد من النواب من حزبه إلى المعارضة.
وتولى خان السلطة في انتخابات مثيرة للجدل في عام 2018 بدعم من الجيش، لكن العلاقة مع جنرالات كبار قد انهارت بسبب تعيين رئيس جديد لجهاز الاستخبارات العام الماضي.
وتضيف الإطاحة بخان إلى سجل باكستان فصلا جديدا من عدم الاستقرار السياسي إذ لم يكمل أي رئيس وزراء فترته الكاملة في المنصب منذ الاستقلال في عام 1947 على الرغم من أن خان هو أول من تمت الإطاحة به من خلال تصويت بحجب الثقة.
م.ع.ح./ع.ح/أ.ح (د ب أ، أ ف ب ، رويترز)