الوافدون الجدد إلى ألمانيا- تحديات الحصول على عمل
٢٥ يونيو ٢٠١٧خبيرة علم النفس ماري عطفه محظوظة بالرغم من كل شيء. فمع أنها جاءت إلى ألمانيا في عام 2015 فقط، إلا أنها وجدت وظيفة بعد عام فقط من قدومها، حيث حصلت عطفة على وظيفة كمتدربة في قسم الاستشارات الطبية في برلين. وأصبح باستطاعتها الآن أن تقدم النصائح والإرشادات ضمن النادي الخاص (Komm Rum) لأقرانها من اللاجئين، خاصة ممن لديهم مصاعب نفسية بعد الذي عايشوه في أوطانهم أو عبر ما رأوه أثناء الهروب من هناك.
وبالرغم من كون الخبيرة السورية تستمع للعديد من القصص المرعبة من اللاجئين، وهم يحدثونها عن مخاوفهم وما عايشوه من خلال الحرب، إلا أن هذا لا يؤثر عليها ولا يجعلها تشعر بالخوف، "مثل هذه القصص اسمعها يوميا في نشرات الأخبار " تقول عطفة وتتابع " بصفتي خبيرة في الطب النفسي أستطيع التعامل مع هذه القصص وتقديم المساعدة.
معدل التوظيف مرتبط بفترة القدوم
الحال مع الخبيرة السورية عطفة كان استثناءً،لأنه للكثير غيرها ممن قدموا وقت النزوح الكبير عام 2015 وجد واحد من كل عشرة أشخاص فقط عملا، وذلك طبقا لمسوح أجراها معهد بحوث العمل والتشغيل (IAB ( كما أنه في استطلاع لذات المركز شمل 48 ألفا من طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، كانت نسبة من وجدوا عملا ممن قدموا ابتداء من عام 2016 ستة بالمائة فقط. وفي حين حذف نسبة من يتلقون تدريبا مدفوعا منهم تصبح النتيجة أكثر سوءا. لتصل إلى 2 بالمئة فقط ، بينما تصبح نسبة التشغيل 5 بالمئة لمن قدموا عام 2015.
هناك العديد من الصعوبات الواجب التغلب عليها من قبل اللاجئين، فهم في معظم الأحيان لا يتكلمون الألمانية، ولا يعرفون طبيعة السوق الذين يريدون العمل بها. وعلى العكس من ذلك من الصعب على أرباب العمل تقييم المؤهلات التي يمتلكها هؤلاء. كما أنه من أجل التمكن من العمل، يلزم الشخص عادة تصريح عمل وهو ما قد يستغرق وقتا طويلا ضمن هذه الظروف. أيضا فإن مقدمي طلبات اللجوء مرتبطون بمكان إقامتهم المسجلة على الأوراق ولا يستطيعون تغييرها بسهولة، وهو ما يحدد أيضا من فرص الحصول على عمل، فهم لا يستطيعون الانتقال إلى مكان آخر من أجل التمكن من الحصول على عمل جديد. يضاف إلى كل هذه الصعوبات انعدام الأمن والتخطيط لصاحب العمل: فماذا لو تم رفض طلب اللجوء وتم ترحيل الموظف الجديد؟ كما أن الاعتراف بالمؤهلات والتدريبات صعوبة أخرى يمكن أن تضاف.
إلا أن الخبراء يعطون أيضا بعض الآمال، إذ أنه كلما عاش اللاجئ فترة أطول في ألمانيا كلما ازدادت فرصة حصوله على عمل في السوق الألمانية، ويعتقد العاملون في IAB أن تصل معدلات الحصول على عمل إلى خمسين بالمئة بعد خمسة سنوات من الوصول إلى ألمانيا. كما أنه بعد 15 عاما لن يصبح هنالك فرق كبير في معدلات التوظيف العام بين هؤلاء وبقية الألمان، ويتزامن ذلك أيضا مع أرقام القادمين في عام 2013، حيث حصل واحد من كل ثلاثة على وظيفة بالفعل.
العمالة القادمة من سوريا ما زالت منخفضة نسبيا بالمقارنة مع القادمين من أفغانستان أو العراق أو إيران. فوفقا لإحصائيات المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين BAMF).) فإن نسبة التوظيف من بين السوريين هي 6.8 بالمئة فقط ومع ذلك، فإن النسبة آخذة في الارتفاع ويعود ذلك إلى أن غالبية اللاجئين السوريين قدمت فقط في العامين الماضيين لألمانيا.
شبكات التواصل ومهارات اللغة الألمانية
ما هو الشيء المهم بشكل خاص خلال البحث عن عمل؟ وفقا ل IAB تلعب العلاقات الشخصية دورا كبيرا للحصول على عمل، حيث استطلعت المنظمة آراء خمسة ألاف شخص من المهاجرين، حيث حصل قرابة نصفهم عل عمل عن طريق العائلة، الأصدقاء أو المعارف.
أيضا اللغة الألمانية وتصديق شهادات الخبرة مهمة من أجل الحصول على عمل، فمن حصل على عمل في وطنه، يستطيع غالبا العثور على عمل في ألمانيا.
وفي الوقت نفسه، هناك العديد من المبادرات التي تتفاوت نجاحاتها لمساعدة اللاجئين في العثور على عمل، فبرنامج العمل" يورو واحد للاجئين" تم حذفه نظرا لقلة الطلب والانتقادات الكبيرة بحقه.
ويقول منتقدون أن العبء الإداري كان كبيرا جدا. ومع هذا البرنامج كان يمكن التقدم له للحصول على وظائف بسيطة دون المصادقة على طلب اللجوء.
في بعض الأحيان يذهب طالبي اللجوء للحصول على عمل إلى قنوات غير رسمية مثل ما حصل مع عبد الزهرة بشير من بنغلادش والذي يعيش في بون منذ عام 2015، بشير عمل في جمع الزجاجات الفارغة من الشوارع، حيث يمكن الحصول على ربح 25 يورو باليوم في أجواء الصيف والاحتفالات بحسب قوله. ويتابع بشير بهذا المبلغ كنت أدعم عائلتي في بنغلادش، التي لم أرها منذ سنوات.
شتيفاني هوبنر/ع.ج