انتقادات أوروبية حادَة لفشل مجلس الأمن إزاء الأزمة السورية
٧ سبتمبر ٢٠١٢قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إن مواقف روسيا والصين إزاء الوضع في سوريا "قابلة للانتقاد وبشدة"، لكنه عبر أيضاً عن أمله في إقناع الدولتين المتمسكتين برأييهما، مشيرا ـ خلال مؤتمر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في قبرص ـ إلى أنه "ليس من مصلحتهما الوطنية أن يستمرا في حماية نظام الأسد". وأضاف: "ليس الغرب فقط هو الذي يريد بداية جديدة في سوريا، بينما يجب على العالم العربي قاطبةً أن يجعل بكين وموسكو تعيدان التفكير".
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فدعا إلى التعامل مع جذور المشكلة المتمثلة في " تغيير النظام،" السوري، معتبرا أنه "من غير المقبول لهذا النظام الذي قتل شعبه أن يبقى". واتفق الوزير الفرنسي مع نظير الإيطالي جوليو تيرسي على"ان أسابيع هذا النظام الفاسد باتت معدودة". فيما قال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مرغالو إن "بشار الأسد ينبغي أن يغادر الحكم، لا يمكن بقاؤه دقيقة إضافية لأسباب إنسانية". من جانبه أعتبر زير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن إخفاق المجتمع الدولي في وقف "هذه الأعمال الوحشية والبربرية، يمثل فشلاً حقيقياً لمجلس الأمن". أما وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرز تساءل عما كان يمكن "أن نسمح باستمرار حربٍ أهلية إلى ما لانهاية" بسبب استخدام بعض الدول حق الفيتو؟ لكن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج فقال إنه وفي ظل الحظر المفروض على إرسال أسلحة إلى سوريا "فان الخيار المطروح أمامنا ...هو عدم منح (النظام السوري) أية مساعدة قاتلة، ونحن نقوم بذلك".
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية تعهدت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، بتقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 50 مليون يورو لسوريا ودول الجوار التي تستضيف لاجئين سوريين، ليصل إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة من الاتحاد للمدنيين السوريين إلى أكثر من 200 مليون يورو، أي أكثر من نصف إجمالي المساعدات الدولية، وفقا لما ذكرته الجمعة مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا.
معارك عنيفة وتفجيرات
على الصعيد السوري الداخلي شهدت العاصمة دمشق وقوع إنفجارين أحدهما بسيارة والآخر بدراجة نارية مفخخة، مما تسبب في سقوط خمسة قتلى من رجال الأمن وجرح عدد آخرين، حسب التلفزيون السوري الرسمي.
يأتي ذلك فيما تواصلت المعارك في مختلف أنحاء البلاد، وقال المرصد السوري إن "بساتين أحياء دف الشوك والقزاز والتضامن في دمشق وريفها تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية"، كما تعرضت" مدن وبلدات معرة النعمان وتفتناز والبارة والطلحية بمحافظة إدلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل".
من ناحيته قال التلفزيون السوري الرسمي إن القوات السورية تابعت "مجموعات إرهابية" أطلقت قذائف باتجاه مخيم اليرموك في دمشق ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين وجرح آخرين. وأضاف أن "الإرهابيين أطلقوا النار على سيارات الإسعاف التي حاولت نجدة المصابين". وفي حلب ذكرت تقارير إعلامية سورية رسمية أن القوات السورية النظامية واصلت "ملاحقة فلول الإرهابيين المرتزقة" وكبدتهم خسائر فادحة وقضت على عدد منهم وألقت القبض على آخرين، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة المسلحة. فيما قال المرصد السوري إن معارك عنيفة إن 18 جنديا على الأقل وأربعة مقاتلين من المعارضة قتلوا في المعارك بين الجيشين النظامي والحر في تلك المدنية.
ومن الصعب الحصول على معلومات بشأن المعطيات الميدانية في سوريا من مصدر مستقل حيث أن الحكومة تمنع معظم وسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إلى مواقع الأحداث.
تعهدات "إيجابية" من الأسد
من ناحيته أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورر الجمعة أنه حصل على "تعهدات ايجابية" من الرئيس السوري بشار الأسد بشان الوضع الإنساني ووضع المعتقلين. وقال مورر، الذي قام للتو بزيارة لسوريا، في بيان إن الأسد وافق على ضرورة زيادة المساعدة الإنسانية بشكل عاجل بتسهيل دخول الاغاثات لتلبية الحاجات المتزايدة باستمرار بالشكل المناسب. كما وأبدى الرئيس الأسد استعداده لبحث مسالة الأشخاص المتعلقين على خلفية الأحداث الحالية. وأعرب المسؤول الأممي عن "صدته" "للعدد الهائل من البنى التحتية والمنازل المدمرة" في العديد من القطاعات التي زارها، مبديا تأثره بشكل خاص "بقصص الأطفال الذين فقدوا أهلهم في المعارك".
ع.ج.م/ م.س/ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)