الموسيقى تحمي لغة سكان جزر فارو من الاندثار
١٥ مايو ٢٠١٤حسب الموسيقار هدين زيسكا ديفيدسن، الذي يقطن في تورشافن عاصمة جزيرة أرخبيل فارو، توجد ثلاثة أنماط من الموسيقى في الجزيرة : "كينجو" و"شالدور" و"فورويسكور دانسور" - أو (رقص السلسلة) التي يؤديها الراقصون وأيديهم متشابكة . ونادرا ما تصاحب الأغنيات آلات موسيقية .
وتعود تسمية الكينجو إلى الكاهن الدنماركي توماس كينجو الذي جمع الترانيم والتراتيل، ويقول الموسيقار زيسكا ديفيدسن: "الطريقة التي يغنون بها الترنيمة في شمال الجزر تختلف عن طريقة التغني بها في الجنوب حتى ولو كانت الترنيمة واحدة. كلما اتجهت شمالا يزيد التعقيد في الغناء". كما يشير إلى أنه ربما تردد الأسر كل على حدة كلمات الأغاني ذاتها ولكن بألحان ونغمات مختلفة. ويقول: "أعتقد أن ذلك يأتي من عدم الأداء بأي آلات".
أما موسيقى "شالدور"، حسب زيسكا ديفيدسن، فتضم أغنيات للأطفال ذات ألحان بسيطة للغاية خالية من الكلمات عديمة المعنى. وقال: "لقد توارثت الأجيال الأغنيات شفهيا"، وهو ما يعود بالتحديد إلى أن لغة جزر فارو لم تكن مكتوبة. وأخيرا في عام 1846، وضع عالم لاهوت من مواطني فارو يدعى فينسيسلاوس أولريكوس هامرشيمب أبجدية مكتوبة بالأحرف لجميع كلمات سكان فارو. لكن ذلك كان مصدرا للإرباك والتشويش أكثر من كونه عاملا مساعدا، لأن هامرشيمب وضع الأبجدية بناء على اللغة النوردية القديمة أو اللغة القديمة لدول الشمال (اسكندنافيا) .. والتي لم تعد بينها أي تشابه مع الطريقة التي يتحدث بها سكان فارو بالفعل.
وبالنسبة لموسيقى رقص السلسلة، فهي نوع من الرقص الفولكلوري الذي يقوم فيه المشاركون بتشبيك أيديهم لتكوين سلسلة ويرددون أبيات الشعر، تصل أحيانا إلى ألف بيت شعر. وتتكون أقصر أغنيات رقص السلسلة من مئة إلى 300 بيت شعر. ويقول زيسكا ديفيدسن إن "الأغنيات تتباين، حسب المكان الذي ينتمي إليه الأشخاص" وإن الشخص الذي يلم بجميع أبيات الشعر يتولى مهمة قيادة الرقصة، بينما يمكن للآخرين الانضمام إلى السلسلة في أي وقت. ويشير أيضا إلى أن سكان فارو يحبون أداء رقص السلسلة في مناسبات خاصة مثل عيد ميلاد السيد المسيح (كريسماس) أو حفلات الزفاف.
هـ د/س.ك ( د ب أ)