اليمن: المرأة في مؤتمر الحوار الوطني تفرض وجودها وتلفت الأنظار إليها
١٩ أبريل ٢٠١٣مع غياب إحدى أشهر نساء الربيع العربي، توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011 من خلفية مشاركتها في قيادة الثورة الشبابية الشعبية ألسلمية، فإن مشاركة النساء في مؤتمر الحوار الوطني تفوق نسبة 28 بالمائة في المؤتمر الذي يضم 565 عضوا. ومن أجل المقارنة: لم تكن نسبة مشاركة المرأة في البرلمان اليمني تزيد عن عضو وأحد من أصل 301 عضو. المهندسة الشابة أمل علي مكنون قطاعي التي قدمت إلى العاصمة صنعاء قبل سنوات مع أسرتها من محافظة الحديدة، الواقعة غرب اليمن، للدراسة والعمل هي واحدة من الفتيات اللائي شاركن في قيادة الثورة الشبابية السلمية منذ انطلاقة مسيراتها الأولى في أوائل عام 2011. وهي تشارك اليوم في مؤتمر الحوار الوطني عن قائمة الرئيس عبد ربه منصور هادي. كما تأمل أن يحقق المؤتمر كامل أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية، وأهمها وضع أسس بناء الدولة المدنية الحديثة والخروج بصياغة دستور ديمقراطي جديد يضمن كافة الحقوق والحريات الأساسية ويحقق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية لكل اليمنيين، حيث يتيح لكل فئات المجتمع فرص المشاركة في صناعة مستقبل البلاد.
وكانت المشاركات في المؤتمر قد حققن تفوقا ملحوظا في انتخابات اللجان الفرعية، حيث فازت امرأتان برئاسة لجنتين وهما لجنة الحقوق والحريات برئاسة الكاتبة اليمنية المعروفة أروى عبده عثمان، فيما أثار فوز الأديبة اليمنية نبيلة الزبير برئاسة لجنة "قضية صعده" حفيضة ممثلي القوى التقليدية ( القبلية والدينية ) في اللجنة حيث أنهم رفضوا بداية قبول النتيجة بسبب فوز امرأة. غير أنهم عادوا وقبلوا النتيجة تحت ضغط المتغيرات الجديدة.
مشاركة منصفة وتوجه متحرر
الشابة أسماء عبد الكريم المؤذن تعمل مع منظمة دولية في اليمن اعتبرت في تصريحها لــ DW/عربية بأن حجم "مشاركة المرأة بمؤتمر الحوار الوطني قريب للإنصاف " مشيرة إلى الاهتمام الذي تناله المرأة اليمنية في مرافق العمل.وتعتبر ذلك بمثابة "تشجيع للمرأة كي تغدو عنصرا فعَّالا ومنتجا في المجتمع، وبالتالي فإن ذلك يمكنها من المشاركة في تعبيد طريق اليمن الجديد نحو دولة مدنية عصرية وحديثة " ولا تعتقد المؤذن أن تمسك المرأة اليمنية بقيم الدين وتقاليد المجتمع المحيط بها سيعيق مسار تحقيق حريتها. ومن جانبها أكدت الشابة فاطمة مسعد سبايا ، ناشطة تعمل في مؤسسة التنمية الشبابية أن حضور المرأة "ظهر جليا ليس فقط عبر مشاركتها الفاعلة في جلسات مؤتمر الحوار الوطني، مما أهلها للوصول لرئاسة بعض اللجان، وإنما من خلال مشاركاتها في ندوات وورشات العمل ومعارض الفنون التشكيلية الداعمة للحوار الوطني من خارج قاعات المؤتمر" وتعتقد الطالبة الجامعية حليمة المريسي في حديثها لــ DW/عربية " أن مشاركة المرأة في مؤتمر الحوار الوطني سيعمل على تعزيز قيم التحرر من الظلم والنظرة الدونية للمرأة ويمنحها الاعتبار في المجتمع ."
ويعتقد عبد الصمد شاطر الذي يعمل لدى منظمة دولية في اليمن في تصريح لــ DW عربية أن "مشاركة المرأة في مؤتمر الحوار الوطني كانت ملفتة وربما لم تحظ المرأة من قبل بهذا النصيب من التمثيل" ويعتقد عبد الصمد " أن للمرأة صوتاعاليا ورأيا صريحا وربما كان صوتها بالنسبة للمواطن العادي أكثر تأثيرا من أصوات بعض ممثلي النخب داخل الكتل السياسية"، مشيرا إلى المكانة التي حظيت بها المرأة من خلال حصولها على ثقة المشاركين برئاسة بعض اللجان وفوزها بنسبة قد تفوق النسب التي حصلت عليها أكبر الأحزاب السياسية. ويؤكد شاطر أن تأثير المرأة في المؤتمر" يتجه إلى التحرر أكثر منه الى المواقف المحافظة". وفي نفس السياق يذهب هشام القدسي الذي يرى أنه كان للنساء "تأثير ظهر مبكرا في انتخابات اللجان الفرعية الداخلية للمؤتمر"
حجم المشاركة لايعكس الواقع المجتمعي
غير أن الأستاذ الجامعي الدكتور محمد عثمان لا يعتقد أن حجم المشاركة الحالية للمرأة في مؤتمر الحوار الوطني "يعكس مكانة المرأة وحقها في المشاركة السياسية"لأن المؤتمر حسب رأيه أقيم تحت رعاية أممية وأن "الآليات المنظمة للمشاركة فيه هي التي حددت حصة النساء المشاركة في المؤتمر" كما إن " موقف بعض القوى الاجتماعية الممثلة في شخصيات فاعلة في المؤتمر بشأن رئاسة المرأة لبعض اللجان لا يعبر عن حدوث تحسن في أوضاع المرأة أو تراجع في المواقف، حيث إن القوى المجتمعية لازالت كما كانت". ويعتقد الأستاذ الجامعي بأن "مشاركة امرأة من حزب الرشاد السلفي في المؤتمر قد يؤثر إيجابيا على سياسات الحزب في المستقبل، غير أن ذلك لا يعبر حاليا عن وجود تغيرات في موقف السلفيين من المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة، بقدر ما هو التزام بشروط اللوائح ".
وعن غياب أشهر نساء الربيع العربي توكل كرمان الحائزة على نوبل للسلام عن جلسات مؤتمر الحوار فإن محمد يرى فيه قرارا شخصيا لن يؤثر على نتائج المؤتمر "في حين حضرت نساء اخريات أيضا من اشهر نساء الثورة" ويختم عثمان تصريحه لــ DW /عربية قائلا: " من الصعب القول ان حضور المرأة في المؤتمر يعبر عن تحسن أو أنه يعبر عن تراجع في أوضاع المرأة ويجب النظر إلى ذلك بحذر شديد".