اليوم ..الحظوة لشتوتغارت في الظفر بكأس الدوري الألماني لهذا العام
١٧ مايو ٢٠٠٧عندما امتلأت حانات العاصمة الألمانية مساء الأربعاء الماضي بمشجعي كرة القدم وبدأت المراهنات على نتيجة نهائي كأس الاتحاد الأوروبي الذي جمع بين حامل اللقب اشبيلية ومواطنه اسبنيول برشلونة، عندها تولد لدينا انطباع بأن تواجد مرتادي هذه الحانات اقتصر ليلة الأربعاء على حضورهم الجسدي دون إظهار اهتمام حقيقي بنتيجة لقاء اسباني بحت. فالتحضيرات التي تسبق كل مباراة بنصف ساعة والمناقشات التي تتخلل الشوطين بعد تناول بضعة أقداح من البيرة تمحورت مساء الأربعاء على نتائج الأسبوع الأخير من الدوري الألماني "بونديسلغا" وخاصة أن هذه النتائج لم يكن يتوقعها أحد، لا في شتوتغارت، مدينة المرشح الأكبر للظفر بلقب هذا العام ولا في ميونيخ، مدينة الفريق العريق بايرن ميونيخ ولا في غيلزنكيرشن، مدينة فريق النحس شالكه. وبينما ندب البعض حظ الفريق الألماني القوي فيردر بريمن الذي خرج من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي ذهابا وإيابا أمام اسبنيول برشلونة وأخفق في الأسبوع قبل الأخير في مواصلة مطاردة متصدر اللائحة شتوتغارت، استعاد البعض الآخر الذكريات الأليمة التي رافقت نهاية موسم 2001 عندما كاد شالكه أن يفوز ببطولة الدوري، ولكن أحلامه تبددت في الأسبوع الأخير واكتفى بالفوز بدموع مشجعيه المعروفين بإخلاصهم له، سواء خرج منتصرا أو مهزوما.
شالكه يفقد الأمل في اللقب
صحيح أن بطولة الدوري الألماني لم تحسم بعد وما زال فريق شالكه تتوفر له فرصة ولو من الناحية النظرية على الأقل للفوز بلقب هذا العام، ولكن من يعتقد أن منافسه شتوتغارت سيخفق اليوم السبت في الفوز في استاد "غوتليب دايملر" في شتوتغارت على الفريق المغمور كوتبوس وخاصة أن الأخير ضمن بقائه في صفوف الدوري الألماني الممتاز؟ إذن، ما زالت تتوفر لشالكه فرصة صغيرة في الحصول على لقب هذا العام، إلا أن المراقبين الرياضيين وكذلك طاقم الفريق التدريبي فقدوا بعد الهزيمة الموجعة التي مني بها شالكه أمام عدوه اللدود دورتموند الأمل في الظفر بلقب اشتاق إليه مشجعوه شالكه. وجاءت تصريحات ميركو سلومكا، مدرب شالكه التي ناشد فيها أعضاء الفريق بالنظر إلى نتائج الأسبوع الأخير بواقعية، جاءت لتشير إلى أن إدارة النادي فقدت الأمل في الحصول على لقب يؤهل شالكه للحصول كأس البطولة. وقال سلومكا إن الظروف الحالية "تتطلب من الفريق النظر إلى الأمور بواقعية وإحراز فوز السبت المقبل ضد بيليفيلد يؤهل الفريق لاحتلال المركز الثاني."
وبايرن يستعد للموسم المقبل
هذا بالنسبة لفريقي شتوتغارت وشالكه. ففي حين سيخوض شتوتغارت مباراته الأخيرة ضد فريق ضعيف هو كوتبوس، سينازل شالكه فريقا متوسطا ليس من السهل التفوق عليه، ولكن فوز شالكه لا يسمن ولا يغني من جوع إذا استطاع شتوتغارت ـ كما هو متوقعا ـ الفوز على كوتبوس. ولكن ماذا عن بايرن ميونيخ الذي اكتفى لغاية الآن بـ 57 نقطة لا تسمح له سوى باحتلال المركز الرابع وبالتالي عدم المشاركة في العام المقبل في مسابقة كأس أبطال أوروبا؟ الفريق البافاري لم يكتف قبل أشهر بإقالة مدربه القدير فيليكس ماغارت واستعادة مدرب آخر له تاريخ طويل في ميونيخ وهو أوتمار هيتسفيلد، بل أنه لم يظفر بلقب واحد في هذا العام، لا بكأس ألمانيا ولا ببطولة الدوري ولا بأي لقب دولي آخر. أما مديره أولي هونيس فقد لخص أهداف الفريق في الموسم المقبل بالقول:" سنضطر في الموسم المقبل إلى صرف مبالغ كبيرة،" في إشارة منه إلى مساعي النادي إلى "التبضع" أي إلى شراء لاعبين جدد.
بريمن يحاول الحفاظ على كلوزه
ومن الجنوب الألماني وفريقه بايرن ميونيخ إلى الشمال، حيث يجب على مدرب فريق فيردر بريمن توماس شاف ليس فقط رفع همم لاعبيه بعد الهزيمة التي مني بها أمام فرانكفورت (2 مقابل 1) وضياع فرصة مطاردة شتوتغارت أو مواساة مشجعيه الذي أملوا في استعادة أمجاد موسم 2003ـ2004 عندما فاز باللقب، بل يجب عليه التصدي لمساعي بايرن الرامية إلى شراء مهاجمه النجم ميروسلاف كلوزه. وفي وسط اللائحة، نلاحظ أن باير ليفركوزن ونورنبرغ وهانوفر وهامبورغ استطاعت الحفاظ على مستواها وضمان بقائها في صفوف فرق الدرجة الممتازة. هذا ينطبق كذلك على فريق العاصمة، هيرتا برلين وكذلك على بيليفيلد وبوخوم.
وزيدان لم يحسم أموره بعد
أما في قاع اللائحة، فقد تأكد قبل أسبوعين هبوط غلادباخ إلى الدرجة الثانية. وفي ماينس، فريق المهاجم المصري المتألق محمد زيدان لم تنفع مناشدة المدرب يورغن كلوب لاعبيه وخاصة الأقوياء منهم في البقاء في صفوف الفريق، إذ أن هبوط ماينس إلى الدرجة الثانية أصبح مؤكدا. وهذا ينطبق كذلك على آخن الذي اكتفى في الأسبوع الأخير بالتعادل أمام فولفسبورغ. وفي حين حزم بعض لاعبي ماينس حقائبهم بانتظار الرحيل إلى فرق أخرى، لم يحسم المصري محمد زيدان أموره لأن عقد عمله يستمر لغاية عام 2010. وعلى الرغم من أن "محبوب الجماهير" في ماينس أعرب مرارا عن تعلقه بالفريق ورغبته في البقاء، إلا أن أندية أوروبية كثيرة أعربت عن نيتها في ضم المهاجم المتألق. وحسب إدارة فريق ماينس، فإن 12 لاعبا سيغادرونه مع نهاية الموسم الحالي.