الموسيقار بارنبويم يحلم بقيادة أوركسترا في ميدان التحرير

عبر الموسيقار الإسرائيلي الشهير ومدير أوبرا برلين دانيال بارنبويم عبر رغبته في قيادة حفلة أوركسترا لفرقة "ديوان الشرق والغرب" في ميدات التحرير. وقال داعية السلام المعروف: "نرغب في عمل حفلات مع أوركسترا ديوان الشرق والغرب في قطاع غزة وميدان التحرير بالقاهرة وفي إسرائيل أيضا". واعتبر بارنبويم أن الاحتجاجات في العالم العربي هي "سبب يدعو للأمل"، كما أشار إلى أن "الثورات وأيضا كارثة فوكوشيما النووية أوضحت مدى هشاشة النظام العالمي وسرعة انهيار الحكومات الاستبدادية".

الموسيقى بلسم لجراح الحروب

ويساند دانيال بارنبويم الدعوات التي تنادي إلى تحقيق السلام في مختلف مناطق الصراع بالعالم، ويظهر بشكل منتظم في الضفة الغربية بفلسطين، إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت مرارا السماح له بالذهاب إلى غزة مرورا بالأراضي الإسرائيلية. ووصف بارنبويم عام 2009 جدار الفصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية بأنه خطأ كبير خلال الاحتفال بالذكرى 20 لسقوط جدار برلين. وقاد بارنبويم في نيسان 2009 للمرة الأولى حفلا استثنائيا في دار الأوبرا بالقاهرة.

وكان بارنبويم - الذي ولد في بوينوس ايريس لوالدين يهوديين من أصول روسية - قد أسس الأوركسترا عام 1999 مع الناقد الأمريكي الفلسطيني الأصل إدوارد سعيد بهدف تعزيز قيمة التعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط، والتقريب بين العازفين العرب والإسرائيليين عن طريق الموسيقى الكلاسيكية.

الموسيقى سفيرة السلام في بؤر التوتر

وقاد بارنبويم أوركسترا ديوان الشرق والغرب عند الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية الأسبوع الماضي. وشاهد نحو ثمانية آلاف شخص الحفل الموسيقي المفتوح الذي أقيم في إمجينجاك التي تطل مباشرة على السور المحصن الواقع على طول المنطقة العسكرية العازلة بين الجارتين. ولاقى الحفل الموسيقي الذي تواصل على مدار 80 دقيقة تصفيقا حارا وهتافا استمر لمدة 15 دقيقة. ويأتي الحفل بعد مرور ثلاثة أشهر على إحياء الأوركسترا لأولى حفلاته في قطاع غزة.

وقال بارنبويم إن أوركسترا ديوان الشرق والغرب صارت رمزا على إمكانية تجاوز الأزمات السياسية عن طريق الموسيقى والمساهمة في نشر التفاهم.

دانيال بارنبويم... أو حينما تتحول الموسيقى إلى إنسان

من الصعب اختزال شخصية دانييل بارنبويم في قالب محدد أو في وظيفة معينة أو عمل واحد، فعاشق الفن والموسيقي وابن ثقافة التفاهم والمحبة يجمع في شخصه قيم الإنسانية جمعاء، التي يحملها معه وحيدا بعد وفاة رفيق روحه ودربه المفكر العالمي إدوارد سعيد. نشأ بارنبويم في عائلة موسيقية، حيث كان أبواه مدرسين لآلة البيانو. وفي سن الخامسة بدأ بارنبويم دروس تعلم البيانو على يد والدته، ولم يكد يمر عامان حتى أقام حفله الموسيقي الأول. وهاجر بارينبويم وأسرته إلى إسرائيل عام 1952 ، وفي عام 1967 ظهر بارينبويم بصفته قائدا لاوركسترا لندن الفيلهارموني للمرة الأولى.

(ع ب/ د ب ا، دويتشه فيله)

مراجعة: لؤي المدهون