المناظرة - هيمنة لملفات اللجوء والإسلام والإرهاب وتركيا
٣ سبتمبر ٢٠١٧قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في المناظرة التلفزيونية الوحيدة مساء اليوم الأحد (الثالث من أيلول/سبتمبر 2017) إن عدد المسلمين المنحدرين من بلدان عربية ارتفع. وتابعت أنه يجب "إغلاق المساجد التي يحدث فيها أشياء لا تحوز على إعجابنا"، مضيفة أنه يتعين العمل بشكل أكبر على "تأهيل الأئمة هنا في ألمانيا". وكما عبرت ميركل عن تفهمها لمن لا يعتبر أن الإسلام "جزءاً" من ألمانيا: "أفهم الناس المتشككة؛ إذ أن ما سبب ذلك هو الإرهاب الممارس باسم الإسلام"، مضيفة أنه هنا يأتي دور رجال الدين ليقولوا أن الإرهاب لا علاقة له بالإسلام. وقد ختمت بالقول: "الإسلام المتوافق مع الدستور جزء من ألمانيا".
ومن جانبه علق منافسها على منصب المستشار، مارتن شولتس، أن "ألمانيا لا يمكن أن تسمح بوجود أئمة ووعاظ كراهية، وهذا ينطبق على أولئك القادمين من السعودية".
ملف اللجوء - شولتس يهاجم وميركل تدافع
وفيما يخص ملف اللاجئين، طالب مارتن شولتس، بمراجعة كل حالة ترحيل للاجئين مرفوضين على حدة. وأضاف شولتس، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أنه بدون ذلك فإن الولايات التي يقودها تحالف ميركل المسيحي، والولايات التي يقودها الحزب الاشتراكي، ستواصل تبادل الاتهامات في موضوع الترحيل. وأعرب شولتس أيضاً عن اعتقاده بأن على "المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين" أن يسرع من وتيرة عمله.وهاجم شولتس سياسة ميركل في ملف اللجوء قائلاً: "كان سيكون من الأفضل لو تم إشراك جيراننا الأوروبيين" في معالجة أزمة الهجرة واللاجئين في عام 2015.
ومن جانبها، اعترفت ميركل بالفشل في الملف قبل موجة اللاجئين الكبرى في عام 2015. غير أنها اعتبرت أن الاتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي كانت الجواب المناسب على الأزمة: "الآن وكما في الماضي أرى أن الاتفاقية صحيحة بالمطلق". بيد أن ميركل دافعت عن نفسها: "كنا في مواجهة وضع دراماتيكي". ولم تر ميركل في موجة اللاجئين خطراً: "لا اعتبرها خطراً، بل تحد كبير"، متابعة أن ألمانيا استفادت كثيراً من العولمة. ولكنها استدركت بأن ذلك "لا يعني أنه بإمكان أي شخص القدوم إلى ألمانيا". وأجابت ميركل بخصوص "المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين" بأنه خفض فترة معالجة طلبات اللجوء إلى شهرين، وأضافت أن هذه الفترة كانت قد وصلت في بعض الأحيان إلى سبعة أشهر.
ميركل: لن أسمح بأن تمارس حكومة أنقرة ضغوطاً على الأتراك في ألمانيا
وبخصوص العلاقة مع أنقرة، قال مارتن شولتس، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أنه حال فوزه منصب المستشار في ألمانيا ، فإنه سوف يلغي المفاوضات الخاصة بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. وأضاف "عندما أكون المستشار سألغي مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبي مع تركيا".
ومن جانبها اعتبرت ميركل أن تركيا لن تنضم أبداً إلى الاتحاد الأوروبي، في موقف قد يزيد العلاقة بين ألمانيا وتركيا تأزماً. وقالت ميركل في المناظرة التلفزيونية قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات التشريعية "لا أرى أن الانضمام قادم، ولم اؤمن يوما بأنه يمكن أن يحدث"، مضيفة أن المسألة تكمن في معرفة من "سيغلق الباب" أولاً، تركيا أو الاتحاد الأوروبي. قالت ميركل إنها لن تسمح بأن تمارس حكومة أنقرة ضغوطاً على الأتراك في ألمانيا.
ميركل تنفي انتهاجها "الانتقائية" في سياستها
وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، إنها لا تنتهج الانتقائية في سياستها. وقالت في ردها على سؤال حول تبنيها آراء متباينة في مواضيع مثل الهجرة أو فضيحة الديزل، إن التحديات دائماً ما تختلف "وكل إنسان يتغير في مسار حياته."
وقالت ميركل إنها لا تعتبر أن العولمة تهديد، مضيفة أن بلادها لا تستطيع أن تنأى بنفسها عن الصراعات في سوريا أو العراق وأفريقيا، غير أنه لا يمكن لكل الناس أن يأتوا إلى ألمانيا، ولفتت إلى أن الحكومة الألمانية ستنشغل ببحث هذا الأمر خلال السنوات الأربع المقبلة.
ورفضت ميركل الافتراض القائل إنها فرغت جزءاً كبيراً من الساحة التي يشغلها تيار الوسط في السياسة.
خ.س/ح.ع.ح (د ب أ، أ ف ب، DW)