"الوحش المصري".. سيارة برمائية طائرة تثير الجدل والسخرية
١ يناير ٢٠١٦إنه ابتكار لسيارة برمائية هوائية، وتعمل بتوليد كهرباء داخلي ومحركات كهربائية، بها عدد من المراوح لتقوم برفع السيارة إلي أعلي مباشرة، وعدد من المراوح الأخرى لدفعها إلي الأمام، بتلك الكلمات عرفت صفحة أشرف البنداري، مخترع "الوحش المصري"، المشروع الذي شغل الرأي العام المصري. ومنذ نزول هذا "الوحش" ميدان التحرير والحديث لا ينقطع عن فشله في التجربة، سواء في الطيران أو حتى في العمل كسيارة عادية. ويذكر موقف المصريين من هذا الابتكار الجديد بموقفهم قبل حوالي 21 شهرا عندما أعلن إبراهيم عبدالعاطي، اللواء الشرفي بالقوات المسلحة المصرية، عن اختراع جهاز لعلاج فيروس سي "يحول الفيروس إلى أصبع كفتة يتغذى عليه المريض". وتحول هذا الاختراع إلى مادة ضخمة للسخرية وأطلق عليه اسم "جهاز الكفتة".
"كفاية انبهارات يا مصر"
"عامل عربيه بطاطا وبيقول الوحش المصري"، هي تغريدة من بين تغريدات عديدة ساخرة على موقع "تويتر" نشرها حساب يحمل اسم "وجيه"، تعليقًا على اختراع السيارة البرمائية الهوائية. واستمرت التعليقات الساخرة في الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ نزول السيارة إلى ميدان التحرير يوم الأحد 27 ديسمبر/ كانون الأول 2015. حيث علق محمد طلعت، في تغريدة، قائلًا: "علشانك يا ساره قلبنا التوك توك طياره #الوحش_المصري #كفايه_انبهارات_يا_مصر".
ولم يخرج تعليق حساب يدعو "توتا بطوطة" عن ذات السياق حين علقت قائلة: "أنا افتكرتها لعبة أطفال من اللي هي على مدخل الملاهي وبتطلع لقدام و ترجع لورا في مكانها". واستمرت السخرية في تغريدة حساب باسم "هانتر فيشر" قال فيها: "بيقولك Vin Diesel رأسه وألف جزمة قديمة لازم يجيبوله #الوحش_المصري في Fast and Furious 8 وإلا مش لاعب".
ليضيف "الخديو معتز" تغريدة بدوره قال فيها: "طيب والنبي ياخواننا حد يفهمنا ازاي ممكن عربية كبدة متركب فيها اتنين شفاط توشيبا كان متوقع إنها تطير؟".
ولم يسلم الاختراع من السخرية كذلك على موقع "فيسبوك"، ليعلق مصطفى سعد قائلًا: "وكاله فاسا المصرية تعلن انطلاق أول رحلة للفضاء الخارجي بالوحش المصري وربنا يصبر العالم علي إنجازتنا، أم الدنيا طلعت قماش".
"التكدس المروري أصعب من حرب الدبابات"
على الجانب الآخر، حاورت DW عربية أشرف البنداري، مخترع الوحش المصري، والذي تحدث عن جدوى مشروعه. وأوضح البنداري أنه بني مشروعه على "إحصائية عالمية تقول إن مصر بعد ثلاث سنوات ستصبح موقف سيارات كبير". وتابع البنداري "مصر معروف ترتيبها العالمي، كانت الثاني على العالم في موضوع التكدس المروري. سبب التكدس المروري هو الذي جعل المستثمرين يهربوا من مصر".
وأوضح البنداري أن بداية الموضوع كانت حادثة توفى فيها ابنه في إشارة مرور بسبب التكدس، "بدأت من بعديها أبحث كيف نحل هذا الموضوع، وبصرف النظر عن موضوع ابني وغيره، هي إحصائية يجب أن نضعها في حسباننا، فالتكدس المروري في وجهة نظري حرب أصعب من حرب الدبابات".
أكاديمية البحث العلمي درست المشروع ورفضته
وأكد أشرف البنداري أن التفكير في عمل هذه السيارة أتى من التساؤل "ماذا نفعل بعد عشرين عامًا من الآن؟"، مشددًا على أنه كان من الضروري إيجاد حل جذري للمشكلة، ومضيفًا أن "مفكرين العالم أطلقوا نداءً أن الأرض للبشر والسماء للمركبات"، حسب تعبيره.
وكان البنداري قد بدأ العمل في مشروع "الوحش المصري" عام 2007، عقب وفاة نجله، وأعد بحثًا قدمه لأكاديمية البحث العلمي، واستمرت دراسته لدى الأكاديمية مدة ثلاث سنوات، قبل أن ترفض المشروع، ذاكرةً أنه "غير مطابق للمواصفات الصناعية". وأوضح المخترع المصري لـ DW عربية أنه طلب مناقشته ومساعدته للوصول إلى "عمل مثمر"، لكن طلبه قوبل بالرفض "كالعادة".
وأضاف أنه بدأ بعد ذلك تنفيذ المشروع على أرض الواقع بالإمكانيات "البسيطة" التي يملكها، مؤكدًا أن الموضوع جاد.
تجربة ميدان التحرير ناجحة أم فاشلة؟
وعن ما حدث في تجربة ميدان التحرير، والتي وصفها العديد بالفاشلة، أوضح البنداري أن ذهابه وفريق عمله لميدان التحرير لم يكن الغرض منه الإقلاع أو الهبوط في الميدان، "لأن ميدان التحرير غير مؤهل لا للهبوط ولا للإقلاع. لكننا ذهبنا لرسالتين: أولهما لشباب مصر، الذين يريدون التظاهر في 25 يناير، أن بلدنا أمانة لا تخربوا فيها ودعونا نعمر. وهناك ناس بالتجربة الذاتية يعمرون بالفعل." أما الرسالة الثانية التي بسببها ذهب الفريق إلى الميدان الأشهر "فهي تجربتها عمليًا على أرض الواقع في كل المجالات، في الطيران وفي المياه وفي مشيها على الأرض. وكان هدفنا في ميدان التحرير هو أن نمشي بها وسط السيارات، وبالفعل نجحت ومشيت وسط السيارات بكل أمان مثلها مثل أي سيارة عادية"، حسب قول البنداري.
ورد البنداري على ما قيل عن فشلها: "حتى إذا قلنا إنه تم دفعها، السيارة الجديدة يتم دفعها (أيضا)، ثم أننا كتبنا عليها نموذج الوحش المصري". ويوضح أشرف البنداري أن "نموذجاً، بمعنى أن النموذج للتجارب، فسواء تعطلت أو دفعت، يكفيها شرف أنها (جية ماشية على رجليها)." ويتساءل المبتكر المصري: "من قال إن أي شيء للتجارب لا يجب أن يتم دفعه؟"
وشدد البنداري، في نهاية حديثه لـDW عربية، أنه سيستمر في مشروعه، موضحًا أنه لا يلوم من ينتقده في وسائل الإعلام، "كل واحد بيتكلم على قد عقليته"، فيما أكد أيضًا على وجود "ركود لدى المسؤولين" تجاه مشروعه.
أحمد حمدي - القاهرة