الموسيقى أداة تواصل مع اللاجئين
١٥ نوفمبر ٢٠١٥يستفيد عدد من الكتاب والموسيقيين والفنانين ونجوم المسرح من شعبيتهم للدعوة إلى التضامن مع اللاجئين، حيث إنهم يعتبرون أنفسهم مواطنين عولميين عابرين للحدود، لذا فهم يعملون مثلا على جمع التبرعات وانتقاد ظواهر العنصرية. فمن أين ينطلق هذا الالتزام الإنساني وما مصدره؟DW التقت بالفنانة أرابيلا شتاينباخر وحاورتها.
أين تتجلى نشاطاتك الفنية لمساعدة اللاجئين؟
أرابيلا شتاينباخر: منذ العطلة الصيفية جاء إلى ميونيخ عدد هائل من اللاجئين، حيث وصلوا يوميا إلى محطة القطار. كان من الجميل رؤية عدد كبير من المواطنين يبذلون جهدهم من أجل مساعدتهم. ومن هنا توصلت مع صديقتي دوروتي بيندينغ إلى فكرة تنظيم حفل خيري.
وقد ساعدنا كثيرون في ذلك. وبمساعدة من بيآتريكس يكوبيكا الناشطة في مبادرة "سلسلة السلام في ميونيخ" و "نادي لاينس كوفيليي في ميونيخ " أمكننا شيئا فشيئا تنظيم الحدث خلال خمسة أيام فقط. كما اتصلت بنا كنيسة سانكت ميشائيل في ميونيخ وأخبرتنا " وجدنا لكم بسرعة فضاء لإقامة الحفل" وبعد خمسة أيام وقفت هناك لأعزف الكمان. وقد حضر الحفل عدد كبير من اللاجئين مع أطفالهم. كان ذلك شيئا جميلا. وخلال وقت قصير جمعنا تبرعات وصلت الى 15 ألف يورو.
لماذا تقومين بمثل هذه الأنشطة؟
عام 2011 شاركت مع دوروتي بيندينغ في مشروع "موسيقى الأمل" في اليابان. أخذنا الطائرة وذهبنا معا إلى ضحايا تسونامي، كما تجولنا انطلاقا من سانداي باتجاه المناطق التي لم يعد فيها الكثير. وهناك عزفت الكمان أمام الناس الذين كانوا يعيشون في مراكز إيواء طارئة. فلم تكن إذن فكرة تنظيم حفل خيري للاجئين في ميونيخ بعيدة عن هذا التوجه.
ماذا تودين إيصاله عبر هذه الرسالة؟
الفكرة الأساسية خلف ذلك كانت تتجلى في تقديم شيء من الأمل للناس. بالنسبة لي كمنحدرة من أم يابانية كان الأمر مهما جدا من خلال الموسيقى إعطاء قوة للناس وتزويدهم ببصيص أمل بعدما صدموا بما حدث لهم في حياتهم. حتى بالنسبة للاجئين السوريين القادمين إلى ألمانيا فقد عايشوا أيضا أسوء التجارب والعديد منهم مصدومون. إن الموسيقى هي دواء مميز للروح يصل الى قلوب الناس مباشرة دون كلمات أو شروح.
كنت أيضا في "فونك كازيرني" وعزفت الكمان أمام بعض اللاجئين. وبعدها طلبت من الأطفال أن يقوموا بغناء شيء ما. وقدم طفل صغير أغنية من وطنه. فأجج ذلك عواطفي، حيث إنه عرض أغنيته بحماس كبير فيما كانت عيناه مغمضتين، وهناك لحظت أن الموسيقى تشكل نوعا من العلاج، حتى بالنسبة لهذا الطفل الذي عرض أغنية من وطنه الذي وجب عليه مغادرته. وفي تلك الأثناء يشعر الإنسان بقوة تأثيرالموسيقى.
*تعتبر عازفة الكمان أرابيلا شتاينباخر من نجوم العزف على حلبات لندن وباريس ونيويورك أو طوكيو. وهي إبنة إحدى المغنيات اليابانيات، وأبوها الألماني بروفيسور لتدريس الموسيقى. وقد شاركت في عروض موسيقية مع فرق اوركسترا بقيادة مايستروهات بارزين مثل زوبين ميتا و لورين مازل أو كريستوف أيشنباخ. كما إنها تقدم عروض موسيقية على منصات صغيرة لعموم الناس، وهي سفيرة لمنظمة المساعدات الخيرية" CARE " .