انفجارات تهز صنعاء وإسرائيل "تستخدم منظومة ثاد" لأول مرة
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤هزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء مساء الجمعة (27 ديسمبر/ كانون الأول 20.24) إثر غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين.
وقال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "إن الغارات استهدفت معسكر الصيانة، ومعسكر قوات الفرقة الأولى مدرع سابقا، شمال غرب صنعاء، حيث شوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة".
ويعد معسكر الصيانة أحد أهم المراكز العسكرية للحوثيين في منطقة الحصبة في صنعاء.
غارة أمريكية بريطانية؟
وقالت القناة الإسرائيلية، إن القصف على صنعاء "على الأرجح أمريكي"، فيما نقل بيان صادر عن الحوثيين "شن العدوان الأمريكي البريطاني مساء اليوم غارة على العاصمة صنعاء".
ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا بريطانيا.
وأكد أحد سكان العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون لوكالة فرانس برس "سمعت الانفجار واهتز منزلي".
وبدأت الغارات الأمريكية البريطانية في اليمن في 12 يناير/ كانون الثاني 2024، ردا على هجمات الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
وتأتي الغارة اليوم الجمعة، بعد يوم على شن إسرائيل ضربات استهدفت مواقع عدّة الخميس، من بينها مطار صنعاء الدولي، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، أربعة منهم في المطار، بحسب وسائل إعلام الحوثيين. ووقعت الضربات بينما كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس يستعدّ وفريقه لمغادرة العاصمة اليمنية.
مظاهرة حاشدة الجمعة في صنعاء
وبعد الغارات الجوية الإسرائيلية، قال جوليان هارنيس، المسؤول الأول عن المساعدات التابعة للأمم المتحدة في اليمن، اليوم الجمعة إن مطار صنعاء هو بنية تحتية مدنية يستخدمها العاملون بالإغاثة في المنظمات الدولية للوصول إلى شمال اليمن، محذرا من أنه "إذا تم تعطيل هذا المطار، فسوف يعرقل ذلك العمليات الإنسانية تماما".
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء تظاهرة حاشدة الجمعة، غداة الضربات الجوية إسرائيلية، التي جاءت ردا على هجوم صاروخي وبالطيران المسيّر نفذه المتمرّدون المدعومون من إيران على الدولة العبرية الأربعاء.
وتجمّع عشرات آلاف الأشخاص في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث ردّدوا هتافات وحملوا كلاشنيكوف ولافتات ومسدّسات، كما استمعوا إلى خطابات نارية مناهضة لإسرائيل.
"استخدام منظومة (ثاد)" الأمريكية لأول مرة
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الحوثيون شنّ هجوم صاروخي وبالطيران المسيّر على إسرائيل لا سيّما مطار بن غوريون قرب تل أبيب، كما أفادوا عن إطلاق مسيّرات باتجاه "هدف حيوي" في وسط إسرائيل وسفينة في بحر العرب.
وقال مصدر مطلع لرويترز اليوم الجمعة إن منظومة أمريكية متقدمة مضادة للصواريخ استخدمت في إسرائيل لمحاولة اعتراض مقذوف لأول مرة منذ وضع الرئيس جو بايدن النظام في إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن منظومة "ثاد" استخدمت لمحاولة اعتراض مقذوف من اليمن في وقت ما خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإن التحليل سيحدد مدى نجاحه.
ولم ترد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بعد على طلب من رويترز للتعليق.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول، وضع بايدن نظام ثاد، الذي بنته شركة لوكهيد مارتن، في إسرائيل، ويتواجد نحو 100 جندي أمريكي للمساعدة في الدفاع عنها.
ويعد نظام ثاد جزءا أساسيا من أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات للجيش الأمريكي، ويضاف إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل.
إجلاء موظف أممي بعد إصابته في الهجوم الإسرائيلي
ومن جهة أخرى، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة إن أحد موظفي الأمم المتحدة الذي أصيب بجروح بالغة في الضربة الجوية على مطار صنعاء الخميس قد جرى إجلاؤه إلى الأردن للخضوع لمزيد من العلاج.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي مرفق بصورة ظهر فيه جالسا في طائرة وينظر إلى الرجل المصاب فيما يبدو "يتعين وقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في كل مكان. #ليسوا هدفا".
وكان تيدروس في المطار ينتظر المغادرة حين وقع القصف الجوي الذي أدى إلى إصابة الرجل الذي يعمل في خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن الرجل أصيب بجروح خطيرة.
وقال تيدروس إنه وموظف الأمم المتحدة موجودان الآن في الأردن. وأضاف أن الرجل خضع لجراحة ناجحة قبل إجلائه للحصول على مزيد من العلاج.
وكان تيدروس في اليمن للتفاوض على إطلاق سراح موظفين تابعين للأمم المتحدة محتجزين هناك وتقييم الوضع الإنساني.
ص.ش/ع.غ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)