اِمرأة - أول مجلة نسائية للمسلمات في ألمانيا
١٣ أكتوبر ٢٠١٠صورة لفتاة مسلمة سمراء فاتح لونها، ترتدي حجاباً أزرق، ويتدلى على جبهتها جزء من شعرها المصبوغ بلون بني، ترتدي فستانا محتشما لكنه مزخرف بزهور ذات لون وردي. يكاد الفستان يلاصق جسدها لكنه يغطيها من عنقها إلى كعبِ حذائها العالي. أما يدها فموضوعة على خصرها وكأنها في عرض أزياء نسائية. إنها صورة فتاة على غلاف أول مجلة ألمانية تُعنى بمواضيع المسلمات. و أطلق على هذه المجلة اسم عربي وهو "اِمرأة" بالرغم من أن محتواها باللغة الألمانية.
وصاحبة فكرة هذه المجلة هي ساندرا أديويي، وهي امرأة ألمانية اعتنقت الإسلام، وتقول إن هذه الفكرة راودتها منذ أيام الدراسة، حيث كانت تتمنى أن تقرأ مجلة كهذه، ومع الأيام قررت أن تمسك بزمام المبادرة وأن تصدر المجلة بنفسها مع فريق من الصحفيين، وفعلاً أصدرت العدد الأول قبل شهر ونصف، أي في أغسطس/آب من عام 2010 . وقد شجعها على ذلك أن موضوع المسلمات مطروح بشكل كبير في الإعلام الألماني. وقد استفادت من دراستها وخبرتها في مجال التصميم الغرافيكي، إذ قامت بتصميم ألوان وأشكال المجلة بنفسها. ففي قالب حديث وعصري تعرض المجلة مواضيع وقصصاً وأخباراً عصرية حول حياة الألمانيات المسلمات.
الخطوة الأولى نحو التغير
تعرض مجلة "امرأة" صورة المرأة الألمانية المسلمة كامرأة معاصرة ومتمسكة بمبادئ دينها في ذات الوقت "كما هي في الواقع وبعيداً عن الصور غير الصحيحة التي يحملها الكثير في أوروبا"، كما تقول السيدة سوزانه كفيك المسؤولة الإعلامية للمجلة، وتتابع أن هدف المجلة هو النساء من عمر السادسة عشرة إلى عمر الخمسين، وأن كل شخص من حيث المبدأ سيجد مواضيع تهمه في المجلة، فهناك وصفات طعام مثلاً ونصائح للأمهات، وتستطرد:"لا شك أن هناك مواضيع تهم أيضاً غير المسلمات في ألمانيا اللاتي يتعرفن من خلال المجلة أن المسلمات الألمانيات لسن أمهات فقط، ولكنهن أيضاً نساء معاصرات ولديهن اهتمامات وطموحات كأي امرأة ألمانية أخرى".
الألمانية المسلمة عاملة وناجحة
وتتضمن المجلة مواضيع دينية وسياسية وأيضا تهتم بالموضة ونصائح في فنّ التزيُّن. ولا تعرض المجلة وصفات من المطبخ التركي والعربي فحسب ولكنها تركز على وصفات المطبخ الألماني والأوروبي على الطريقة الحلال كما تقول سوزانه كفيك:"من حق المرأة المسلمة التي نشأت وتربّت في ألمانيا أن تشعر أنها امرأة ألمانية أيضاً. ولا يتعارض ذلك مع محافظتها على عقيدتها"، وتتابع بأن الألمانية المسلمة لها الحق في أن تتفنن وتبدع في المطبخ الأوروبي والألماني، وأن في المجلة يتم عرض جوانب مرحة ومشرقة من حياة المرأة الألمانية المسلمة.
وتسلط المجلة الضوء على النساء المسلمات العاملات في المجتمع الألماني وتحاول إبراز الناجحات منهن. وتؤكد سوزانه كفيك أن "هذه الحقيقة يتجاهلها الكثير في الغَرب"، ولذلك فإن المجلة تعرض مقابلات مع نساء مسلمات متفوقات في عملهن وناجحات في وظائفهن وشغلهن خارج البيت، وتتابع "هذه المواضيع تمثل كسرا لصورتهن غير الصحيحة في المجتمع الألماني، بل وتمثل توجيهاً وإلهاماً لمسلمات أخريات ما زِلن يفكرن في تقرير مسار حياتهن المهنية. فإنْ كُنّ يرغبن في العمل وإن كُنّ مترددات في ذلك فإنّهن يقرأن في المجلة نماذج تمثل لهن القدوة".
تـقـــَــبُّـل كبير وقلة تتشكك
وحول ردة فعل المسلمات حول المجلة تقول سوزانه كفيك المسؤولة الإعلامية في المجلة إن هناك تقبــلاً كبيراً للمجلة من قبل الألمانيات المسلمات، غير أن قلة قليلة لا تزال ترى أن صورة فتاة مسلمة عصرية على غلاف المجلة وأن الموضة ونصائح فن التجميل الموجودة فيها لا تتناسب كثيراً مع الدين الإسلامي. بيد أن سوزانه كفيك ترى عكس ذلك وتتشوق لصدور العدد الثاني منها. وتشير إلى أن المجلة سيكون لها إلى حد ما دور إيجابي في تعريف الألمان بأن المرأة الألمانية المسلمة هي امرأة عصرية وفاعلة في المجتمع، على الأقل عند رؤية الألمان للمجلة المطبوعة في الأكشاك الألمانية أو عند رؤيتهم لغلافها أثناء قراءة البعض لها في القطارات.
علي المخلافي
مراجعة: يوسف بوفيجلين