انطلاق "يورو 2008" وسط اهتمام جماهيري وإعلامي كبير

تنطلق اليوم السبت منافسات بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2008 " وسط حالة ترقب شديدة لمعرفة صاحب الحظ السعيد الذي سيتوج باللقب الغالي. وستبدأ مباراة الافتتاح بلقاء يجمع المنتخب السويسري المضيف مع نظيره التشيكي على ملعب مدينة بازل السويسرية. ويتنافس 16منتخباً طيلة 3 أسابيع على أسمى لقب أوروبي لكرة القدم.

وتستضيف ثماني مدن مختلفة في النمسا وسويسرا جولات هذه البطولة من السابع إلى 29 حزيران/يونيو الحالي، حيث تستضيف أربعة استادات من كل بلد مباريات البطولة القارية. وتنطلق منافسات "يورو 2008" على استاد "سانت جيكوب بارك" في مدينة بازل السويسرية، حيث يستضيف استاد سان جيكوب، أكبر استادات سويسرا وسعته 40 ألف مقعد ومعقل فريق "إف سي بازل" المحلي، ست مباريات خلال بطولة "يورو 2008"

ويعد الاستاد جيكوب بحلته الحديثة تحفة هندسية، إذ قام المهندسان المعماريان السويسريان صاحبا الشهرة العالمية جاك هيرتزوك وبيير دو ميورون بوضع التصاميم الجديدة للاستاد عام 2001. كما قام المهندسان ببناء الاستاد الاوليمبي المذهل في بكين والذي سيستضيف منافسات دورة الألعاب الاوليمبية المقبلة "بكين 2008" هذا الصيف. وحصل الاستاد الذي يعرفه سكان بازل المحليون باسم "يوجلي" وبلغت تكلفة إنشائه 220 مليون فرانك سويسري (139 مليون دولار) على أربع نجمات في تقييم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم له، وهو أعلى تقدير يمكن لاستاد في مثل حجمه أن يحصل عليه.

وعلى الجانب النمساوي.....

وأما في النمسا فستضيف مدينة إنسبروك، التي اشتهرت باستضافة بطولات الرياضات الشتوية أكثر من استضافتها لمباريات كرة القدم، بعضا من مباريات كأس الأمم الأوروبية هذا الشهر. وخلال البطولة الأوروبية، سيتحول استاد "بيرجيسيل" الشهير من ملعب لرياضة القفز على الجليد إلى نقطة التقاء بالنسبة إلى 15 ألف مشجع تقريبا لمشاهدة مباريات يورو 2008 على شاشة عرض عملاقة.

وكان الاستاد الشهير قد بني لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية الشتوية لعام 1964، ولكنه شهد العديد من أعمال التطوير والتعديل منذ ذلك الوقت. ويقدم هذا الموقع للزائرين الفرصة لمشاهدة مناظر رائعة من مكان مرتفع في إنسبروك، عاصمة إقليم "تايرول". كما سبق لانسبروك استضافة دورة الألعاب الاولمبية الشتوية عام 1976.

استعدادات المنتخب الألماني

ويبدأ المنتخب الألماني مشواره في البطولة بمواجهة نظيره البولندي غداً الأحد في مدينة كلاغينفورت النمساوية، ووفق بعض المراقبين تبدو الأمور سهلة للمنتخب الألماني داخل مجموعته -صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي (ثلاث مرات سابقة) والمرشح بقوة لإحراز اللقب هذه المرة.

وعلى الرغم من ذلك ورغم وجود وفرة من اللاعبين قال لوف إن فريقه يعاني من الضغوط الشديدة الواقعة عليه والتوقعات الكبيرة المنتظرة منه بناء على أداء الفريق في كأس العالم 2006 بألمانيا والتي حصل فيها الفريق على المركز الثالث. وأما على المستوى الشعبي فيتطلع عشاق الكرة من الرجال والسيدات في ألمانيا بحماس كبير للبطولة الأوروبية، سواء في الملاعب أم أمام شاشات التلفزة أم أمام شاشات ضخمة نُصبت في ساحات عامة.

صعود نجوم جدد

ويُمكن أن تشهد ثاني أبرز وأقوى بطولة كرة قدم في العالم صعود بعض نجوم الكرة البارزين الذين يحاولون تخليد أسمائهم في هذه الرياضة ويُنهوا البطولة على عرش كرة القدم الأوروبية. ويتوقع المراقبون سطوع نجوم بعض اللاعبين الجدد وتألق نجوم بارزين سنُسلّط الأضواء على بعضهم:

كرستيانو رونالدو

يبلغ نجم المنتخب البرتغالي وفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، الفائز بدوري أبطال أوروبا، ثلاثة وعشرين عاما. ويمتاز هذا النجم الكبير ببراعته في المراوغة والتحكم بالكرة بإتقان وقدراته الاستثنائية على إحراز الأهداف وتشكيل خطورة كبيرة على أي خط دفاع. ويُعدّ النجم البرتغالي البارز في الوقت اراهن أفضل لاعب كرة قدم في العالم.

لوكا طوني

يُعدّ نجم المنتخب الإيطالي وفريق بايرن ميونخ الألماني واحداً من أفضل وأخطر المهاجمين في عالم كرة القدم. فاز المهاجم الإيطالي الخطير في الموسم الماضي بلقب هدّاف الدوري الألماني لكرة القدم "بوندسليغا". بأهدافه الأربعة والعشرين التي سجّلها في مرمى فرق الدوري الألماني الممتاز قاد النجم الإيطالي فريق بايرن ميونخ إلى لقب الدوري الألماني للموسم المنصرم. وأكثر ما يُميز مهاجم الفريق البافاري هو حسّه التهديفي الفريد من نوعه. وهو يتطلع الآن بالطبع إلى الفوز بلقب هداف بطولة أوروبا 2008.

ميشائيل بالاك

يعتمد أداء المنتخب الألماني لكرة القدم بشكل أساسي على نجمه الكبير ونجم فريق تشلسي لندن ميشائيل بالاك. فهو قائد الفريق الوطني الألماني وصانعه ألعابه ونجمه بلا منازع. وهو يتمتع بشخصية قيادية في الفريق تخوله تحديد وجهة الفريق وطريقة اللعب. كباقي نجوم الكرة يطمح هو الآخر إلى الفوز بلقب البطولة الأوروبية، ليُحقق بذلك هدفه الكامن في إحراز أول لقب دولي له.

فرانك ريبري

يمتاز لاعب خط الوسط الفرنسي، الحائز على لقب أفضل لاعب كرة قدم في فرنسا للعام الحالي، بسرعته على أرض الملعب وبراعته في التحكم بالكرة والمراوغة. وإذا بلغ نجم المنتخب الفرنسي وفريق بايرن ميونخ الألماني مستواه المعهود الذي أظهره مرات عديدة في منافسات الدوري الألماني، فمن المُمكن جداً أن يُصبح هو نجم البطولة الأوروبية بلا منازع.

أي من هؤلاء النجوم البارزين قادرٌ على حسم أي مباراة لصالح فريقه، وربما أيضاً حسم أي بطولة مهما كانت المنافسة صعبة وحادة.