intl. Geberkonf. Gaza in Ägypten
٢ مارس ٢٠٠٩دعت الحكومة المصرية إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين من أجل إعادة إعمار قطاع غزة. وقد لبى الدعوة ممثلو أكثر من ثمانين دولة قدموا إلى شرم الشيخ المصرية اليوم الاثنين (الثاني من آذار/مارس) للتشاور في سبل تقديم مساعدات أولية للقطاع تقدر قيمتها بنحو ثلاثة مليارات دولار على الأقل. ويشارك في المؤتمر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون ورئيس رباعي الشرق الأوسط طوني بلير والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل.
"نأمل أن ما سيخضع لإعادة البناء لا يتعرض للتدمير من جديد"
وخلال المؤتمر حذر الوزير الألماني من التركيز "فقط" على عمليات إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في قطاع غزة. وقال:"نأمل أيضاً أن ما سيخضع لإعادة البناء لا يتعرض للتدمير من جديد" وهو أمر يتطلب الوصول إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وجميع الفصائل الفلسطينية بالإضافة إلى استئناف محادثات السلام المباشرة. وتمنى شتاينماير أن "تتسم كافة الأطراف بالتعقل اللازم لذلك". وفي الوقت ذاته أعلن شتاينماير أن برلين ستشارك بـ 150 مليون يورو في عمليات إعادة الإعمار بغزة التي ُدمرت بشكل كبير جراء العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة هناك. أما الولايات المتحدة الأمريكية فستقدم 900 مليون دولار.
ساركوزي يطلب من إسرائيل فتح المعابر
أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يشارك في مؤتمر المانحين فقد اعتبر أن إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط من أولويات فرنسا. ودعا ساركوزي إلى أن يتوحد الفلسطينيون في حكومة موحدة بزعامة محمود عباس. كما حث الرئيس الفرنسي في الوقت ذاته إسرائيل على فتح المعابر والسماح بدخول الأغذية والأدوية والسلع إلى قطاع غزة كي لا يتحول إلى سجن كبير.
فالدنر اعتبرت أن تقديم المساعدات المالية إلى غزة "واجب أخلاقي"
وعلى الرغم من أن قطاع غزة تسيطر عليه حركة حماس، إلا أن الدول المانحة تجاهلتها تماماً وذلك بسبب مواقفها الرافضة الاعتراف بإسرائيل. وذكرت الدول المانحة أن المال سيُقدم إلى حكومة محمود عباس؛ فهي لا تعترف بشرعية حماس، يُضاف إلى ذلك المخاوف من أن تستغل حماس هذا المال لتقوية نفسها. لكن بنيتا فريرو فالدنر، مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اعتبرت أن تقديم المساعدات المالية إلى غزة "واجب أخلاقي" ويجب أن يتم بسرعة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين. وحثت فالدنر على ضرورة إعادة بناء البنية التحتية بسرعة، والتي ُدمرت بشكل شبه تام أثناء الحرب الأخيرة. ففي مخيم جباليا للاجئين في شمالي قطاع غزة يعيش سكانه ظروفاً مأساوية تأويهم خياماً بدلاً من منازلهم التي دمرتها الحرب، يضاف إلى ذلك شح الماء والغذاء وسوء التصريف الصحي وإغلاق المعابر الجزئي التي تعتبر الشريان الحيوي بالنسبة للقطاع من قبل الحكومة الإسرائيلية.
الجدير بالذكر أن القاهرة تحتضن منذ أسابيع محادثات بين الفصائل الفلسطينية في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وكانت الفصائل قد أعلنت في وقت سابق أن تلك الحكومة المرتقبة ستشكل حتى نهاية شهر آذار/مارس الحالي من مبدأ أن المصالحة الفلسطينية هي أفضل الخيارات القليلة المتاحة.