باحثون: الموسيقى لغة عالمية في أدمغتنا مستقلة عن الثقافة
٢٢ نوفمبر ٢٠١٩"الموسيقى لغة عالمية": من منا لم يسمع بهذه الجملة أو فكر بها حين سماعه موسيقى لا تنتمي إلى تراثه؟ هذه الجملة تعبر عن الحقيقة، كما يظهر لباحثين درسوا الاختلافات وأوجه التشابه بين الأنغام الموسيقية لـ315 ثقافة مختلفة، بالإضافة إلى تسجيلات موسيقية مختلفة من دول متعددة. هذه النتيجة استغرقت من الباحثين سنيناً طويلة قضوها في البحث في المكتبات والمجموعات الموسيقية الخاصة لتجميع قاعدة بيانات شاملة للأغاني لغرض مقارناتها. وأطلقوا على قاعدة البيانات هذه "التاريخ الطبيعي للأغنية".
وبعد استماعهم إلى آلاف الأغاني وقراءة آلاف النصوص وترجمة آلاف أخرى، قاموا بتحليل محتواها وطولها وأصولها الثقافية، وتوصلوا إلى أن الأغاني الراقصة، مثلاً، نمطية متشابهة جداً رغم اختلاف الثقافات، حسبما يقول مانفير سنغ، الباحث في علم التطور البيولوجي في جامعة هارفارد. وبيّن الباحثون أن الناس يتنبؤون بالنغمات والطور الذي ستستمر عليه الأغنية، حتى ولو لم يسمعوها أبداً من قبل ومختلفة عن ثقافتهم تماماً، في إشارة إلى أن الموسيقى لغة مفهومة لكل الناس رغم اختلاف الثقافات.
ويعتقد الباحثون أن هناك شيئاً في أدمغتنا يفهم الموسيقى على مستوى عالمي. وبينوا في مقال نشرته مجلة "ساينس": "نعتقد أن موسيقى مجتمع معين لا تعتمد تماماً على السلوك الثقافي، بل هي نتيجة كليات نفسية داخلية تجعلنا نشعر أن أنواعاً معينة من الأصوات والأنغام مناسبة لظروف اجتماعية وعاطفية معينة، بغض النظر عن الثقافة".
ويضيف الباحثون: "العبارات الموسيقية تختلف فيما يتعلق بالأنماط والسمات الصوتية التي تستخدمها اعتماداً على المشاعر التي تعبر عنها، ولكنها تنشأ رغم ذلك من مجموعة مشتركة من الاستجابات النفسية للصوت".
ويرى الفريق أنها خطوة كبيرة نحو فهم "قواعد نحوية" موسيقية عالمية، وكذلك فهم كيفية إنشاء عقولنا للموسيقى.
ع.خ/ ي.أ