النظام السوري يتقدم في إدلب والمعارك تدفع الآلاف إلى النزوح
٥ يناير ٢٠١٨أحرز جيش النظام السوري تقدماً سريعاً في محافظة إدلب أكبر معقل متبق للمعارضة المسلحة في البلاد مما قربه من مطار عسكري رئيسي تسيطر عليه قوات المعارضة. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" اليوم الجمعة (الخامس من كانون الثاني/يناير 2018) إن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا نحو 84 قرية منذ 22 أكتوبر/تشرين الأول بينها 14 على الأقل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأضاف المرصد أن ضربات جوية مكثفة أجبرت مسلحي المعارضة على الانسحاب مما أتاح التقدم السريع للقوات الحكومية هذا الأسبوع.
لكن هذا التقدم تسبب في تشريد عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يكافحون من أجل إيجاد مأوى في طقس شتوي شديد البرودة. وتمكنت قوات النظام، بدعم من مسلحين تساندهم إيران وقوة جوية روسية، من استعادة مناطق في شمال شرق محافظة حماة وفي جنوب محافظة إدلب منذ بدء الهجوم في أواخر أكتوبر/تشرين الأول.
وصعدت القوات السورية خلال الأيام الماضية حملتها العسكرية وتقدمت نحو مطار أبو الظهور العسكري الذي حاصره مسلحو المعارضة في 2012 قبل أن يتمكنوا من طرد قوات الجيش السوري منه بالكامل في سبتمبر/أيلول 2015.
اتفاقات "خفض التصعيد" موضع تساؤل!
وتقع إدلب ضمن مناطق حددتها روسيا من أجل "خفض التوتر" بقصد تهدئة حدة القتال في غرب سوريا. كما توجد قوات تركية في شمال محافظة إدلب أيضا في إطار اتفاق لعدم التصعيد أبرم مع إيران وروسيا.
وقال مصطفى الحاج يوسف وهو مدير الدفاع المدني في إدلب، وهم منقذون يعملون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد، "ما بعرف وين (أين) مناطق خفض التصعيد في الموضوع؟... إذا كان أعداد شهداء ونازحين وجرحى وتهديم المنازل في ازدياد.. وضرب مدنيين واستهداف المدنيين بنسبة كبيرة جدا... ولا كأنه في خفض تصعيد ولا شيء".
60 ألف نازح منذ شهرين فقط
من جهته، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه إن 55 بالمئة من التجمعات السكانية في محافظة إدلب مثقلون بالأعباء. وفي نحو عشرة بالمئة من تلك التجمعات يشكل النازحون أكثر من 70 بالمئة من إجمالي عدد السكان. وأشار المكتب إلى أن المعارك أجبرت بعض منظمات الإغاثة على وقف عملها في مناطق بجنوب إدلب. وأضاف المكتب أن المعارك والغارات الجوية أجبرت أكثر من 60 ألف شخص على مغادرة منازلهم منذ الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت كريستي ديلافيلد من مؤسسة (ميرسي كوربس) وهي إحدى أكبر المنظمات التي تقدم مساعدات في سوريا "الغذاء هو أهم ما يحتاجه الناس الذين يكافحون للبقاء في هذا الجزء من سوريا. ونظراً لتشردهم أكثر من مرة بسبب الصراع فقد استنزفت مواردهم ولم يبق لهم سوى القليل من الخيارات أحلاها مر". وأضافت "لا يبدو لنا أن الأمور ستكون أسهل في أي وقت قريب".
خ.س/ ي. ب (رويترز)