النيجر.. إدانة دولية وأفريقية لـ "محاولة تولي الحكم بالقوة"
٢٦ يوليو ٢٠٢٣دعت الولايات المتحدة الأربعاء (26 يوليو/ تموز 2023) بإطلاق سراح رئيس النيجر محمد بازوم بعدما اعتقله عناصر من الحرس الرئاسي في إطار ما وصفته مصادر عديدة بـ"محاولة انقلاب".
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان في بيان "ندين بشدة أي محاولة لاعتقال أو لإعاقة عمل الحكومة المنتخبة ديموقراطيا في النيجر والتي يديرها الرئيس بازوم". وأضاف "نطالب تحديدا بأن يفرج أعضاء الحرس الرئاسي عن الرئيس بازوم ويمتنعوا عن أي عنف"، مشددا على أن النيجر هي "شريك أساسي" للولايات المتحدة.
وقال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان اليوم إن الأخير يندد بأشد العبارات بأي محاولة للسيطرة على السلطة بالقوة في النيجر ويدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وقال البيان "يتابع الأمين العام الموقف في النيجر عن كثب. ويندد بأشد العبارات بأي محاولة للسيطرة على السلطة بالقوة وتقويض الحكم الديمقراطي والسلم والاستقرار في النيجر.".
بدوره، دان الاتحاد الأفريقي "محاولة الانقلاب" في النيجر، حيث احتجز عناصر في الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم، داعيا الى "العودة الفورية وغير المشروطة" للعسكريين إلى ثكناتهم.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في بيان بعد ظهر الأربعاء عن "تنديده الشديد بهذه السلوكيات من جانب عسكريين يرتكبون خيانة كاملة لواجبهم الجمهوري"، مطالبا إياهم بـ"وقف هذا العمل المرفوض فورا".
بروكسل تدين "محاولة لزعزعة الديموقراطية"
من جهته، دان الاتحاد الأوروبي على لسان جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية فيه، "أي محاولة لزعزعة الديموقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر"، حيث يحتجز عناصر في الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم.
وأعرب بوريل في رسالة عبر منصة تويتر التي باتت تحمل تسمية إكس عن "قلقه الكبير حيال الأحداث التي تجري في نيامي"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في تنديدها بما يحصل.
"الوضع غير واضح"
أعلنت الخارجية الألمانية أن الوضع في دولة النيجر لا يزال غير واضح، وذلك بعد تقارير تحدثت عن وقوع انقلاب عسكري في الدولة التي تقع غربي أفريقيا. وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء:" الوضع هناك، كما أبلغني الزملاء، لا يزال غير واضح تماما. نحن على تواصل مع سفارتنا
هناك، ومع الشركاء الدوليين، وسنتخذ تدابير مناسبة بطبيعة الحال، حال تطلب الأمر ذلك".
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إنه من السابق لأوانه الحكم على الوضع هناك، لافتا إلى أن الجنود الألمان "آمنون في الوقت الحالي". ويذكر أن الجيش الألمانييحتفظ بقاعدة نقل جوي في العاصمة نيامي لدعم المهام العسكرية في غرب أفريقيا، وتحظى هذه القاعدة بأهمية بالنسبة لعملية سحب القوات الألمانية الجارية من مالي المجاورة.
في غضون ذلك عمد الحرس الرئاسي الذي يقف وراء محاولة انقلاب في النيجر، إلى تفريق متظاهرين مؤيدين للرئيس محمد بازوم في نيامي عبر إطلاق عيارات نارية تحذيرية، وفق ما افاد مراسل لفرانس برس. وحصل ذلك عندما حاول المتظاهرون الاقتراب من المقر الرئاسي حيث يحتجز الحرس بازوم.
إدانة فرنسية
بدورها، أبدت فرنسا "إدانتها الشديدة لأي محاولة لتولي الحكم بالقوة" في النيجر، حليفتها الرئيسية في منطقة الساحل والتي تشهد محاولة انقلاب بعدما عمد عناصر في الحرس الرئاسي الى احتجاز الرئيس محمد بازوم. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا قلقة للأحداث الراهنة في النيجر وتتابع بانتباه تطور الوضع".
وكانت تقارير إعلامية أفادت بأن الحرس الوطني قام في الصباح بمنع الوصول إلى قصر الرئيس في نيامي ولا يزال من غير الواضح بعد ما إذا كان ما حدث هو محاولة انقلاب عن طريق الحرس.
وأضافت التقارير أن الرئيس محمد بازوم يجري مفاوضات حاليا مع ممثلين عن الجيش. وكان الاتحاد الأوروبي قرر في نهاية العام الماضي القيام بمهمة عسكرية في النيجر لمكافحة الإرهاب.
ويتوجه رئيس بنين باتريس تالون إلى النيجر للقيام بوساطة بعدما عمد عناصر في الحرس الرئاسي إلى اعتقال رئيسها محمد بازوم فيما يبدو محاولة انقلاب، وفق ما أعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الأربعاء. وقال تينوبو إثر لقائه تالون في أبوجا "سيغادر الى هناك الآن، إنه في طريقه" الى النيجر.
وتتولى نيجيريا راهنا الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
ع.ش/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)