الولايات المتحدة وبريطانيا تجليان رعاياهما من اليمن
٦ أغسطس ٢٠١٣أعلنت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الثلاثاء (6 آب/ أغسطس 2013) أن لندن أجلت كل موظفي سفارتها المغلقة في اليمن منذ الأحد "بسبب مخاوف متزايدة تتعلق بالأمن". وجاء الإعلان البريطاني بعدما دعت الولايات المتحدة رعاياها في اليمن إلى مغادرة هذا البلد "فوراً" بسبب مستوى تهديدات باعتداءات "مرتفع جداً". وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية "بسبب الهواجس المتزايدة على الصعيد الأمني، اُجلي جميع موظفي سفارتنا في اليمن بصورة مؤقتة وستبقى السفارة مقفلة حتى يصبح في وسع الموظفين العودة". وكانت لندن قد أعلنت الاثنين أن سفارتها في صنعاء ستبقى مقفلة حتى نهاية عيد رمضان على الأقل أواخر الأسبوع.
وبعدما اعتبرت أن مستوى التهديد في اليمن "مرتفع جداً"، قالت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء إنها "أمرت" بمغادرة موظفيها الحكوميين "غير الأساسيين في اليمن"، ووفقاً لبيان نشر على موقع وزارة الخارجية الأمريكية على الإنترنت. وقالت الخارجية الأمريكية إن هذه الإجراءات تأتي في ظل "تهديد أمني عالي المستوى ظهر على أثر أنشطة إرهابية واضطرابات بين الشعب". وتابعت الوزارة أنه: "ينبغي على المواطنين الأمريكيين المقيمين في الوقت الراهن في اليمن أن يرحلوا عنها". وجاء التحذير إثر إغلاق العديد من السفارات والقنصليات الأمريكية في الشرق الأوسط وإفريقيا بسبب مخاطر وقوع اعتداءات تنفذها القاعدة ولاسيما فرعها اليمني.
وكانت واشنطن قد أعلنت الأحد تمديد إغلاق 19 من سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الأوسط وإفريقيا حتى العاشر من آب/ أغسطس لدواع أمنية إثر ورود معلومات استخبارية تفيد بأن تنظيم القاعدة قد يشن هجوماً وشيكاً. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أنه "كإجراء احترازي سيتم إغلاق 19 بعثة دبلوماسية حتى يوم السبت" المقبل. وعلى الاثر أعلنت لندن أن سفارتها في اليمن ستبقى مغلقة حتى انتهاء عيد الفطر "لدواع أمنية". كما أعلنت فرنسا إغلاق سفارتها في صنعاء حتى الخميس. وحدثت وزارة الخارجية الأميركية قائمة البعثات التي ستبقى مغلقة حتى السبت المقبل وهي 15 سفارة وقنصلية مغلقة منذ الأحد، وأربع بعثات جديدة. وأعادت البعثات الأخرى التي أغلقت الأحد فتح أبوابها الاثنين.
ولكن الخارجية الأميركية رفضت توضيح طبيعة التهديد على وجه الدقة. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمريكية قولها إنه جانب رصد رسائل بين الظواهري وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الآونة الأخيرة كانت هناك معلومات أخرى ساهمت في إطلاق التحذير الأمني. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن التحذير استند "إلى مجموعة واسعة من البلاغات. ما من عامل حاسم هو الذي رسم صورة الخطر." وذكر مسؤولون أمريكيون أنه لا توجد معلومات بعد بشأن أهداف معينة أو موقع هجوم محتمل لكن الخطر الذي تواجهه المصالح الغربية لم ينحسر.
هجوم بطائرة بدون طيار
من جانب آخر قتل أربعة عناصر يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة قبيل فجر اليوم الثلاثاء (6 آب/ أغسطس 2013) في غارة شنتها طائرة بدون طيار يعتقد أنها أميركية في منطقة مأرب شرق صنعاء، على ما أفاد مسؤول قبلي. وأوضح المسؤول أن الطائرة بدون طيار أطلقت أربعة صواريخ دمرت السيارة التي كان الرجال الأربعة على متنها. ووقعت الغارة في وقت أطلقت الإدارة الأميركية إنذاراً أمنياً أدى إلى إغلاق العديد من بعثاتها الدبلوماسية في منطقة ومنها سفارتها في صنعاء.
وأكدت وكالة سبأ اليمنية الرسمية وقوع الغارة مشيرة إلى أن "المعلومات الأولية تشير إلى مقتل أربعة عناصر من تنظيم القاعدة بضربة جوية في وادي عبيدة بمأرب". وقال المصدر القبلي في المنطقة لوكالة فرانس برس إن "أربعة صواريخ استهدفت سيارة تويوتا - هايلوكس .. وحولتها إلى كتلة من اللهب"، مؤكداً أن "العناصر الأربعة الذين كانوا يستقلونها قتلوا على الفور وجميعهم من اليمنيين". وتابع المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه أنه "تم التعرف على اثنين من القتلى الأول يدعى صالح التيس (الوائلي) والثاني صالح علي قوطي".
والوضع الأمني في اليمن هو مثار قلق عالمي إذ أنه من معاقل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعتبر أحد أخطر أذرع التنظيم المتشدد ولأن لليمن حدود طويلة مع السعودية حليف الولايات المتحدة وأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وتدعم الحكومة الأمريكية القوات اليمنية بالمال كما تقدم لها الدعم اللوجستي.
من جانب آخر أصدرت السلطات اليمنية بياناً في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء أدرجت فيه أسماء 25 "من أخطر العناصر التي شاركت في الكثير من العمليات الإرهابية"، قائلة إنهم يعتزمون تنفيذ هجمات في البلاد خلال عيد الفطر هذا الأسبوع. ورصد البيان مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين ريال يمني (23 ألف دولار) "لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض" عليهم.
ع.غ/ ح.ز (د ب أ، آ ف ب، رويترز)