الهذلول: تفاءلت بالإصلاحات لكن السعودية أصبحت دولة بوليسية
٢٩ نوفمبر ٢٠١٩يقبع العديد من منتقدي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السجن، ويخضع بعضهم لمحاكمات. ومن بينهم الناشطة لجين الهذلول التي اعتقلت مع نشطاء آخرين قبل أسابيع من السماح للمرأة بقيادة السيارة في حزيران/ يونيو 2018. واتهمت الهذلول محققي السلطات السعودية بالتعذيب والإساءة الجنسية، وهي تهم نفتها الحكومة السعودية بشدة.
ففي آب/ أغسطس الماضي قالت عائلة الناشطة السعودية المعتقلة إنّ السلطات عرضت الإفراج عنها مقابل نفيها في تسجيل فيديو تعرضها للتعذيب والإساءة الجنسية في السجن.
وللوقوف على آخر أخبارها في السجن التقت DW بشقيقتها لينا الهذلول.
وإليكم نص المقابلة:
DW: شقيقتك لجين ناشطة بارزة تقبع في السجن السعودي منذ مايو/ أيار 2018.. حدثينا عن حالها الآن وما تعرفيه عنها..
لينا الهذلول: محاكمة لجين بدأت في آذار/ مارس، لكن منذ نيسان/ أبريل توقفت إجراءات المحاكمة. لا نعرف لماذا توقفت؟ ولا نعرف ماذا سيحدث؟. ومنذ أبريل/ نيسان تقبع لجين في سجن انفرادي ولا نعرف أي أخبار منذ ذلك الحين. اقصد أننا نتحدث إليها ووالداي يتحدثان معها ولكن ماذا سيحدث لها لا نعرف شيء. وهي الأخرى لا تعرف.
هل تعرفين أي شيء عن حالتها وهل يتم معاملتها بشكل جيد أم تتعرض لسوء معاملة؟
اعتقد أنها جيدة إلى حد ما مقارنةً بالأوقات التي تعرضت خلالها للتعذيب. لكن حسبها انفرادياً هو تعذيب بحد ذاته، لا اعتقد أنه موقف جيد.
برأيكِ.. لماذا تحتجز الحكومة السعودية شقيقتك؟ ما جريمتها؟
الاتهامات بشكل رسمي تدور حول كل ما فعلته، عن نشاطها وكذلك عن السؤال عن حقوق المرأة والتقدم لوظفية في الأمم المتحدة. ببساطة كل ما يتعلق بشاطها. ولكن لماذا يحتجزونها؟، اعتقد أنك تعرفين أنه من الصعب للغاية البوح بذلك. لكنني أود أن أقول ربما لا يريدون لأي شخص أن يكون له رأي وأن يتحدث عن آرائه. إنهم يريدون كل شيء يأتي من أعلى إلى أسفل وليس العكس.
الآن نرى الكثير من التغيرات التي تشهدها السعودية في مجال الحريات وما إلى ذلك. ولكن بعد ذلك ترين كل هؤلاء الناشطين وليس فقط لجين محتجزين إلى الآن في السجن. كيف تفسرين هذا التناقض في تصرف الحكومة؟
اعتقد أنهم لا يريدون أن يكون لدى الشعب أي صوت. يريدون اتخاذ القرارات دون أي انتقاد. يريدون أن تخرج القرارات للشعب من أصحاب السلطة بالمملكة. إنهم يريدون أن يفعلوا كل ما يريدون للبلد دون الحاجة لسؤال المواطنين والأشخاص المعنيين. اعتقد أن ما يحدث أمر خطير للغاية.
ماذا تريدين من الحكومة السعودية الآن؟
طلبي أن يطلقوا سراح شقيقتي. إنها تقبع الآن في الحبس الانفرادي ولم تفعل أي خطأ، لم ترتكب أي جريمة. لا ينبغي أن تكون في السجن. لذلك كل ما أطلبه هو أن تكون شقيقتي حرة الآن.
شقيقتك قضت فترة طويلة في السجن. وقد أُعيدت إلى السعودية من بلد آخر. بماذا تشعرين حيال ذلك؟
هذا يشعرني بالاضطراب والحزن. اقصد أنني لا أريد لدولتي أن تصبح دولة أمنية. لقد كنت سعيدة ومتفائلة بالإصلاحات التي جرت، لكن الآن أرى أنها أصبحت دولة بوليسية. لست حزينة فقط على شقيقتي وموقفها، أنا حزينة على دولتي كلها. لا أريد للناس هناك أن يشعروا بالخوف طوال الوقت. لا أريدهم ألا يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم، لذلك أشعر بالحزن حقاً على بلدي.
هل أنت قادرة على العودة إلى السعودية؟
لا يوجد شيء رسمي عن قضيتي. ولكن أسرتي كلها ممنوعة من السفر، اعتقد أنني لو ذهبت إلى هناك لن أتمكن من العودة. أستطيع أن أعود لكنني لن أغادرها إذا أردت ذلك.
أجرت الحوار: آية إبراهيم/ م.م