الملتقى الشبابي السعودي الألماني – فرصة للتقريب بين الشعبين
١ ديسمبر ٢٠١١قامت مجموعة مكونة من عشرين طالباً وتلميذا من المملكة العربية السعودية بزيارة إلى مدينتي هامبورغ وبرلين استمرت عشرة أيام، التقوا خلالها بالشباب الألمان، كما قاموا بزيارة مؤسسات تعمل في مجالات الطاقة البديلة وكفاءة الطاقة والبيئة. وقد تم تنظيم الزيارة بالتعاون بين وزارتي الخارجية بجمهورية ألمانيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية.
وأعرب السفير الألماني بالمملكة السيد ديتر فالتر هالر عن سعادته بانطلاق هذا البرنامج الجديد قائلاً: "إنني سعيد جدا بانطلاق فعاليات الملتقى الشبابي السعودي الألماني، الذي سيتيح الفرصة للشباب في المملكة العربية السعودية وألمانيا للقاء بعضهم البعض وتعرف كل طرف على ثقافة الطرف الآخر وعلى أسلوب حياته." مشددا على أن "الاتصال المباشر بين الأفراد من شأنه أن يعزز التفاهم المشترك بين البلدين". وأضاف: "إنني على يقين بأن المشاركة في هذا البرنامج ستحقق تجارب مثمرة للغاية لكل الشباب المشاركين، حيث سيعملون معاً لفهم واحدة من أكبر المشاكل العالمية المزمنة في عصرنا الراهن، ألا وهي استخدام الطاقة البديلة وكفاءة الطاقة".
انفتاح كبير يصبغ الحوارات الشبابية
كانت فرصة اللقاء المباشر من أهم جوانب اللقاء كما أكد البراء بن محمد العهلي، وهو خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، قسم البرمجيات، ويعمل في شركة جوجل في دبي، موضحاً في مقابلة مع دويتشه فيله أن اللقاء والحوار المباشر أعطاه فرصة للتعرف على أشياء جديدة لم يكن ليعرفها بطرق أخرى. ويضيف: "عندما نتواصل مع شباب من نفس جيلنا وعمرنا، فهذا يعطينا رؤية أخرى عن الثقافة الألمانية، والنقاشات تكون مرتبطة بموضوعات تهمنا كشباب في ألمانيا والسعودية أيضا".
يرى البراء أيضاً أنه بتعامله مع هذا العدد الكبير من الشباب استطاع أن يدرك أن الصورة النمطية المنتشرة لدى كثير من العرب عن الألمان وأنهم أقل مرونة وقبولاً للشعوب الأخرى غير حقيقية، ويقول: "الشباب كانوا ودودين جداً وبشوشين عكس الصورة المنتشرة لدينا".
ويتفق معه الطالب الألماني فيليب دينه، الذي يدرس العلوم الإسلامية في جامعة برلين الحرة. دينه، سافر إلى عدة دول عربية كما أنه سافر أيضا ً إلى السعودية، وبالتالي لم يكن هذا اللقاء الأول له مع السعوديين، لكنه رغم ذلك يشعر أن الشباب المشاركين كانوا "منفتحين للغاية"، ويضيف: "لقد أسعدني جداً أننا استطعنا أن نتكلم بعمق وانفتاح في كل الموضوعات الممكنة، سواء الاجتماعية أو السياسية. ولم يكن هناك أي نوع من التردد أو القلق من التطرق إلى موضوعات بعينها، سواء من جانب الألمان أو السعوديين". الطالب الألماني الشاب حرص على تعلم اللغة العربية عندما بدأ دراسته، لأنه أراد أن يفهم بنفسه ما يذكر عبر وسائل الإعلام العربية.
وتتفق عائشة بشعيان، خريجة جامعة الملك فيصل، قسم تقنيات وإدارة معلومات صحية، مع فيليب دينه، قائلة :" لقد سعدنا جداً بالحوار بين الطرفين وكان الطرفان منفتحين جداً في الكلام، وتكلمنا في كل الموضوعات المختلفة، بما فيها الموضوعات الدينية والثقافية والحضارية، وطبعاً موضوعي الطاقة والبيئة. وتضيف: "تبادلنا الآراء عن السياسة والدين وبشكل منفتح، واكتشفنا أن بيننا الكثير من الأشياء المشتركة التي يمكن أن نتعاون فيها في المستقبل ".
"زيارة المنشآت الألمانية مصدر إلهام لنا"
الحماس والانفتاح على المناقشة وتبادل الأفكار حول كل الموضوعات كان له أثر إيجابي على هذه الفعالية التي كانت تحمل جانباً عملياً أيضا. فالبراء الذي جاء إلى ألمانيا قبل عام للسياحة، شعر أن هذه الرحلة كانت مختلفة، من ناحية لأنها أتاحت له فرصة للتعرف على الشباب الألمان، ومن ناحية أخرى لأنها أتاحت لهم الفرصة لزيارة الكثير من الهيئات والمؤسسات والشركات الألمانية، التي كان من الصعب زيارتها في ظروف أخرى.
وفي هذا الإطار يقول العهلي: "أتذكر الكثير من الأماكن، لكن الذي أثر فيً بشكل كبير هو زيارة شركة إيرباص للطائرات، فقد كانت مثمرة جداً بالنسبة لي شخصياً، لأننا رأينا كيف تعمل شركة كبيرة مثل إيرباص، وكيف يعملون كفريق عمل، وطريقة ترتيب وتقييم العمل الجماعي، وطريقة تعامل الإدارة مع الموظفين، وما يقومون به من إبداعات وابتكارات من أجل الطاقة المتجددة والوصول لطائرات صديقة للبيئة، وتفانيهم في العمل ووضع الهدف نصب أعينهم للوصول إليه. ويضيف: "هذا في حد ذاته مصدر إلهام لنا أن نرى كيف يصل المرء لهدفه بالجد والاجتهاد وخطة واضحة" ويرى البراء أن مجرد زيارة دولة أخرى والحوار مع أبنائها يساهم في بناء الشخصية.
عائشة بشعيان، التي تأتي سنوياً إلى ألمانيا لأن والدتها ألمانية، وجدت أيضاً أن هذه الفرصة لزيارة هذه المنشآت المختلفة، فرصة لا مثيل لها، خاصة وأن الفرصة كانت متاحة لزيارة "منشآت جديدة أسست منذ فترة قصيرة، ومتخصصة في مجال حماية البيئة وإيجاد الطاقات البديلة". ولفت نظرها بشكل خاص الزيارة لـ"هافن سيتي Hafencity" في مدينة هامبورغ، كونها مدينة جديدة مبنية على أسس صديقة للبيئة.
من ناحية أخرى، كانت زيارة مدينتين كبيرتين مثل هامبورغ وبرلين بالنسبة لبشعيان فرصة للتعرف بشكل أكبرعلى الشباب الألماني، وقد تعرفت عليهم بشكل جديد ووجدتهم "منفتحين جداً تجاه الثقافات والشعوب الأخرى". لذلك تعتقد عائشة أن تكرار مثل هذا المنتدى بشكل مستمر سيلعب دوراً كبيراً في التقريب بين الشعوب وتضيف: "أتمنى أيضاً أن يزورنا الشباب الألماني في السعودية، ليتعرفوا على بلادنا وحضارتنا ويعرفوا ما وصلنا إليه من تقدم".
سمر كرم
مراجعة: منى صالح