انتحاريون بريطانيون وراء تفجيرات لندن الإرهابية
حددت الشرطة البريطانية هوية أربعة رجال اليوم الثلاثاء تشتبه في انهم نفذوا تفجيرات لندن التي وقعت الاسبوع الماضي فيما يزيد احتمال ان تكون اوروبا الغربية قد تعرضت لاول هجوم انتحاري. وقالت الشرطة انه من "المرجح جدا" ان يكون احد المشتبه بهم لقى حتفه في الانفجارات التي تعرضت لها شبكة مواصلات لندن التي قتل فيها 52 شخصا واصيب 700 وتحاول معرفة ما اذا كان المهاجمون فجروا انفسهم عمدا. وقال بيتر كلارك مدير فرع مكافحة الارهاب في اسكتلنديارد "دفعنا التحقيق في وقت مبكر لان نشعر بالقلق بشأن تحركات وانشطة اربعة رجال منهم ثلاثة جاءوا من منطقة وست يوركشير". وذكر ان الشرطة عثرت على اوراق شخصية تحمل اسماء ثلاثة مشتبه بهم قرب مواقع ثلاثة من التفجيرات التي وقعت يوم الخميس والتي تقول الحكومة انها نفذت باسلوب مماثل لاسلوب تنظيم القاعدة.
مخاوف من اعتداءات جديدة
وفي نفس الإطار أعلن وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الاربعاء ان على بريطانيا ان تحضر نفسها لاحتمال "وجود اشخاص مستعدين" لتنفيذ اعتداءات مجددا مشابهة لتلك التي ضربت لندن في 7 تموز/يوليو. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت اعتداءات اخرى "مرجحة" كما قال امس الثلاثاء قائد سكوتلنديارد ايان بلير، قال كلارك "علينا الافتراض ان هناك اشخاصا اخرين مستعدون للقيام بذلك".
ولم تقع اي هجمات انتحارية من قبل في بريطانيا. وكانت الشرطة قللت في الايام التالية مباشرة من احتمال ان تكون هجمات لندن انتحارية. وقال الكس ستاندش رئيس تحرير دورية انتيليجانس داجيست انه لو تأكدت نظرية التفجيرات الانتحارية فان بريطانيا التي اعتادت في العقود الاخيرة على تفجيرات الجيش الجمهوري الايرلندي تكون قد دخلت في مجال نوعية جديدة من الهجمات. وأضاف "هذا مستوى جديد من الراديكالية بالنسبة للمملكة المتحدة. التفجيرات الانتحارية متعارف عليها على انها أخطر وأصعب الانواع التي يمكن احباطها.
ومن بين الأسئلة المهمة التي تنتظر أجوبة هو من وراء التخطيط لهذه الهجمات وما إذا كان هناك صانع قنابل لا يزال طليقا ويمكنه الحصول بسهولة على المزيد من مواد التفجير وتجنيد المزيد من المتطوعين.
الخيوط تقود إلى مقاطعة بريطانية شمالية
وذكرت تحقيقات الشرطة أن الرجال الأربعة سافروا إلى لندن في اليوم الذي وقعت فيه التفجيرات وصورتهم كاميرات المراقبة التلفزيونية في محطة كينجز كروس لمترو الإنفاق قبل قليل من الساعة الثامنة والنصف صباحا. وقد شنت الشرطة حملة تفتيش شملت ستة اماكن في يوركشير منها منازل ثلاثة من المشتبه بهم. وتم اعتقال رجل قريب لاحد المشتبه بهم. كما ضبطت الشرطة مواد قالت انها قد تكون متفجرات. وفي مدينة ليدز فجر خبراء مفرقعات من الجيش تحت السيطرة عبوة ناسفة خارج أحد المنازل لتمكين الشرطة من دخوله.
وتضم ليدز الواقعة في مقاطعة وست يوركشاير بشمال انجلترا واحدا من اكبر تجمعات المسلمين في بريطانيا حيث يعيش فيها 30 الف مسلم وسط 715 الف نسمة هو عدد سكانها. وشهدت المدينة في مايو أيار عام 2001 ومجموعة من المدن الاخرى في شمال انجلترا أعمال شغب بين شبان اسيويين واخرين بيض لاسباب عرقية ودينية. ومن بين ما قيل عن أحد المشتبه بهم وهو شاب في الثانية والعشرين من عمره تخرج من احدى الكليات الرياضية وكان يساعد والده أحيانا في مطعم للوجبات السريعة في مدينة ليدز الشمالية إنه كان شابا رقيقا يندمج مع الجميع، وانه شخص رائع.
استنكار إسلامي واسع
ومن ناحية أخرى عبر المجلس الإسلامي البريطاني عن صدمته لفكرة أن الهجمات نفذها فيما يبدو مسلمون انجليز. وقال الأمين العام للمجلس اقبال ساكراني في بيان "تلقينا أخبار اليوم الرهيبة من الشرطة بالصدمة والرعب. يبدو أن شبابنا تورطوا في تفجيرات الأسبوع الماضي المروعة التي استهدفت أناسا أبرياء".
ويوجد نحو 6ر1 مليون مسلم في بريطانيا ويشعر الكثيرون منهم بالغضب بسبب سياسة بريطانيا الخارجية تجاه اخوانهم المسلمين في الاراضي الفلسطينية وكشمير والشيشان والعراق. وقال شهيد مالك عضو البرلمان في وست يوركشير حيث كان يعيش ثلاثة من المشتبه بهم الاربعة "مما لا شك فيه أن هناك احباطا كبيرا تجاه قضايا السياسة الخارجية". وأضاف لنشرة أخبار القناة التلفزيونية الرابعة "لابد أن نسبر غور المجتمع المسلم وأن نقر بأن هناك تطرفا". وقال "نحن لا نبذل جهدا كافيا للتعامل فعليا مع ذلك... مازال على المجتمع المسلم أن يفعل ما هو أكثر بكثير".