الملاك الأشقر يتوج مسيرته الكروية بالانتقال إلى ريال مدريد
١١ يوليو ٢٠٠٧لم يكتفِ عشاق كرة القدم الإسبان في عام 1980 باسم الشهرة (الملاك الأشقر) الذي أطلقه المشجعون الألمان على لاعب خط الوسط الألماني بيرند شوستر أو ربما لم يعجبهم هذا اللقب، فاختاروا له لقباً رنانا وأقرب إلى الثقافة الإسبانية وهو "San Bernando" أي "برناندو المقدس". صحيح أننا ما زلنا بعيدين عن الحكم عما إذا كان شوستر سيستحق هذا اللقب كمدرب، ولكنه استحقه كلاعب دون منازع، سواء في صفوف الفريق الكاتالاني العريق برشلونة (1980ـ 1988) أو في صفوف منافسه اللدود ريال مدريد (1988ـ 1990) أو في صفوف فريق العاصمة الإسبانية الثاني أتليتيكو مدريد (1990ـ1993).
فمنذ انتقال اللاعب المجهول تقريبا في الملاعب الألمانية في عام 1980 إلى الفريق الكاتالاني برشلونة وإثبات جدارته لمدة ثماني سنوات متتالية في خط وسط الفريق، يمكن القول إنه اقترب قليلا من استحقاق اللقب الرنّان. ولكن بعد سنتين متتاليتين في ريال مدريد حصل فيها الفريق الملوكي مرتين على بطولة الدوري الإسباني (برِميرا دي فِزيون) وثلاث سنوات متتالية أيضا في أتليتيكو مدريد، لا يختلف اثنان على أن شوستر استحق اللقبين.
... فأبدع في "خيتافي"
والآن وبعد أسابيع قليلة من حسم الصراع بين المدرب الإيطالي السابق لريال مدريد فابيو كابيللو ونظيره الحالي بيرند شوستر أو لنقل بين الأسلوبين الدفاعي الذي فضله كابيللو والهجومي الذي اختاره شوستر كطريقة للعب، يعود لاعب خط الوسط الألماني إلى ريال مدريد، ولكن هذه المرة ليس لاعبا، بل مدربا. وبهذا يكون الألماني الذي اختار منذ عام 1980 إسبانيا موطنا له قد وصل إلى هدفه الطموح وهو تدريب فريق عريق يعتبر من أقوى أندية كرة القدم في العالم.
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، بذل شوستر منذ اعتزاله المبكر جميع الجهود المطلوبة، سواء في "خيريس" أو في "ليفانتي" أو في "خيتافي". وبعد أن أثبت أسلوبه الهجومي في اللعب جدارته وخاصة في الفريق المغمور "خيتافي" ونجاحه في الوصول بالفريق إلى خط الوسط في لائحة الدوري الإسباني "برِميرا دي فِزيون" وكذلك الصعود بالفريق إلى دوري الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، منذ ذلك الحين، ذاع صيته وأصبح من أكثر المدربين الأوروبيين المطلوبين.
... فانتقل إلى مدريد
وبعد انتهاء عصر المدرب السابق فابيو كابيللو الذي فضل الأسلوب الدفاعي الممل في اللعب وعام حافل بالانتصارات في فريق "خيتافي" وأسلوب هجومي مباشر، لا يشك أحد في مدريد أن استاد "سانتياغو بيرنابيو" سيكون في الموسم المقبل شاهدا على طريقة لعب جذابة تُزاوج بين تسجيل الأهداف ورص الصفوف الدفاعية. لا أحد ينكر أن الفرق بين فريقي ريال وخيتافي كبير جدا، ولكن شوستر يملك جميع الإمكانيات اللازمة لتقديم أداء يليق بسمعة الفريق الملوكي. وفي معرض الإجابة على هذا السؤال، قال شوستر في المؤتمر الصحفي الذي تسلم فيه رسميا قيادة الفريق إن تحقيق هذا الهدف "بسيط جدا"، مؤكدا أن الفريق تتوفر لديه جميع القدرات اللازمة لتقديم كرة جميلة. وأضاف أنه ينوي "تلقين الفريق التفكير بالجمهور"، مشيرا إلى أن نجاح سابقه كابيللو في الفوز ببطولة الدوري الإسباني في الموسم السابق سيساعده على ذلك
... فهل سيعيد أمجاده في فريق العاصمة؟
إذن، تتوفر لشوستر جميع الإمكانيات اللازمة لحصد الألقاب في الموسم القادم. ولكن ماذا عن الكلمة الإسبانية الشائعة "Culebron" أو "حجر الأفاعي" التي تستخدم دائما لوصف الصراع على السلطة في الصفوف القيادية في فريق العاصمة الإسبانية؟ فهذا الصراع راح ضحيته في السنوات الأخيرة عدة مدربين لهم باع طويل في ملاعب كرة القدم. وكان آخر هؤلاء المدرب الألماني القدير يوب هاينكس الذي نجح هو الآخر في انتشال فريقين إسبانيين هما "بيلباو" و"تيناريفا" من أسفل اللائحة والصعود بهما إلى وسطها. وبعد انتقال هاينكس إلى مدريد، استطاع الألماني في عام 1998 الفوز مع ريال بعد موسم متقلب ببطولة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ورغم ذلك أجبر هاينكس على الرحيل. فماذا عن شوستر؟