باريس تطالب بتحقيق في مقتل صحفي فرنسي في حمص والأسد يظهر في دمشق
١١ يناير ٢٠١٢قالت القناة الفرنسية الثانية في بيان نشر اليوم الأربعاء (11 يناير/ كانون الثاني 2012) أنها علمت "ببالغ الحزن مقتل المراسل جيل جاكييه في حمص"، مضيفة أنها لا تعلم تفاصيل بشأن ظروف مقتله. وأضافت القناة أن جاكيه الذي عمل في السابق بالعراق وأفغانستان ذهب إلى سوريا بدعوة من الحكومة. من جهته طالب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بيان بـ "الكشف عن كل ملابسات وظروف الحادث". وأضاف جوبيه "نطالب بفتح تحقيق حول ظروف هذه المأساة". وطالب بيان الخارجية الفرنسية بحماية الصحافيين العاملين في سوريا.
ويذكر أن جيل جاكييه يتواجد في سوريا ضمن وفد من الصحافيين الأجانب بإذن من السلطات السورية. ويعتبر جاكييه من كبار مراسلي القناة الفرنسية الثانية منذ عام 1999، وقام بتغطية عدد من الأحداث الساخنة في العراق وأفغانستان وكوسوفو وإسرائيل.
ظهور جماهيري مفاجئ للأسد
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد ظهر بشكل مفاجئ اليوم أمام آلاف المواطنين بساحة الأمويين وسط العاصمة السورية دمشق، وذلك في أول ظهور جماهيري مفاجئ أعقب عشرة أشهر من الاحتجاجات. ورددت الحشود شعارات "شبيحة للأبد لعيونك يا أسد" و"الشعب يريد بشار الأسد".
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أمام الآلاف أن السوريين "سينتصرون من دون أدنى شك على المؤامرة"، بحسب تعبيره. في حين دعت الصحف السورية اليوم الأربعاء المعارضة إلى الانضمام إلى الإصلاحات والحكومة التي وَعد بها الرئيس بشار الأسد في خطابه يوم الثلاثاء.
تواصُل العنف وتفاقم للوضع الإنساني
ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مدنيين قتلوا قبل ظهر الأربعاء برصاص قوات الأمن السورية في بلدة كفرنبودة في حماة وسط سوريا خلال إطلاق نار واقتحام للبلدة، خلال اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين من بينهم ضابط منشق برتبة ملازم أول. من جهة أخرى، قال المرصد إن قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لطلاب في داريا في ريف دمشق.
وفي محافظة إدلب قرب الحدود التركية، قال المرصد إن "أهالي مدينة معرة النعمان أعلنوا الإضراب العام في المدينة احتجاجا على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها"، وتحدث عن "قطع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة يوميا وعدم توفر وقود التدفئة وقطع الاتصالات والإنترنت، مع انتشار الحواجز الأمنية في الشوارع الرئيسية والفرعية".
في حين ذكر مراقبون لوكالة رويترز أن موجة من الخوف تنتشر في العاصمة السورية، وأن شوارعها الصاخبة ومقاهيها المزدحمة أصبحت خالية لتتحول ليلا إلى مدينة أشباح، يسارع سكانها بالعودة إلى منازلهم، خوفا من أن تكون التفجيرات الأخيرة التي أسقطت قتلى نذيرا بمزيد من العنف.
"قافلة الحرية" تتوجه عبر تركيا والأردن إلى سوريا
من جهة أخرى أفادت مصادر متطابقة أن مئات الناشطين السوريين ومن بلدان أخرى سيحاولون يوم غد الخميس الدخول إلى سوريا من تركيا والأردن حاملين مساعدات إنسانية لسكان يتعرضون منذ عشرة أشهر لحملة قمع يشنها النظام. وقال منظمو هذه المبادرة التي تحمل عنوان "قافلة الحرية" في بيان بُث على الإنترنت "نود حمل مساعدة إنسانية للسكان المنكوبين الذين يتعرضون لعمليات قصف وحشية يقوم بها يوميا الجيش السوري".
وتنوي المجموعة التي تقول إنها تضم حوالى 1500 من "الشبان السوريين المستقلين الذين يرافقهم شبان من دعاة السلام من مختلف الجنسيات" عبور الحدود من غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا، ومن الرمثة في الأردن. وفي حال رفضت السلطات السورية السماح لهم بدخول سوريا أعلن الناشطون أنهم سينظمون اعتصاما قرب الحدود خلال ثلاثة أيام "بمشاركة فنانين سوريين".
وعن العلاقات بين هؤلاء الناشطين والمعارضة السورية، أكدت بسمة قضماني عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، الذي يضم معظم تيارات المعارضة، أن المجلس "يدعم كليا هذه المبادرة". وأضافت "نعتقد أنه جهد صادق لتحدي النظام ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى خطورة الوضع على الأرض".
(ح.ز/ ع.م/ رويترز، أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو