النص الكامل للحوار مع البريفسور لورنس ماير حول مستقبل الصحافة الالكترونية
١٤ يناير ٢٠٠٧ما هي أبرز خصائص الصحافة الإلكترونية؟
الصحافة الإلكترونية هي استمرار للصحافة التقليدية بشكل يواكب التطور الإعلامي الذي نشهده في عصرنا الحالي. غير أنها تتميز عنها بنوع من المرونة على صعيد الجمع بين عدة أشكال من الإنتاج الصحافي كالنص المكتوب والمسموع والمرئي. وبهذا تجمع الصحافة الإلكترونية بين مختلف التقنيات المتوفرة في وسائل الإعلام التقليدية.
لكن المؤسسات الإعلامية ما تزال في الغالب تنظر إلى الصحافة الإلكترونية كعجلة احتياط في السيارة، ما هو رأيكم بذلك؟
هذه النظرة لها علاقة بنشأة المشاريع الإلكترونية التي لم تتوفر لها إمكانيات مادية وخبرات مسبقة في بادئ الأمر. وهكذا فإن الأمر كله كان نوعاً من التحدي في ذلك الحين، هذه الحالة دفعت بدورها أوائل المحررين الإلكترونين للاعتماد على أنفسهم وعلى أفكارهم الخاصة، مما انعكس سلبا على صورة الصحافة الإلكترونية لدى الصحافيين التقليديين المتمرسين الذين لم يبدوا أي اهتمام بهذا النوع من الصحافة في البداية.
هل يمكن القول بأن الصحافة الإلكترونية أصبحت مهنة قائمة بذاتها على ضوء الازدياد المستمر في الطلب على المتخصصين وأصحاب الخبرة فيها؟
بكل تأكيد، فعروض العمل في هذا المجال تعرف تزايداً مضطرداً. ويدعم ذلك النمو الكبير لقطاع الإعلان على شبكة الإنترنت بشكل يجعلها جاذبة للاستثمار في مجال الإعلام. ومن نتائج ذلك خلق فرص عمل إضافية للصحافيين المتخصصين. ويزيد من أهمية ذلك إن المواقع الإلكترونية تعتبر الحل للعديد من المشاكل التي تتخبط بها وسائل الإعلام بسبب فقدان عدد كبير من القراء أو المشاهدين.
إذا كان الإنترنت المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة لفئات عريضة من الشباب، ماذا سيحدث مع الجرائد والمجلات ؟
حقيقة هناك بعض التخوفات من القضاء عليها عن طريق الإنترنت، لكني لا آخذها بمحمل الجد، ومع ذلك يمكن أن يحدث بعض التغيير في المستقبل القريب. فبدلاّ من أن يتم تمويل المواقع الإلكترونية الخاصة بالجرائد والمجلات عن طريق هذه الأخيرة، يمكن أن يحصل العكس.
ما هي نتائج التطور التكنولوجي على الصحافة الإلكترونية في المستقبل؟
يصعب الحسم في هذا الموضوع. لكن صحافة الفيديو في المواقع الإلكترونية أصبحت تحظى باهتمام كبير من قبل العديد من وسائل الإعلام. وينطبق ذلك أيضاً على ما يصطلح عليه بصحافة القراء التي يلعب فيها القارئ دور المنتج والمستهلك. فهذان النوعان من الصحافة أصبحا يلعبان دورا كبيرا تعلق عليه العديد من وسائل الإعلام الكثير من الآمال.
هل تعتبر المواقع الشخصية مكملة أم منافسة للصحافة الإلكترونية؟
المواقع الشخصية يمكنها أن تلعب العديد من الأدوار الإيجابية، فعلى سبيل المثال يمكنها أن تكون صلة ربط بين القارئ والكاتب. كما يمكن أن تكون وسيلة لتواصل بين عدد من المراسلين في بعض مناطق النزاع. هناك الملايين من المواقع الشخصية، بعضها يتسم بمستوى عال قد يتمم أو يضاهي الصحافة الإلكترونية.
سبق وشغلت رئاسة مشروع موقع قنطرة للحوار بين الأديان والثقافات، كيف ترون دور الإنترنت في تقارب الحضارات؟
للإنترنت دور جد كبير في هذا المجال، لأنها تستطيع تخطي الحدود بطريقة سهلة. ومن خلال التعدد اللغوي في الموقع الإلكتروني الواحد يمكن الوصول الى عدد كبير من القراء في مناطق مختلفة في العالم.
أجرى الحوار محمد الحرشي
* لورنس ماير رئيس قسم الصحافة اٌلإلكترونية في جامعة دارمشتات، قبل ذلك عمل مديراً لمشروع قنطرة ورئيساً لموقع جريدة دي تسايت Die Zeit الألمانية. كما كان من أوائل المحررين في موقع شبيغل.