الوكالة الذرية تحذر من كارثة بعد قصف محطة زابوريزهيا النووية
٦ أغسطس ٢٠٢٢جددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم السبت (السادس من آب/أغسطس 2022) دعوتها للسماح لها بالدخول إلى محطة زابوريزهيا (بالروسية: زابوريجيا) للطاقة النووية الأوكرانية التي تحتلها روسيا، وسط مخاوف أمنية بعد قصفها أمس الجمعة.
وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي السبت عن "قلقه" بعد القصف الذي طال الجمعة المحطة النووية، أكبر منشأة من نوعها في أوروبا. وقال غروسي في بيان إن القصف هو "الأحدث في سلسلة طويلة من التقارير المثيرة للقلق بشكل متزايد"، مشيرًا إلى أن هناك "خطرًا فعليًا بوقوع كارثة نووية قد تهدد الصحة العامة والبيئة في أوكرانيا وخارجها".
وذكر غروسي أن تواجد الوكالة "لتوفير الدعم الفني للأمن والسلامة النووية له أهمية فائقة". وشدد على أنه كان مستعدًا خلال الأشهر الأربعة الماضية لقيادة مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لخبراء السلامة والأمن ووسائل الحماية إلى زابوريزهيا، وأوضح: "لكن عدم حدوث هذه المهمة الحيوية ليس بسبب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم يتسن (إجراء المهمة) إلى الآن برغم جهودنا الحثيثة".
وتابع غروسي أنه لن ييأس وسيستمر "في الضغط، والضغط مجددًا، من أجل إتمام مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية المطاف"، وأضاف: "لكن هذا سيتطلب التعاون والتفهم والتيسير من كل من أوكرانيا وروسيا". وما زالت أوكرانيا ترفض هذه المهمة إذ تعتبر أن من شأنها إضفاء الشرعية على الاحتلال الروسي للموقع في نظر المجتمع الدولي. وقال غروسي إنه يدين "أي أعمال عنف ترتكب على المصنع أو قربه" أو تستهدف العاملين فيه. وأشار إلى أن "العمل العسكري الذي يعرض سلامة المصنع وأمنه للخطر" أمر "غير مقبول ويجب تجنبه بأي ثمن".
من جانبه أدان الاتحاد الأوروبي "الانتهاك غير المسؤول" لقواعد السلامة النووية الذي "ارتكبته روسيا" بشنها ضربات قرب محطة زابوريزهيا، على ما أعلن السبت وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل. وقال بوريل في تغريدة "يدين الاتحاد الأوروبي الأنشطة العسكرية الروسية حول محطة زابوريزهيا للطاقة النووية. إنه انتهاك خطير وغير مسؤول لقواعد السلامة النووية ومثال آخر على ازدراء روسيا المعايير الدولية".
وقد تبادلت موسكو وكييف أمس الجمعة الاتهامات بشأن قصف أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا في مدينة إنيرهودار الأوكرانية التي تحتلها روسيا. واتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقصف الموقع فيما وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "عمل إرهابي". وقال زيلينسكي: "كلّ قصف من هذا النوع هو جريمة مشينة، عمل إرهابي... وينبغي لروسيا أن تتحمّل مسؤولية تعريضها محطة نووية للخطر".
وعلى الجانب الأخر، ألقت وزارة الدفاع الروسية باللائمة على الجنود الأوكرانيين في قصف المحطة وأوضحت أنه تم إخماد حريق في المحطة، لكن تم الاضطرار إلى وقف عمل أحد مفاعلات المحطة بشكل جزئي. وقال مشغل المحطة إن قصف الجمعة "ألحق أضرارا جسيمة" بمحطة تحتوي على النيتروجين والأكسجين وبـ"مبنى فرعي".
وعندما استولت القوات الروسية على المحطة في مطلع آذار/مارس، أطلقت النار على بعض المباني، ما أثار مخاوف من حادث نووي كبير. ولاتزال المحطة تعمل تحت إدارة فنيين أوكرانيين.
م.ع.ح/هـ.د (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)