Berger und sein Preis für Menschenwürde
٢٤ نوفمبر ٢٠٠٨تم اليوم منح "جائزة رولاند بيرغر للكرامة الإنسانية" للناشطة الكمبودية سومالي مام، سلمها لها الرئيس الألماني هورست كولر في حفل رسمي في العاصمة الألمانية برلين. وتقدر قيمة الجائزة، التي تمنحها مؤسسة رولاند بيرجر لأول مرة منذ إنشائها، مليون يورو. وهي تمنح للأفراد الذين يعملون من اجل الدفاع عن حقوق وكرامة الإنسان.
والناشطة سومالي مام سلبت منها طفولتها وذاقت جميع أنواع التعذيب من ضرب واغتصاب واهانة، لكنها استطاعت تخليص نفسها من جحيم العبودية. ومنذ 12 عاما كرست مام حياتها لإنقاذ الأطفال والنساء الذين وقعوا ضحية لتجارة البشر والاستغلال الجنسي.
طفولة بُيعت لتجار البشر
تبلغ مام من العمر حوالي 35 عاما، فهي لا تعرف تاريخ ولادتها بالضبط، كما تقول. عاشت مع أبويها بالتبني حتى بلغت العاشرة من عمرها، ثم أخذها رجل كبير في السن كانت تقول له "جدي"، عملت مام بخدمته طوال الوقت. وبعد خمسة أعوام تقريبا زوجها "جدها" لرجل يكبرها بـ 12 سنة مقابل مبلغا ماديا. تعرضت مام في فترة زواجها للضرب والاغتصاب لكنها لم تستطع في بداية الأمر أن تفعل شيئا. وبعد عنائها مع زوجها الذي هرب يوما ما، أخذها "جدها" إلى بيت للدعارة في العاصمة الكمبودية وقام ببيعها. هناك تم ممارسة جميع أنواع التعذيب معها بالإضافة إلى إرغامها على البغاء وتعاطي المخدرات. أصدرت مام كتابا قبل عامين بعنوان "صمت الأبرياء" سجلت فيه قصصها وتجاربها الأليمة.
مشوار كفاح من اجل الحرية
استطاعت مام التخلص من أسرها وذلك من خلال مساعدة بيير ليغروس، رجل فرنسي تعرفت عليه في كمبوديا. ذهبت مام مع ليغروس إلى فرنسا وتزوجته. ثم عادت معه مرة أخرى إلى كمبوديا وأنشأت معه مؤسسة AFESIP لمكافحة تجارة تهريب البشر والاستغلال الجنسي، التي حظيت بدعم منظمة اليونيسيف. استطاعت هذه المؤسسة تحرير الآلاف من الأطفال والنساء وتعليمهم ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع والعيش بكرامة وحرية. ولا شك أن مام من خلال خبرتها كضحية سابقة، تعرف بالضبط ما مر ويمر به هؤلاء الأطفال والنساء، وهو ما يسهل عليها العمل مع هؤلاء الضحايا. وتقول مام في هذا الصدد "لو لم أكن على دراية تماما بما يشعرون به ولم يكن لدي نفس تجاربهم، ربما لم يكن باستطاعتي مساعدتهم بشكل جيد".
وعلى صعيد متصل تناضل مام أيضا من خلال التصدي لظواهر الفساد وتفشي الاتجار بالبشر من خلال مقارعة السياسيين والمتنفذين لتورطهم في مثل هذه الأعمال أو سكوتهم عليها على الأقل، وهذا يعرضها للخطر. لكن هذا لا يثبط من عزيمة هذه المرأة الجسورة أو يرهبها، فهي تؤمن برسالتها ولا تستطيع التخلي عن الضحايا كما تقول: "سوف ابذل قصارى جهدي لمساعدتهم والكفاح من اجلهم. لن أتخلى عنهم أبدا."
نبذة عن مؤسسة رولاند بيرغر
تم إنشاء مؤسسة رولاند بيرغر في مارس عام 2008 في مدينة ميونخ الألمانية من قبل الدكتور رولاند بيرجر، الذي تحمل اسمه. وتنقسم مهام المؤسسة إلى شقين: الأول؛ حماية كرامة الإنسانية وحقوقه في أي مكان في العالم. ولهذا الغرض خصصت المؤسسة جائزة سنوية قدرها مليون يورو. أما الشق الثاني فهو تربوي ويتمثل في تنفيذ برنامج لرعاية ومساعدة الشباب الموهوبين الذين لايملكون الإمكانات المادية لتطوير أنفسهم، حيث خصصت المؤسسة منحة دراسية تساعد الشباب في الحصول على أعلى مستوى من التعليم لتوفير حياة كريمة لهم.