Jugend -Oscar-Gewinner "Slumdog Millionaire" - Reaktionen in Indien
٢٧ فبراير ٢٠٠٩في البداية لم يستطع سكان الأحياء العشوائية الفقيرة في مومباي أن يصدقوا النبأ. كثيرون اعتقدوا أنهم يحلمون عندما سمعوا أن فيلم Slumdog Millionaire أو "المليونير المتشرد" قد حصل على ثماني جوائز أوسكار. بعد برهة تأكدوا أنهم لا يحلمون، فانطلقوا يرقصون في الأزقة بتلقائية وقد استولى عليهم فرح طاغ.
فوز الفيلم استقطب اهتمام وسائل الإعلام الهندية من جديد التي احتفت بهذا الحدث وبنجوم الفيلم الهنود. ويحكي "المليونير المتشرد" قصة صبي يشق طريقه من الفقر إلى الثراء عن طريق برنامج مسابقات.
حفاوة وهجوم
الناقدة السينمائية الهندية شوبهارا غوبتا في صحيفة "إنديان إكسبريس" تشرح مشاعرها أثناء مشاهدة الفيلم بالكلمات التالية: "الفيلم يأخذنا في رحلة ممتعة ومبهجة. لقد تركت نفسي لأحداث الفيلم الذي يجعلك تتفاعل مع أبطاله ومع مشاعرهم من أسى وحزن. فالفيلم يتناول قصة أطفال فقراء يصبحون في النهاية أبطالا". هذه الحفاوة النقدية لم ترافق الفيلم منذ بداية عرضه، بل إن المخرج البريطاني داني بويل لاقى انتقادات كثيرة لإخراجه فيلماً اعتبره البعض ابتزازاً لمشاعر فقراء الهند وابتذالاً لمشاكل الأحياء العشوائية الفقيرة.
لكن الناقدة السينمائية غوبتا لها تفسير آخر لتلك الاتهامات التي جاءت خصوصاً من جانب الهنود. فرد فعلهم ينبع في نظرها من أنهم لا يريدون رؤية واقعهم ورغبتهم في الانتقال إلى عالم آخر، عالم أفلام البوليوود وتقول تقول الناقدة السينمائية في هذا السياق: "وفجأة يعرض فيلم واقعي كهذا الحقيقة الصادمة على شاشة السينما. عندئذ يقول كثيرون: لا نريد رؤية مثل تلك الأفلام، إننا نريد أن نستمتع بوقتنا فحسب داخل دور العرض السينمائية ".
العشوائيات: نظرة من الداخل
إذا تجولنا في أحياء نيودلهي الفقيرة مثلاً، وهي أحياء تشبه أماكن تصوير فيلم "المليونير المتشرد"، وسألنا سكانه عما إذا كانوا قد سمعوا عن الفيلم الحائز على ثماني جوائز أوسكار، فإن الإجابة التي سنسمعها هي: لم أسمع بالفيلم.
هذا الرأي يؤكده بانكاي ديوباي، مدير إحدى المنظمات المعنية بمساعدة الأطفال في الأحياء الفقيرة، الذي توجه بالسؤال إلى نحو خمسين شخصاً في ذلك الحي، دون أن يجد فرداً واحداً قد سمع بـ "المليونير المتشرد ". ويرى الباحث الاجتماعي أن الفيلم لا يمكن وصفه بأنه يوثق واقع الأحياء الفقيرة في الهند، غير أنه يراه فرصة طيبة لإلقاء الضوء على الواقع في تلك الأحياء، ويقول إن المناقشات التي أثارها هذا الفيلم يمكن أن تساعد سكان الأحياء الفقيرة. لقد بدأ الكثيرون يدركون وجود مثل تلك الأحياء، وأنها جزء من واقع المدينة، وأنه من الضروري العمل على تحسين الأوضاع فيها.
الخروج من دائرة الفقر
غير أن كثيرين في الهند يعتقدون أن "المليونير المتشرد" ليس إلا قصة خيالية، حتى وإن كانت قد أصبحت حقيقة بالنسبة للممثلين الأطفال الذين نشأوا هم أنفسهم في ذلك الحي الفقير في مومباي، ونجحوا في الخروج من دائرة الفقر إلى أضواء هوليود الباهرة. لكن الواقع الذي يواجهه بانكاي ديوباي في تلك الأحياء التي تعاني الفقر وسوء البنية التحتية والأوضاع الصحية تجعله غير متقبل للنهاية السعيدة التي جاءت في الفيلم، فالقليلون جداً من سكان العشوائيات ينجحون في الخروج سالمين من فك الفقر الطاحن.