باريرا حائر أمام وفرة لاعبي بلد السامبا
واجه مدرب المنتخب البرازيلي السابق لويس فيليب سكولاري قبيل بطولة العالم السابقة قبل 4 سنوات مصاعب جمة حين كان عليه التخلي عن بعض من نجوم كرة القدم البرازيلية الذين كان كل منهم يستحق الانضمام لتشكيلة الفريق نظراً لكفاءاته وقُدراته الكروية على أرض الملعب. وتعرض سكولاري آنذاك لانتقادات لاذعة على خلفية قراره الاستغناء عن خدمات النجم البرازيلي الكبير روماريو وعدم ضمه إلى تشكيلة الفريق الذي أحرز في نهاية المطاف لقب بطولة العالم لكرة القدم 2002 التي أُقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، علماً أن روماريو كان قاد منتخب بلاده عام 1994 في الولايات المتحدة إلى منصة التتويج بلقب كأس العالم. ويبدو أن بطولة العالم القادمة التي ستنطلق بعد نحو 4 أشهر لن تكون مغايرة لسابقتها، مما يعني أن المدرب الحالي كارلوس ألبيرتو باريرا سيُواجه بالتأكيد المشكلة ذاتها. إذ هناك عددٌ كبيرٌ من النجوم الصاعدين والموهوبين الذين أبهروا عالم كرة القدم بأدائهم الساحر والجميل.
لكن يبدو أن باريرا يتعامل مع هذا الواقع بارتياح وثقة عالية. فأمامه خيارات عديدة ستكون حتماً صائبة في نهاية المطاف، لا سيما أن المنتخب البرازيلي يضم أفضل لاعبي كرة القدم في العالم. وهذا في جميع المواقع، سواء في حراسة المرمى أو خطي الدفاع والوسط أو في الهجوم. وما يجعل المدرب واثقاً من حُسن اختيار اللاعبين القادرين على المنافسة على اللقب هي خبراته الواسعة على الصعيدين البرازيلي والدولي. يُذكر أن باريرا قاد منتخب بلاده عام 1994 في الولايات المتحدة الأميركية لإحراز لقب كأس العالم للمرة الرابعة، وذلك بعد غياب عن منصات التتويج دام 24 سنة. غير أن هذا النجاح لم يمنع الصحافة البرازيلية من توجيه النقد له متهمتاً إياه بالتركيز على اللقب فقط والابتعاد عن أساليب اللعب الجميلة والأداء الفني الرائع والساحر المعروف عن نجوم السامبا.
مدرب منهجي رزين الرأي
يتّسم كارلوس ألبيرتو باريرا البالغ من العُمر 62 سنة بالرزانة والمنهجية. ومنذ توليه مهمة الإشراف على طاقم التدريب عام 2002 خلفاً لسكولاري عمل باريرا على تعزيزالروح الرياضية بين اللاعبين ورفع معنوياتهم وعزائمهم ودفعهم إلى التركيز على اللعب الجماعي والابتعاد عن الأنانية وعدم الاعتماد بشكل أساسي على المهارات الفردية والتفنن في اللعب، إلا إذا اقتضت الحاجة ذلك. يقول باريرا: "كل فريق يحتاج إلى لاعبين قادرين على القيام بمهام الدفاع ولاعبين أكفاء مؤهلين لقيادة الفريق وآخرين قادرين على القيام بمهام هجومية. ويجب أن يكون هناك تناغم وانسجام بين جميع اللاعبين، وما على المدرب إلاحُسن اختيار اللاعبين ووضع كل منهم في الموقع المناسب.
نظراً إلى هذه الفلسفة الرياضية، فلا يُتوقّع أن يجتمع ما يُسمى بـ "الخماسي الساحر" على المستطيل الأخضر في آن واحد، أي من غير المتوقع أن يتواجد النجوم الخمسة (رونالدو ورونالدينيو وأدريانو وكاكا وروبينيو) في آن واحد على أرض الملعب للمشاركة في اللعب. هذا يعني أن واحداً من النجوم الخمسة على الأقل سيجلس على مقاعد الاحتياط خلال مباراة فريقه الأولى في المونديال أمام كرواتيا في الـ 13 من يونيو. لكن السؤال هو: مَن؟
رونالدينو أفضل لاعب في العالم لعام 2005
بعد تعافيه من الإصابة عاد النجم البارع البالغ من العُمر 25 سنة إلى الملاعب بقوة وقدّم مؤخراً مع فريقه الكاتالوني برشلونة أداء قوياً أبهر الجمهور وعشاق كرة القدم في العالم. يمتاز لاعب خط الوسط المتألق بأدائه الجميل والمُثير، إضافة إلى قدراته على إحراز الأهداف، بل وأجمل الأهداف. غير أن ما يُثير قلق باريرا هو احتمال تعرّض رونالدينيو الحائز على الحذاء الذهبي إلى إصابة قد تُبعده عن نهائيات كأس العام 2006 أو تؤثّر سلباً على أدائه، وذلك نظراً لكثرة المباريات التي عليه خوضها قبيل انطلاق كأس العالم في الـ 9 من يونيو/حزيران.
رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني
من يُصدّق أن رونالدو سيبلُغ سنه الـ 30 هذا العام؟ تعرّض المهاجم فريد النوع إلى إصابات كثيرة في مسيرته الرياضية كادت أن تُبعده عن الملاعب إلى الأبد. لكنه كان دائماً يعود بقوة إلى الملاعب الخضراء بتصميم كبير على مواصلة اللعب. على الرغم من أن النجم البرازيلي الكبير لم يُشارك مع فريقه ريال مدريد إلا بشكل متقطع خلال الموسم الحالي، إلا أنه يبقى إحدى ركائز المنتخب البرازيلي الأساسية التي لا يُمكن الاستغناء عنها. صحيحٌ أن اندفاعه إلى الأمام وقوته الهجومية لم تعُد كما كانت عليه في السابق، لكنه ما زال واحداً من أخطر المهاجمين الدوليين الذين لا يُمكن تحييدهم أبداً مهما كانت خط الدفاع الخصم. على الرغم من أن البعض يُشكك في حماسه لبطولة كأس العالم 2006 واستعداده لخوضها، إلا أن رونالدو أكّد أن أسمى ما يطمح إليه هو ارتداء القميص البرازيلي الأصفر والمساهمة في الدفاع عن لقب كأس العالم 2006 في ألمانيا.
أدريانو نجم هجوم إنتر ميلان
يحلم معظم مدربي كرة القدم في امتلاك مهاجم مثل أدريانو، مهاجم يتمتع بميزات وكفاءات عديدة لا يجدها المرء إلا في قلة قليلة من اللاعبين الدوليين. ففي إيطاليا يُثير اللاعب العملاق بقدمه اليسرى إرباك جميع المدافعين في الدوري الإيطالي لكرة القدم الذين يخشون اللاعب العملاق كلما اتّجه نحو مرماهم. لكن إذا ما قرر باريرا وضع تشكيلة للفريق البرازيلي تضم مهاجماً متقدماً، فمن المُمكن جداً أن يُتابع نجم إنتر ميلان مباريات فريقه من على مقاعد الاحتياط، رغم أنه بذلك كل ما بوسعه لضمان القميص الأصفر رقم 9 الذي في العادة يرتديه المهاجم المتقدم في كل فريق. ففي بطولة "كوبا أميركا" الأخيرة تُوّج أدريانو كأفضل هداف للدورة. وفي تلك الفترة أكّد المهاجم النجم نجوميته في الدوري الإيطالي لكرة القدم. هذا بالإضافة إلى تألقه في كأس القارات الذي استضافته ألمانيا في صيف العام المنصرم حيث تُوّج المهاجم العملاق مجدداً هدافاً للدورة. لكن ومع انطلاق الموسم الكروي الحالي في غيطاليا تراجع مستوى أدريانو بعض الشيء، لكنه سُرعان ما عاد قوياً ليستعيد مستواه المعهود وخطورته أمام المرمى الخصم. إذ نجح في إحراز أهداف كثيرة وحاسمة من شأنها أن تُثير انتباه مدرب المنتخب البرازيلي باريرا وتجعل الاشتغناء عنه في كأس العالم 2006 أمراً صعباً.
كاكا نجم "إي سي ميلان" الإيطالي
يُعتبر النجم البرازيلي كاكا من لاعبي خط الوسط الهجوميين الميالين إلى الهجوم أكثر من الدفاع. يتمتع نجم خط وسط الفريق الإيطالي العريق بمهارات وقُدرات تزيد من خطورتهم على أ] خط دفاع في العالم. ومنذ انتقاله إلى إيطاليا قادماً من فريق ساو باولو البرازيلي أكّد كاكا مستواه العالي في الأداء وفرض نفسه نجماً في الدوري الإيطالي ليُصنّف من أفضل لاعبي خط الوسط في أوروبا، بل وفي العالم أيضاً. أكثر ما يُميّز كاكا عن غيره هي قدرته على إدراك الفُرص السانحة واستغلاله للثغرات في صفوف الفريق الخصم وتمريراته الرائعة والمتقنة التي غالباً ما تُترجم إلى أهداف جميلة. هذا بالإضافة إلى مهاراته العالية في المراوغة وتسديد قذائف صاروخية يصعب ردها. إذاً من الطبيعي أن يكون إبن الـ 23 على ثقة عالية بالنفس وأنه ينتمي إلى نجوم السامبا الذين يصعُب استبعادهم عن تشكيلة الفريق المشارك في المونديال.
النجم الصاعد روبينيو
لم يكُن النجم البرازيلي الصاعد يُدرك ما كان ينتظره في مدريد قبل انتقاله المثير من فريق سانتوس البرازيلي إلى فريق العاصمة الإسبانية ريال مدريد الذي يضم في صفوفه أفضل وأشهر وأغلى لاعبي كرة القدم في العالم. إذ كان على النجم الصاعد تحمّل أعباء كبيرة خلال الشهر الأولى، لا سيما أن الجميع كانوا يتوقعون منه أداءً فريداً من نوعه، أداء لم يسبق لأحد أن قدّمه. وغالباً ما كان المهاجم النجم يُقارن بأسطورة كرة القدم البرازيلية ولاعب القرن بيليه، الأمر الذي زاد من الضغوط عليه.
قبل انتقاله إلى إسبانيا تولى روبينيو دوراً بارزاً في صفوف فريقه خلال كأس القارات 2005 نظراً لغياب النجم الكبير رونالدو. وأثبت أنه لاعبٌ من الدرجة الأولى حيث قدّم أداء على مستوى عال وقوي بحيث توقّع خبراء كرة القدم أن يُصبح هذا اللاعب الأفضل والأخطر في العالم. وبعد إصابة رونالدو في الدوري الإسباني حلّ روبينيو مكانه في افريق الملوكي. وكانت هذه فرصة ذهبية للنجم الصاعد لإظهار مهاراته وقدراته الكروية من أجل تعزيز موقعه في الفريق وفرض نفسه نجماً ولاعباً أساسياً. وهذا ما نجح في تحقيقه حتى الآن. وإذا ما استمر روبينيو على هذا المستوى العالي من الأداء، فمن المؤكد أن عشاق كرة القدم العالمية سيُشاهدونه ضمن التشكيلة البرازيلية في أولى مباريات نجوم السامبا في المونديال.
إضافة إلى هؤلاء النجوم الخمسة الكبار، هناك العديد من اللاعبين البارزين الذين ما زالوا يأملون في ارتداء القمصان البرازيلية الصفراء للمساهمة في الدفاع عن لقب كأس العالم خلال مونديال ألمانيا 2006. من بين هؤلاء: جوليو باتيستا المحترف في صفوف ريال مدريد ولويس فابيانو الذي يلعب في صفوف فريق إشبيليه الإسباني وإيفرتون من فريق سرقسطة وغيرهم من نجوم السامبا.
علاء الدين موسى