اليمنيون ينتخبون خلفاً لصالح وسط تحديات كبيرة
٢٠ فبراير ٢٠١٢يدلي نحو 12 مليون يمني الثلاثاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية مثيرة للجدل مرشحها الوحيد والأوحد هو نائب الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي، المتفق مسبقا على ترشيحه لتسلم السلطة من الرئيس علي عبدالله صالح، وقيادة المرحلة الإنتقالية، ومدتها سنتين، وفق المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها في شرين الثاني/نوفمبر بعد عشرة أشهر من التظاهرات الشعبية وتحت ضغط دولي كبير. وينص الاتفاق الذي ساندته الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي على وضع دستور جديد واجراء استفتاء لتمهيد الطريق امام انتخابات متعددة الاحزاب خلال عامين.
وأطلق هادي في خطاب الى اليمنيين مساء الأحد سلة وعود، مؤكدا أنه سيعمل خصوصا على اصلاح النظام السياسي واعادة احياء الاقتصاد والمضي قدما في الحوار لحل قضيتي الجنوب والتمرد الحوثي في الشمال، فضلا عن اعادة اللحمة للقوات العسكرية والامنية المنقسمة والقضاء على تنظيم القاعدة. وناشد المجتمع الدولي تقديم دعم مالي عاجل لاقتصاد بلاده المنهار.
من جانبه دعا صالح، المتواجد حاليا في الولايات المتحدة لتلقي العلاج، اليمنيين الى التصويت لصالح هادي رئيسا "من أجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة"، حسب تعبيره. وقال في كلمة نشرتها وكالة سبأ الرسمية اليمنية دعا صالح، الذي حكم 33 عاما، اليمنيين الى "العمل على تجاوز الماضي وأن ينطلقوا بروح الأمل والثقة نحو المستقبل وإعادة بناء ما دمرته الأزمة الكارثية".
مقاطعة وأزمات وتحديات
ويواجه اليمن إلى جانب حالة عدم اليقين السياسي في البلاد، جناحا نشطا لتنظيم القاعدة وازمة اقتصادية خانقة، إضافة إلى تمرد شيعي في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب. ويسيطر المتمردون الحوثيون، وهم من الطائفة الشيعية الزيدية، على محافظة صعدة على الحدود مع السعودية، كما يدور قتال بينهم وبين السلفيين السلفيين السنة منذ أشهر. ويتهم هؤلاء بأنه يتلقون دعما من إيران، التي "تحاول زيادة وجودها هنا بوسائل نعتقد أنها لا تخدم استقرار اليمن وأمنه"، حسب تعبير السفير الأمريكي لدى اليمن جيرالد فيرستاين، حسب وكالة الأنباء الألمانية( د ب أ).
وإلى جانب حركة التمرد الحوثية، التي تقاطع الإنتخابات الحالية، هناك حراك في جنوب البلاد يسعى لإنفصال الجزء الذي كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، قبل توحيد شطري البلاد في عام 1990. ويقاطع الحراك الجنوبي الانتخابات التي يعتبرها بمثابة استفتاء على الوحدة، فيما تعهد التيار المتشدد داخل الحراك بمنع اقامة الانتخابات ودعا الى عصيان مدني في يوم الإنتخابات. وشهدت بعض المحافظات الجنوبية أعمال عنف عشية الإنتخابات اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المواطنين ورجال الأمن.
اقتصاديا يحتاج اليمن، الذي يملك موارد محدودة جدا لمليارات الدولارات من الدعم الدولي من أجل الخروج من النفق الاقتصادي المظلم. وتسود نسبة بطالة كبيرة في البلاد التي أصيبت بالشلل شبه التام خلال فترة الاحتجاجات، كما أن البنية التحتية شبه منهارة وتحتاج لإعادة تأهيل على كافة المستويات.
(ع.ج.م/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي