امرأة كمتحدثة باسم حماس – تعزيز لدور المرأة أم تلميع للصورة؟
١٤ نوفمبر ٢٠١٣"لست سياسية مخضرمة ولا محللة سياسية ولا منخرطة في عملٍ حزبي أو حركي أو ما شابه"، هكذا تستهل السيدة الشابة إسراء المدلل حديثها مع DWعربية. وردا على سؤال ما الذي جعل حكومة حركة حماس، الحاكمة في قطاع غزة، تعينها متحدثة باسمها مع العالم الغربي، تجيب بابتسامة "أنا لاجئة ولدت في مصر عام 1990 واستقريت مع أسرتي بضع سنوات للدراسة في بريطانيا، وتزوجت وعمري 18 عاما، ومن أسرة متعلمة منفتحة على العالم الغربي وأعمامي وإخوتي في ألمانيا و بريطانيا وأمريكا وتركيا".
وتضيف إسراء المدلل بأنها إعلامية تخرجت من الجامعة الإسلامية في غزة، وعملت مراسلة لوكالة أجنبية وكذلك لفضائية فلسطينية محلية باللغة الانجليزية والعربية. "وقطعتُ شوطا لا بأس به في التعامل مع وسائل الإعلام"، وكان لها دور في استقبال الوفود الأجنبية القادمة إلى قطاع غزة.
وتصف المدلل تعيينها في هذا المنصب بأنه "خطوة إيجابية وإن جاءت متأخرة من حكومة حماس لتكون المرأة الواجهة الإيجابية لقضايا فلسطينية عامة ولقضايا المرأة بشكل خاص". وعن تعزيز دور المرأة الفلسطينية، تؤكد أنها موجودة في كل الميادين، لكنها ترى أن "الثقافة المحلية والأعراف المجتمعية" تحدد الدور السياسي للمرأة.
هل تساهم المتحدثة الجديدة في تعزيز دور المرأة؟
من جهتها، تؤكد الناشطة الحقوقية أسماء الغول ثقتها في قُدرات المتحدثة الجديدة لحكومة حماس في أداء مهمتها على أكمل وجه. وتقول لـDWعربية إن إسرائ المدلل "ستحرص أن لا تتورط أو تتلون بأي نشاط حزبي ولن تقبل إملاءات".
ولكن، كثيرا ما تتعرض في قطاع غزة المسيرات والفعاليات النسائية وغير النسائية لتضييقات عدة وللعنف وللحظر أيضا، فهل ستساهم المتحدثة الجديدة باسم حكومة حماس في تعزيز دور المرأة في الحراك والفعاليات الشعبية تجاه قضايا مجتمعية أو سياسية؟ إسراء المدلل لا تردد وتجيب سريعا: "بكل تأكيد". وعن حظر المسيرات وقمعها في أحيان كثيرة، تقول: "أنا لا آخذ خط الدفاع، لكن حسب الشرطة، فقد تم حظر المظاهرات لأن المنظمين لم يأخذوا الموافقة الأمنية".
وفي هذا السياق ترى الإعلامية والناشطة في حقوق المرأة والحريات عبير أيوب في مقابلة مع DWعربية "أن من يصدر أوامر بتعيين امرأة شابة متحدثة باسم حكومة حماس، ليس هو من يقمع المسيرات النسائية في الشوارع". وتعتبر أيوب أن القرار "يثبت التفاوت والخلاف الخفي في عقليات حكومة حماس ونظرتهم المتفاوتة لدور المرأة". ولكنها تؤكد في الوقت نفسه أن "القرار إيجابي وذكي ويخدم المرأة محليا (...) ومن شأنه أن يغيّر من نظرة الغرب لحركة حماس التي يُصنفها بالإرهابية وأنها تصادر وتقمع حريات المرأة".
امرأة في الواجهة فقط لتلميع الصورة؟
وعلى الرغم من وجود تباين في المواقف إزاء دور المرأة في الحياة السياسية وحقوقها داخل حكومة حركة حماس، يعلق البعض آمالا على أن يحسن تعيين إسراء المدلل في منصب حكومي رفيع من وضع المرأة في قطاع غزة.
لكن المحلل السياسي طلال عوكل يعرب في تصريح لـDWعربية عن تشكيكه في ذلك، ويقول: "سياسة حماس الأمنية ستظل قائمة على منع أي فعاليات نسائية ولن تسمح بها". ويرى أن تعيين حكومة حماس لامرأة في منصب المتحدثة باسمها مع العالم الغربي إنما يهدف إلى "تحسين صورة وسمعة حماس عقب موجة من الانتقادات لحقتها مؤخرا بأن المرأة لا تحظى بحقوقها وأنه يُعتدي عليها في الشارع".
وتشاطره عبير أيوب الرأي قائلة: "مشاركة المرأة في حركة حماس ليست بالأمر الجديد. وتوجد داخل الحركة عقليات منفتحة تصطدم بعقليات متصلبة جدا إلى درجة أن هناك وزراء ومسؤولين يرفضون لقاء أي صحفية ليست متحجبة أو لا تضع وشاحا على رأسها".
وعلى الرغم من أن حركة حماس حظرت في السنوات السابقة على مسؤوليها التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلا أن إسراء المدلل تريد تغيير ذلك من خلال التعامل مع وسائل إعلام إسرائيلية غير يمينية وغير متطرفة. وتقول: "حاليا لا يوجد تعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكني سأعمل جاهدة للتواصل مع وسائل الإعلام المعروفة وغير المتطرفة، خاصةً تلك التي دخلت غزة مؤخرا والتي تتعامل مع القضايا الإنسانية الفلسطينية من منظور إنساني بالدرجة الأولى".
كما تتواصل إسراء المدلل بشكل متواصل مع وسائل الإعلام في الضفة الغربية. وتقول: "أنا صديقة لهم وأتمنى أن نكون معا في اتجاه تأثير ايجابي على صُناع القرار وللتفاعل بشكل ايجابي بهدف تشكيل خطاب موجه للغرب مفهوم لشرح المواقف والأوضاع" في الأراضي الفلسطينية.