انتشار خلطات جديدة ومتنوعة من الشاي لتلبية مختلف الأذواق
١٤ فبراير ٢٠٠٩أصبحت اليوم هناك أنواع عديدة من الشاي، فلم تعد تقتصر على الشاي الأسود أو الأخضر أو ذلك المخلوط بالنعناع فحسب، بل تعدّدت خلطات الشاي وتنوّعت باختلاف أذواق الناس وميولاتهم، وكذلك إبداعهم في مزج خلطات جديدة من الشاي. وأصبح بإمكان عشاق شرب الشاي شراء أنواع غير معتادة من خلطات الشاي، على غرار الشاي الأخضر بنكهة الفلفل الحار وبمذاق الكاكاو أو الشاي الأسود بنكهة القهوة.
اتجاهات جديدة في خلطات الشاي ونكهاته
في هذا الإطار يتوقع خبير الشاي الألماني ألكسندر لينهارت ظهور مزيد من خلطات الشاي في المستقبل تكون أكثر جرأة وغرابة ومؤلفة من عناصر مستمدة من مصادر مختلفة. ويقول لينهارت إنه يوجد في الوقت الراهن مجموعتان من شاربي الشاي: المجموعة الأولى تشكل محبّي الشاي التقليديين، الذين يفضلون - كما كان الأمر في الماضي - أوراق الشاي الأخضر أو الأسود بدون نكهات.
في حين تشكل المجموعة الثانية، وهي الأكثر عدداً، أولئك الذين يقبلون على شرب خلطات شاي مُركّبة بنكهات قوية. كما أنهم في بحث مستمر عن مذاق جديد. ولاحظ لينهارت أن من بين أنواع الشاي بنكهة الفواكه يوجد اتجاه إلى البحث عن الغريب مثل مذاق البابايا والمانغو والأناناس، التي تمزج بأوراق الشاي الأسود والأخضر.
ومن جهة أخرى، يتوقع لينهارت أن يزداد الإقبال في الربيع المقبل على خلطات الشاي بالنكهات الطازجة وبالأعشاب على غرار الليمون الحلو والحامض والنعناع المغربي. كما يتوقع لينهارت أن يستمر الأشخاص، الذين يحبون خلطات الشاي القوية، في اختيار الفانيليا ومذاق الشيكولاتة القوية كنكهات مفضلة. كما ستكون نوعية المكوّنات هي العامل الفاصل عند الاختيار، وسيتم تفضيل الفانيليا الفرنسية التي يمكن التعرّف عليها بوضوح عن طريق استنشاق رائحة الشاي.
ويوضّح لينهارت أنه بالإضافة إلى هذا التنوع في نكهات الخلطات الجديدة هناك أيضا أنواع من الشاي تلبي رغبات السّوق، ومن بينها المنتجات الصحية وتلك التي تقاوم أعراض الشيخوخة. فهناك بعض السيدات يتناولن خلطات معينة من شاي الأعشاب من أجل السعي إلى الحصول على تأثيرها على الصحّة، مثل الشاي المطهّر للأمعاء.
الإقبال على خلطات الشاي ذات المنافع الصحيّة
وعلى صعيد آخر، يشير إرنست يانسن، وهو خبير ألماني في أنواع الشاي ومؤلف كتاب عن الشاي، إلى أن خلطات الشاي، التي يقال إن من خاصياتها تهدئة أعصاب شاربها أو مساعدته على تحسين حالته الصحية، تعد من بين أنواع الشاي التي تلقى إقبالاً متزايداً. كما أصبحت خلطات الشاي ذات النكهة الحادّة مثل الزنجبيل وغيرها من التوابل الآسيوية بشكل عام أصبحت هي الأكثر رواجا. ويمكن ملاحظة هذا الاتجاه في انتشار خلطات الشاي الممزوج بعسل النحل والتوابل واللبن، كما يمكن أيضا إضافة مذاق الشيكولاتة والفانيليا والزنجبيل والفلفل الحار.
ويتفق الخبراء على أن الشاي بمذاق الفواكه سيشكّل اتجاها جديدا بارزا بين أنواع الشاي التي يتم تناولها لتحسين الحالة الصحيّة والنفسية. ويقول يانسن إن الأشخاص الذين يستمتعون بأنواع الشاي هذه لا يريدون غالبا أي نكهات اصطناعية، الأمر الذي يؤكده أحد تجار الشاي ويدعى رولف شوفيرز. ويقول شوفيرز إن المستهلكين يسعون نحو اتجاه جديد في الشاي بنكهة الفواكه، ويعرب عن قناعته بأن هذه الأنواع من الشاي منخفضة الأحماض بشكل طبيعي وتكون أفضل عندما تكون مكوناتها عضوية.
خلطات خالية من النكهة
ويثمن يانسن من قيمة الخلطات الخالية من أي نكهات إضافية، ويقول إن هذا النوع من الشاي يمكن صبه على الخبز المصنوع من الحبوب والفاكهة لتقديمه مع طعام الإفطار. ويقول شوفيرز إنه يجب وضع مستوى مادة "الكوفيين" في الشاي في عين الاعتبار. ويضيف أن كثيرا من الأشخاص يحبون تناول الشاي في المساء وهم جالسون باسترخاء، ويمكن أن يتسبب الشاي الأسود في قدر من الإزعاج في مثل هذه الساعة لأنه يجعل العديد من الأشخاص متنبهين.
وليس مذاق الشاي وحده هو الذي يتعرض للتغيير باستمرار في المتاجر بل إن شكله يتغير أيضا وطريقة عرضه للبيع. فبالإضافة إلى مسحوق الشاي كأوراق وأكياس الشاي، هناك أهرامات وكرات مكوّنة من الشاي، كما يباع أيضا في شكل سائل مركّز في كبسولات.