الهند: برنامج لتنظيم النسل يتحول إلى كارثة
١١ نوفمبر ٢٠١٤توفيت 10 نساء ونقلت حوالي ستين أخريات إلى إحدى المستشفيات وسط الهند، العديد منهن في حال حرجة أثناء برنامج مكثف للتعقيم الجماعي أعلنت عنه الحكومة وتحول إلى كارثة. وأعلنت سلطات ولاية شاتيسغار اليوم (الثلاثاء 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، أن نحو ستين امرأة تعانين من مضاعفات على إثر حملة العمليات الجراحية، 24 منهن في حالة خطيرة. وقال سونماني بورا المسؤول في حكومة الولاية في تصريح صحافي إن "الإفادات تشير إلى هبوط في الضغط وتقيؤ وغيرها من الأعراض التي تضاعفت يوم الاثنين لدى هؤلاء النسوة اللواتي خضعن لعملية جراحية في إطار برنامج التخطيط العائلي". وأضاف المسؤول الهندي أن "ثماني نساء توفين منذ الاثنين ونقلت 64 أخريات إلى المستشفى".
وبدأت حكومة الولاية تحقيقا بينما نزل سكان بيلاسبور إلى الشارع للتعبير عن غضبهم ومعاقبة الأطباء. وتنظم عمليات تعقيم بانتظام في مختلف الولايات الهندية في إطار برنامج وطني يقضي بمنح 1400 روبية (20 يورو)، إلى النساء المتطوعات. كما تعرض بعض الحكومات مكافآت للعائلات التي تقبل بالخضوع لها بتقديم سيارات أو أدوات كهربائية أو غيرها لها. وتنتقد منظمات غير حكومية تحديد أهداف بالأرقام على مستوى بعض الولايات مما يؤدي إلى إجبار بعض النسوة على الخضوع لعمليات تعقيم وفي شروط صحية سيئة في معظم الأحيان. وتعرضت سلطات ولاية البنغال الغربية شرق الهند العام الماضي لانتقادات شديدة بعد بث صور لنساء تركن فاقدات الوعي في حقل بعد عملية تعقيم جماعية في مستشفى لا يملك القدرة على استقبال عدد كبير من المريضات. وذكرت صحيفة "انديان اكسبرس" الهندية، أن طبيبا جراحا واحدا ومساعده أجريا العمليات الجراحية لجميع النساء خلال خمس ساعات.
من جهته أكد المسؤول الرئيسي عن قطاع الصحة في منطقة بيلاسبور آر كي تشانج للصحيفة "لم يحصل إهمال. إنه طبيب صاحب خبرة" مؤكدا أنه سيتم التحقيق في الحادث. من جهته قال كبير الأطباء رامنيش مورتي في المستشفى الرئيسي في "بيلاسبور" الذي استقبل عددا من الضحايا، إنه "لا يستطيع تفسير ما حدث". وصرح رامنيش مورتي مساء الاثنين (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) للصحافيين: "سيكون من السابق لأوانه التكهن بأسباب هذه المأساة. نعطي الأولوية لمعالجة هؤلاء النسوة اللواتي نقلن إلى المستشفى بعد هبوط في ضغط الدم". وأضاف "سيكون لدينا توضيحات عندما ينتهي التشريح".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش دعت في تقرير في 2012 الحكومة إلى إقامة نظام إنذار مستقل حول المعلومات التي تتعلق بعمليات التعقيم الإلزامية والشروط الصحية السيئة في المراكز. كما أوصت الحكومة بتأمين تأهيل أفضل للموظفين المكلفين تقديم النصح إلى الرجال بشأن طريقة منع الحمل، وهي توصيات لم تتبع بشكل وواسع. ويتركز برنامج تنظيم الأسرة في الهند على النساء، بينما يقول الخبراء إن تعقيم الرجال غير مقبول اجتماعيا. وتفيد أرقام رسمية تعود إلى 2008 أن حوالي ثلث السكان الذين لجأوا إلى برنامج التخطيط العائلي هذا (54 بالمئة من السكان) يختارون تعقيم المرأة. وتعد الهند حوالي 1.25مليار نسمة وهي مرشحة لأن تصبح البلد الأكبر عددا سكانيا في غضون عشرين عاما.
ع.ع/ ع.ج.م (أ ف ب)