القاعدة تستولي على موقع عسكري وتسيطر على المكلا
٣ أبريل ٢٠١٥قال سكان ومسؤولون محليون إن مقاتلين يشتبه أنهم من تنظيم القاعدة اقتحموا قاعدة عسكرية في ميناء المكلا باليمن الجمعة (الثالث من أبريل/ نيسان 2015) وقتلوا خمسة جنود على الأقل ونهبوا مخزن الذخيرة. وقال مصدر عسكري إن المقاتلين الذين دخلوا المدينة أمس الخميس "استولوا بعد ظهر (اليوم) على مقر المنطقة العسكرية الثانية في الجيش دون أي مقاومة". وأضاف أن "قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء محسن ناصر مثنى والجنود انسحبوا من مقر القيادة باتجاه المواقع العسكرية المجاورة للمطار" وهي المناطق الحساسة الوحيدة التي لا تسيطر عليها القاعدة.
وجاء الهجوم بعد يوم من اقتحام المتشددين سجن المكلا وقيامهم بإطلاق سراح عشرات السجناء بينهم زعيم محلي بارز للقاعدة قال مسؤولون إنه خالد باطرفي. وقال سكان إن الجنود فروا من القاعدة بعد الهجوم وإن المقاتلين الذين يشتبه أنهم من القاعدة أغاروا أيضا على بنوك محلية واقتحموا مبان حكومية محلية وأشعلوا النار في محطة الإذاعة.
من جهته، قال مصدر أمني إن اشتباكات محدودة اندلعت قبل السيطرة على مقر القيادة مضيفا أن مقاتلي القاعدة استولوا على دبابة ومصفحتين كانتا أمام المقر. وقبل ذلك بقليل، سيطر المقاتلون من التنظيم المتطرف على المرفا من دون مقاومة تذكر، بحسب المصدر. وقال شهود إن أنصار القاعدة شاركوا في تظاهرة سيارة رافعين راياتهم السوداء في شوارع المدينة البالغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة. ونظرا لحالة الهلع والخوف، بدأت عائلات بأكملها مغادرة المكلا بحثا عن أماكن آمنة خارجها، كما أفاد شهود عيان.
والمكلا مدينة ساحلية بها ميناء يطل على بحر العرب تبعد نحو 500 كيلومتر إلى الشرق من مدينة عدن، حيث يخوض مقاتلون حوثيون شيعة وحلفاء لهم معارك ضد مقاتلين موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي استلموا صباح الجمعة أسلحة ومعدات من دول التحالف أسقطت لهم بواسطة مظلات.
وفر هادي من المدينة في الأسبوع الماضي في مواجهة الهجوم الحوثي الذي واصل التقدم رغم حملة الضربات الجوية التي تقودها السعودية منذ تسعة أيام بهدف طرد الحوثيين المتحالفين مع إيران واستعادة سلطة هادي.
ويشهد اليمن عدة صراعات منها حركة انفصالية في الجنوب واضطرابات قبلية وتهديدات في المحافظات الشرقية والوسطى من جانب "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"؛ أقوى أجنحة التنظيم. والصراع الحوثي المستمر مع التحالف الذي تقوده السعودية والموالين لهادي ربما يتيح لتنظيم القاعدة فرصة لاستغلال تفكك السلطة المركزية في البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية. وأجبر الهجوم الحوثي أيضا الولايات المتحدة على سحب أفرادها من اليمن وأوقف حربا أمريكية سرية باستخدام طائرات بدون طيار ضد متشددي القاعدة.
ع.ش/ ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)