بافاريا ـ خصوصية ثقافية تتجاوز حدود ألمانيا إلى العالم
السراويل الجلدية، وسيارات بي إم دبليو، ونادي بايرن ميونخ من الأشياء التي قد تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن ألمانيا، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو منشأ هذه هو بافاريا هي ولاية بافاريا، التي تتمتع بخصوصية كبيرة داخل ألمانيا:
تعتبر ولاية بافاريا أكبر ولاية في ألمانية من حيث المساحة، والثانية من حيث الكثافة السكانية. كما لعبت دوراً متميزاً في تشكيل المشهد الثقافي للبلاد. عندما يفكر الزائرون بألمانيا وتقاليدها، فهم يتذكرون غالباً ميزات فريدة من بافاريا - مثل قصور الملك لودفيغ الثاني، التي ألهمت والت ديزني.
حكمت عائلة فيتلسباخ بارفايا، لعدة قرون، وحكمت لبعض الوقت بعض الأجزاء من أوروبا. وعلى الرغم من أن المنطقة قد حررت من حكم سلالة فيتلسباخ لمدة 100 عام، فقد حافظ أحد أفراد هذه الأسرة على تأثير أسطوري على هذه المنطقة. وقد ألهمت حياته الخاصة، فضلاً عن موته المفاجئ غرقاً، العديد من الكُتّاب وصناع السينما- فيلم "لودفيغ الثاني"( الصورة من الفيلم).
عرف لودفيغ الثاني بحبه ودعمه للمؤلف الموسيقي ريتشارد فاغنر. وعلى الرغم من أن فاغنر نفسه لم يكن بافارياً (ولد في لايبتزيغ)، إلا أنه قد أحضر أعماله الموسيقية إلى مسرح مدينة بايرويت، الذي ساعد في تصميمه بعد أن موله لودفيغ الثاني. ويحظى مهرجان فاغنر السنوي بسمعة كبيرة ويجذب الآلاف من عشاق الفن الكلاسيكي من داخل وحارج ألمانيا.
مما لا شك فيه أن حب رياضة كرة القدم ي يجري في دماء الكثير من سكان بافاريا، حيث يتمتع نادي بايرن ميونخ البافاري، بشهرة محلية وعالمية أيضاً. إذ أنه أكبر نادي رياضي في ألمانيا، ورابع أكبر ناد لكرة القدم في العالم.
كما تتميز بافاريا بالملابس التقليدية، التي أصبحت من الصور النمطية عن ألمانيا في مخيلة أي زائر من خارجها، مثل السروال الجلدي، وفستان الدرندل. ويتمسك البافاريون بهذه الملابس التقليدية ويرتدونها في المناسبات والمهرجانا الشعبية المختلفة.
على الرغم من أن الملابس التقليدية ما تزال معتمدة في صناعة السياحة، غير أن العديد من الناس يرتدون الجينز الأزرق في الوقت الحالي. إذ تعتبر ماركة (ليفي شتراوس) ابن بافاريا، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة من أشهر ماركات الجينز. وظلت بصمته في عالم الموضة مستمرة - حتى بعد مرور 170 عاماً على رحيله.
لم يكن ليفي شتراوس البافاري الوحيد الذي تميز في عالم صناعة الأزياء. ويعود الفضل إلى شقيقين من (هيرتسوغن آوراخ) في ثورة الألعاب الرياضية بعد أن طوروا أحذية رياضية متينة، وأقنعوا عداء الولايات المتحدة الأمريكية جيسي أوينز بارتداء حذاء من صناعتهم في دورة الألعاب الأولمبية عام 1936 في برلين. بعد ذلك بأعوام انفصل الأخوان فأسس أدولف شركة أديداس، بينما أنشأ رودولف شركة بوما.
تتمتع بافاريا بالمناظر الطبيعية الجبلية، والريفية النابضة في جنوب الولاية، والتي ارتسمت صورتها في المخيلة الألمانية، سيما من خلال استخدامها في العديد من الأفلام "الوطنية"، أو ما يسمى "هايمات".
منذ حوالي 400 عاماً تستقطب بلدة أوبراميرغاو (Oberammergau) الجبلية الصغيرة كل 10 أعوام حشوداً من جميع أنحاء العالم لإعادة تمثيل مسرحية (آلام المسيح)، التي تتحدث عن أيام يسوع الأخيرة قبل صلبه. إذ يقدم القرويون عبرها الشكر، والامتنان لنجاتهم من وباء الطاعون في عام 1634. ستعرض هذه المسرحية الخاصة مجددا في عام 2020 (الصورة مشهد من المسرحية)
يشعر البافاريون، الذين يعيشون في أغنى ولايات ألمانيا (بافاريا)، بفخر استثنائي لمساهمتهم في الصناعة مع شركة (بي إم دبليو)، أحد أهم مصانع السيارات الفاخرة. إضافة إلى ذلك، تحتضن بافاريا وعاصمتها ميونخ، عدداً من أشهر الشركات في العالم مثل أليانز، وسيمنز. كورتني تينز/ ريم ضوا.