انتقادات واسعة لتصريحات مصرفي ألماني ضد العرب والأتراك
٢٦ أغسطس ٢٠١٠سُلطت الأضواء من جديد في ألمانيا على شخصية تيلو زارتسين، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الألماني (بوندسبنك)، الذي عُرف بتصريحاته المثيرة للجدل وخصوصا حول قضايا المهاجرين. أحدث فصول الجدل حول زارتسين ردود فعل الأوساط السياسية الألمانية حول كتاب جديد يستعد لإصداره بعنوان" ألمانيا تدمر نفسها بنفسها – كيف نجازف ببلادنا".
وفي وقت سابق كان زارتسين قد اقترح على العاطلين عن العمل ارتداء ملابس دافئة بدلا من استخدام السخانات خلال شهور الشتاء الباردة بهدف التوفير في المصاريف، التي تدفعها الدولة لهؤلاء. ثم اتجه للتركيزعلى قضايا المهاجرين الأتراك والعرب، فبعد تصريحات العام الماضي اعتبرت معادية للأجانب، عاد أخيرا إلى الساحة الإعلامية بتصريحات قوبلت برفض واستنكار شديد، ليس من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي اليه فحسب، وإنما ايضا من قبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
زارتسين المثير للجدل
زارتسين، الذي كان تولى الحقيبة المالية في ولاية برلين، دوّن آرائه وأطروحاته حول المهاجرين والأجانب في كتاب يتضمن 464 صفحة وعنونه "ألمانيا تدمر نفسها بنفسها – كيف نجازف ببلادنا". ويبدو أن دار النشر، التي من المنتظر أن تصدر الكتاب في نهاية الشهر الجاري، قد أطلقت حملة تروج للكتاب الجديد في صحيفة "بيلد"، الأوسع انتشارا في ألمانيا، وكذلك صحيفة "دير شبيغل" الألمانية خصصت مكانا كبيرا لاقتباسات أخذت عن الكتاب.
و في حوار مع دويتشلاند راديو، صرح زارتسين قائلا:"بالنسبة لهجرة المسلمين إلى ألمانيا بشكل عام توجد حقيقة إحصائية وهي أنهم كلفونا اجتماعيا وماليا أكثر مما جلبوا لنا على الأرجح". وأشار زارتسين إلى تراجع معدلات المواليد بين الألمان والذي يتزامن مع هجرة مضاعفة من المسلمين وحذر من نتائج هذا الاتجاه في المستقبل، بل وطالب بإجراءات أكثر صرامة في عملية هجرة المسلمين وممارسة المزيد من الضغط من أجل تحقيق الاندماج.
تصريحات قوبلت باستنكار شديد من قبل الحكومة الألمانية، التي ردت بلهجة حادة على تصريحات زارتسين، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت أمس الأربعاء في برلين ان التصريحات التي "من الممكن أن تجرح الكثير من الناس في بلادنا لم تمر مرور الكرام على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل". وأضاف زايبرت أن هذه التصريحات لا تساعد على الإطلاق في دفع عملية الاندماج، مؤكدا أن بلاده ليست بحاجة لتصريحات زارتسين لمعرفة مشكلات معينة في قضية تعليم أبناء المهاجرين على سبيل المثال.
مطالب بعزل زارتسين من منصبه
من جهتها، كثفت الأمين العامة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أندريا نالس، من ضغوطها على تيلو زارتسين، لكي يترك الحزب. وفي حديث لصحفة هامبورغر آبندبلات، قالت نالس إن "زارتسين يسيء إلى سمعة الحزب الاشتراكي الديمقراطي". ولفتت إلى أن من يعتدي على جماعة معينة بالإهانة والاحتقار ويثير مشاعر معادية لهم داخل المجتمع إنما "يلعب من خلال نشر المخاوف والأحكام المسبقة لعبة قذرة وسامة"، مشددة على أن ذلك يتنافى بصورة قاطعة مع مبادئ الحزب الاشتراكي الديمقراطي. من جهتها، طالبت غيزينه لوتش، رئيسة حزب اليسار، أحد أحزاب المعارضة، سحب عضوية مجلس ادارة البنك المركزي الألماني من زارتسين، مشددة على ان هذا الأخير لا يليق بمنصب تمثيلي مهم في البنك الألماني المركزي. أما ماريا بومر، مكلفة شؤون الهجرة والاندماج لدى الحكومة الألمانية، فقد وصفت تصريحات زارتسين بأنها "مسيئة وجارحة".
يوتوقع أن يثير زارتسين وكتابه، الذي سيصدر في 30 من الشهر الحالي، الكثير من الجدل. ويذكر أن زارتسين كان قد أثار الكثير من الجدل بعد تصريحات له اُعتبرت بأنها معادية للمهاجرين، الذين وصفهم بأنهم يعيشون على حساب الدولة و "ينتجون" فتيات محجبات. وأثارت هذه التصريحات حالة من استياء واسعة النطاق بين الأجانب والمسلمين الذين يعيشون في ألمانيا، وخاصة منهم الأتراك، أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.
(ش.ع / دويتشه فيله / د.ب.أ)
مراجعة: منصف السليمي