انفجارات تهز إدلب والمعارضة تنتقد "ألاعيب النظام المكشوفة"
٣٠ أبريل ٢٠١٢احتد الجدل حول الانفجارات التي ضربت مدينة إدلب اليوم الاثنين (30 نيسان/ أبريل 2012) وكذلك ما تعرضت له العاصمة السورية مساء أمس إذ اتهمت المعارضة السورية النظام السوري بالوقوف وراء عشية وصول رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النروجي روبرت مود. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أن "أكثر من عشرين شخصا غالبيتهم من عناصر الأمن قتلوا" في انفجاريين استهدفا "مركزا للمخابرات الجوية وآخر للمخابرات العسكرية" في إدلب.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها أن "انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في إدلب، ما أسفر عن استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام". كما أشارت إلى جرح حوالي مئة شخص، معظمهم من المدنيين. وقالت الوكالة إن الانفجاريين وقعا في "منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما أدى إلى أضرار بالغة بالمباني وخلفا حفرتين كبيرتين جدا". وذكرت سانا أن عضوين من المراقبين الدوليين "اطلعا على آثار التفجيرين"، إذ يوجد في إدلب بشكل ثابت مراقبان من فريق المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف إطلاق النار.
وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا عن مواقع التفجيرين يظهر فيها عدد من الأشخاص وقد تجمعوا حول أبنية متضررة وركام في الشارع. وقال أحدهم للتلفزيون وبدا عائدا من مستشفى حيث تم تضميد جرح في وجهه اثر إصابته، إنه كان لا يزال نائما مع أولاده في منزله عندما "سمعنا صوت انفجار هز البناء". وظهرت في الصور أشلاء بشرية وبقع دماء.
وبعد ظهر اليوم قال المرصد في بيان إن "انفجارا ثالثا هز حي الجامعة في مدينة إدلب أسفر عن سقوط جرحى". من جهة ثانية، ذكر المرصد أن "انفجارا شديدا هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الانفجار استهدف سيارة عسكرية، وأن عددا من السكان الذين يقطنون في المكان أصيبوا بجروح.
إلى ذلك، قال المرصد إن ستة مواطنين قتلوا برصاص قوات الأمن اليوم في محافظات حمص ودير الزور وإدلب وريف حلب ودرعا.
دمشق تقول إنها تحترم مهمة كوفي عنان
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال اجتماعه مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود أن بلاده ستواجه "ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها"، متهما هذه المجموعات بالقيام "بتصعيد غير مسبوق" منذ وصول طلائع المراقبين الدوليين إلى سوريا.
وقال المقداد إن بلاده "ستقف في وجه كل الدول والأطراف التي تعمل على إفشال مهمة (الموفد الدولي الخاص كوفي) عنان والتي تدعم العنف والإرهاب في سوريا وتقدم السلاح والتمويل للمجموعات المسلحة". وجدد "التزام سوريا بخطة عنان واستعدادها لبذل كل الجهود في إطار المساعدة على إنجاح المهمة مع الالتزام بمسؤوليتها في حماية شعبها وأمنه وسلامته".
المعارضة: "ألاعيب النظام المكشوفة"
وقد صرح المجلس الوطني السوري في بيان الاثنين أن "ما حدث الليلة (الماضية) من تفجيرات هو لعبة دموية إضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكا مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الإرهابيين". ودان المجلس "التفجيرات التي وقعت في دمشق"، نافيا أي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها. واعتبر المجلس الوطني أن "النظام الأسدي يحاول وبشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها"، مطالبا بـ "لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات".
وبدورها اتهمت لجان التنسيق المحلية، إحدى قوى المعارضة السورية، النظام بـ "تكثيف محاولاته اليائسة بالادعاء بأنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة"، محملة إياه مع "أجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها". وناشدت "المنظمات العربية والدولية سرعة التحرك الفاعل لوقف جرائم النظام".
(هـ. أ/ رويترز، أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو