انفصال الجنوب.. صفحة جديدة تعقد خارطة الصراع في اليمن
٥ مايو ٢٠١٧في تجمع احتجاجي حاشد شارك فيه ألوف اليمنيين، أعلنت فصائل الحراك الجنوبي رفضها للقرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي بإقالة محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي وإعفاء الوزير بن بريك وإحالته للتحقيق. كما قررت الفصائل تفويض عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب.
ونشر موقع أبابيل نت اليمني بيان الحراك الذي جاء فيه أن "جنوب ما بعد 4 مايو/ أيار 2017 ليس كجنوب ما قبل هذا التاريخ على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية"، وأكد البيان استمرار محاربة مليشيا الحوثي وقوات صالح ومكافحة الإرهاب، ما يكشف عن ضخامة التحديات التي تواجه هذا المشروع إذا ما أضيف إليه التطور الأخير الذي يعلن القطيعة مع حكومة عبد ربه منصور هادي.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين ومحللين لم تسمهم أنّ هادي منزعج من فكرة وجود بعض المقاتلين المؤيدين لانفصال الجنوب بين القوات التي دربتها الإمارات. وينظر للزبيدي وبريك على أن لهما علاقات وثيقة مع الإمارات أيضاً. وفي هذا السياق أشار الباحث السياسي أمين اليافعي في حديث مع DW عربية إلى أنّ الحراك الجنوبي المتجدد يجد دعماً على الأقل من أحد أطراف قوى التحالف العربي، حيث تنتشر في عدن ومدن الجنوب قوات دولة الإمارات العربية والتي ساهمت في تدريب وإعداد قوات يمنية موالية للشرعية الدولية. وهو أمر ربما يشير إلى توافق بين الجنوبيين والدولة الخليجية الغنية، وإذا صحت هذه الرؤية فهي تكشف عن خلافات سياسية بين أطراف التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية.
الخيارات الباقية أمام السعودية قائد التحالف
وليس معلوماً كيف ستتصرف القوة الأكبر والرائدة في التحالف العربي، وهي السعودية، مع التحرك الجنوبي الجديد. إلا أنّ الواضح أن هذا التطور قد يضع قيادة هادي المقيمة في الرياض، في موقف حرج للغاية أمام رعاته السعوديين، كما يقول الباحث السياسي أمين اليافعي.
وفي هذا السياق اعتبر المغرد أحمد الصالح هذا التطور منعطفاً حاسماً في الخلاف حول الشرعية:
أما سام يمن فيحمل السعودية مسؤولية ما يحصل في اليمن:
هموم متراكمة
ويبدو أنّ عودة الحياة إلى مشروع الانفصال عن الجزء الشمالي من اليمن لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة تراكم سياسات التهميش والإهمال ومنها قلة مشاريع التنمية منذ توحيد البلدين في تسعينات القرن الماضي، كما يشير اليافعي، مبيناً أنَ المتظاهرين في الجنوب طالبوا دائماً بحق تقرير المصير ولكن بالطرق السلمية، عبر استفتاء مثلاً.
ويضيف اليافعي أنه بعد أحداث عام 2011 وُعِدَ الجنوبيون بحل مشاكلهم، إلا أنّ شيئاً لم يحدث. وبعد اندلاع الحرب الأخيرة ساهم الجنوبيون إلى جانب الشماليين في تحرير مناطقهم من الحوثيين وأنصار المخلوع صالح وتحولت عدن إلى عاصمة مؤقتة لعموم اليمن، فتوقع كثير منهم أن الأمور بدأت تسير لصالحهم، إلا أنّ حكومة هادي مارست نفس سياسة صالح بحق الجنوب، حسب قول اليافعي، مضيفاً: "لقد ازداد الوضع سوءا عما كان عليه في الماضي. الخدمات باتت أقل بكثير وفرص العمل أصبحت أكثر ندرة".
ضربة تحت الحزام
وجاء إعلان الرئيس هادي إقالة محافظ عدن ووزير الدولة، وهما جنوبيان ناشطان في الحراك الجنوبي، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وهو ما اعتبره اليافعي "ضربة قوية وتحت الحزام لهادي وحكومته، وقد سحبت البساط من تحت قدمي هادي وقيادته المقيمة في المنفى السعودي".
ورغم تباين آراء المغردين اليمنيين على تويتر، إلا أنّ الأغلبية وخاصة من أبناء الجنوب تؤيد الإنفصال عن الشمال وإعادة دولة الجنوب السابقة إلى الحياة.
ودفاعاً عن هذا التوجه، غردت ترف العولقي:
وطمأن المغرد خضر محمد الوليدي المتخوفين على مستقبل الجنوب بالقول:
أما زهراء الجشي فحذرت من انفصال الجنوب ومخاطره:
(م.م/ع.ج/ح.ع.ح)