انفراج حذر في الأسواق عقب التدابير المطمئنة عن وضع البنوك
١٧ مارس ٢٠٢٣ساد الارتياح الأسواق الآسيوية اليوم الجمعة (17 مارس/ آذار) غداة انفراج بورصات وول ستريت والبورصات الأوروبية، فعاودت الارتفاع على وقع التدابير المتخذة دعما لمصرف كريدي سويس والمصارف الأميركية والرسالة المطمئنة الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي.
وتعهدت 11 من كبرى المصارف الأميركية الخميس بمساعدة مصرف فيرست ريبابليك، الرابع عشر بين مصارف الولايات المتحدة من حيث حجم الأصول، لإخراجه من وضع صعب بعد انهيار بنك سيليكون فالي وسيغنتشر بنك وسيلفرغايت، لا سيما وأن زبائنه من الاثرياء بشكل أساسي.
وأتاح هذا التحرك تقليص انهيار المصرف الكاليفورني من أكثر من 30% إلى حوالى 10%، ولقي ترحيبا من السلطات الأميركية ووزارة الاقتصاد والاحتياطي الفدرالي وهيئتين ضابطتين للقطاع المالي.
في ذات السياق واصلت الأسهم الأوروبية تعافيها للجلسة الثانية على التوالي اليوم الجمعة إذ هدأت الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وأوروبا لدعم البنوك من حدة المخاوف بشأن انهيار وشيك، لكن المؤشر الأوروبي في طريقه لتسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.
وصعد المؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.8 بالمئة، بحلول الساعة 0805 بتوقيت جرينتش، إذ زادمؤشر البنوك 1.3 بالمئة، بعد خطة إنقاذ قيمتها 30 مليار دولار قدمتها البنوك الأمريكية الكبيرة لبنك فيرست ريبابليك المحاصر بالمشكلات.
جاءت الحزمة بعد أقل من يوم من حصول بنك كريدي سويس السويسري على قرض طارئ من البنك المركزي يصل إلى 54 مليار دولار لدعم السيولة.
وصعد سهم كريدي سويس 1.8 بالمئة في التعاملات المبكرة بعدما قفز 19 بالمئة أمس الخميس. وصعد المؤشران الإسباني والإيطالي اللذان تهيمن عليهما البنوك 0.7 بالمئة و1.0 بالمئة على التوالي، لكنهما في طريقهما لتكبد خسائر أسبوعية كبيرة.
صرح فرانسوا فيليروي دي غلو عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي أن قرار البنك رفع أسعار الفائدة بواقع خمسين نقطة أساس رغم الاضطرابات الراهنة في الأسواق المالية، يبعث بإشارة قوية على الثقة.
وقال دي غالو في تصريحات لشبكة تليفزيون "بي إف إم" الاقتصادية إن "الاولوية مكافحة التضخم، ونحن لدينا التزام واحد، وهو خفضالتضخم مرة أخرى إلى 2%".
وأضاف دي غالو في تصريحاته التي أوردتها وكالة بلومبرغ للأنباء: "بعثنا بإشارة على الثقة، قوية ومزدوجة، فهي تعبر عن الثقة في استراتيجيتنا لمكافحة التضخم، والثقة في تضامن البنوك الأوروبية والفرنسية".
وأعلن مجلس البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت أمس الخميس أنه قرر رفع سعر الفائدة الرئيسي في منطقة اليورو بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 5ر3%.
من جهته صرح بيتر كازيمير، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، أن الأحداث الجارية في أسواق المال لن تغير وجهة نظره بشأن ضرورة الاستمرار في رفع أسعار الفائدة في الوقت المناسب.
وقال كازيمير، الذي يشغل منصب محافظ البنك المركزي السلوفاكي، في بيان نشره الموقع الرسمي للبنك اليوم الجمعة وأوردته وكالة بلومبرج للأنباء إن "زيادة الفائدة بواقع 50 نقطة أساس هي مسألة حتمية وضرورية"، مضيفا "الوضع دقيق، ولكننا لم نصل بعد إلى خط النهاية".
ع.أ.ج/ ع ج م (د ب ا، رويترز، أ ف ب)