المنتخبات العربية المتأهلة لمونديال ألمانيا 2006
خاض العديد من المنتخبات العربية لكرة القدم منافسات التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا في صيف العام القادم 2006. غير أن الكثير منها ودّع التصفيات بشكل مبكر في الأدوار الأولى، باستثناء ثلاثة منتخبات من القارة الآسيوية وستة من القارة الإفريقية.
المنتخبات العربية التي بلغت المرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية
وُزّعت المنتخبات الآسيوية التي بلغت المرحلة الأخيرة من التصفيات إلى مجموعتين ضمت الأولى كوريا الجنوبية وأوزباكستان والمنتخبين العربيين السعودي والكويتي، بينما ضمت المجموعة الثانية المنتخبات الياباني والإيراني والكوري الشمالي والمنتخب العربي البحريني. من المعروف أن صاحبي المركزين الأول والثاني في كل مجموعة يتأهلان مباشرة إلى المونديال، بينما يتعين على صاحبي المركز الثالث في المجموعتين خوض مُلحق التصفيات الآسيوية في مبارتين ( ذهاباً وإياباً ) لتحديد هوية الفريق الذي عليه مواجهة رابع مجموعة أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي ( كونساساف ). هذا يعني أن الطريق إلى ألمانيا لن يكون سهلاً بل شاقاً وطويلاً على صاحبي المركز الثالث.
المنتخب السعودي أول منتخب عربي يتأهل إلى مونديال ألمانيا
ضَمن المنتخب العربي السعودي بطاقة التأهل إلى مونديال ألمانيا 2006 بعد فوزه الكبيرعلى ضيفه منتخب أوزباكستان بثلاثية نظيفة في اللقاء الذي جمع الفريقين في الثامن من يونيو 2005 على ملعب الملك فهد في العاصمة السعودية الرياض ضمن منافسات المرحلة الخامسة وقبل الأخيرة من تصفيات المجموعة الأولى. بهذا الفوز رفع السعوديون رصيدهم إلى 11 نقطة احتلوا بها صدارة المجموعة أمام المنتخب الكوري الجنوبي ( 10 نقاط ) الذي ضمن هو الآخر تأهله إلى المونديال إثر فوزه الساحق على مضيفه الكويتي بأربعة أهداف للا شيء.
وبهذه الهزيمة المذلة التي مُني بها المنتخب الكويتي في عقر داره فقد الكويتيون آخر فُرصة لهم للتأهل إلى المونديال بشكل مباشر، إذ بلغ الفارق بينهم وبين صاحب المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى البطولة العالمية 6 نقاط، وذلك بعد منافسات الجولة الخامسة وقبل الأخيرة للمجموعة. وبالتالي لم يتبق أمام الكويتيين إلا فُرصة التأهل عبر الملحق، في حال ضمنوا على الأقل المركز الثالث في المجموعة. لكنهم فشلوا حتى في تحقيق ذلك بعد خسارتهم أمام أوزباكستان بهدفين لثلاثة في آخر منافسات المجموعة التي أقيمت في الـ 17 من أوغسطس 2005 في العاصمة الأوزبيكية طشقند.
وبذلك فقد الكويتيون آخر أمل لهم في بلوغ مونديال ألمانيا. في المقابل نجح المنتخب العربي السعودي بقيادة نجمه المخضرم سامي الجابر في بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه.
المنتخب البحريني يفشل في التأهل إلى المونديال
في لقاء لم يرتق إلى المستوى المتوقع هُزم المنتخب البحريني أمام ضيفه منتخب ترينيداد وتوباغو بهدف للا شيء في إياب الملحق المؤهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا في صيف العام القادم 2006. أحرز هدف المباراة الوحيد اللاعب لاورينسي في الدقيقة 49 بعد تلقيه كرة رائعة من زميله المهاجم الدولي دوايت يورك. جاء الشوط الأول ضعيفاً ولم يفعل البحرينيون الكثير لهز شباك مرمى الضيوف.
ربما كان همّهم الرئيسيي يكمُن في الحفاظ على شباكهم نظيفة، لا سيما أن لقاء الذهاب الذي أقيم يوم السبت الماضي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، مما يعني أن الفريق الأحمر البحريني كان يكفيه التعادل صفر لصفر في لقاء الإياب على أرضه كي يتأهل إلى المونديال. لكنه فشل في ذلك رغم تحسّن أدائه في الشوط الثاني وتكثيف هجومه على مرمى الضيوف سعياً منه لإدراك التعادل. وفي الوقت بدل الضائع ألغى حكم المباراة رويس أكوستا هدفاً سجّله علي حسين، الأمر الذي أثار غضب اللاعبين البحرينيين الذين فشلوا في التأهل إلى كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخ البحرين. هذا يعني أن المشاركة العربية في مونديال ألمانيا 2006 ستقتصر على المنتخبين العربيين السعودي والتونسي اللذان كانا ضمنا تأهلهما إلى المونديال بشكل مباشر.
المنتخبات العربية التي بلغت المرحلة الأخيرة من التصفيات الإفريقية
بلغ المرحلة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا 30 منتخباً وُزّعت على خمس مجموعات يتأهل خمسة منها (الأول في كل مجموعة ) إلى المونديال. ضمت المجموعات الخمس ستة منتخبات عربية موزّعة على النحو التالي:
في حين خلت المجموعتان الأولى والثانية من المشاركة العربية، جمعت المجموعة الثالثة ثلاثة منتخبات عربية، هي المصري والليبي والسوداني خرجت جميعها من دائرة الفرق المرشحة للتأهل بشكل مبكر، رغم تعادل مصر مع الكاميرون في آخر منافسات المجموعة في الـ 8 من أكتوبر بهدف لمثله، الأمر الذي حرم الكاميرونيين من بلوغ المونديال.
وضمّت المجموعة الرابعة منتخباً عربياً واحداً هو المنتخب الجزائري الذي فقد فُرصه للتأهل إلى المونديال مبكراً واحتل في النهاية المركز الـ 5 برصيد 8 نقاط في المجموعة التي تأهلت عنها أنغولا المتصدرة برصيد 22 نقطة. أما المجموعة الخامسة فضمت منتخبين عربيين ألا وهما المغربي والتونسي اللذين تصدّرا المجموعة طيلة المنافسات.
المنتخب التونسي ثاني منتخب عربي يتأهل إلى المونديال
في إطار التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا نجح المنتخب التونسي في حجز إحدى البطاقات الخمس المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا عن القارة الإفريقية على حساب غريمه التقليدي المنتخب المغربي. ففي منافسات الجولة العاشرة والأخيرة للمجموعة الإفريقية الخامسة التي أقيمت في الـ 8 من أكتوبر انتزع المنتخب التونسي تعادلاً ثميناً من ضيفه المغربي في اللقاء الذي جمع بين المنتخبين العربيين العريقين على الأرض التونسية.
اتّسم اللقاء بالإثارة والندية طيلة وقت المباراة وبالخشونة في كثير من الأحيان، وقدّم الفريقان عرضاً قوياً وشيقاً يستحق التقدير، لا سيما المنتخب المغربي الذي دخل أرض الملعب رافعاً شعار "لا شيء سوى الفوز". إذ كان عليه تحقيق الفوز، إذا ما أراد التأهل للمونديال، بينما كان التعادل كافياً للفريق التونسي المتصدر لمجموعته. تقدّم الفريق المغربي الضيف مرتين على مضيفه التونسي، لكن أصحاب الأرض نجحوا في تدارك الأمور واستعادة توازنهم وتعديل النتيجة.
وهكذا انتهى اللقاء الذي أقيم في تونس بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثليهما ليتأهل المنتخب التونسي إلى مونديال ألمانيا كثاني منتخب عربي بعد المنتخب السعودي الذي تأهل إلى ألمانيا عن القارة الآسيوية. يُرافق تونس إلى ألمانيا عن القارة الإفريقية كل من توغو وغانا وساحل العاج وأنغولا.
إذن لم ينجح إلا منتخبان عربيان في التأهل إلى مونديال ألمانيا 2006، ألا وهما السعودي والتونسي. أما المنتخب البحريني الذي كان بلوغه مونديال ألمانيا 2006 قاب قوسين أو أدنى، فقد فشل في تحقيق حلمه إثر هزيمته الموجعة على أرضه أمام منتخب ترينيداد وتوباغو ( صفر : 1 ) في إياب ملحق الصتفيات المؤهلة لكأس العالم بعد أن كان تعادل مع رابع منطقة أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي ( الكونساساف ) في مباراة الذهاب بهدف لمثله.
علاء الدين موسى