المعرض الدولي للسيارات في فرانكفورت: تفاؤل حذر
١٢ سبتمبر ٢٠١٣يعد افتتاح المعرض الدولي للسيارة في فرانكفورت في دورته الـ65، هو الوقت المناسب للكشف عن بصيص أمل لمشاكل شركات صناعة السيارات في السوق الأوروبية. إذ لا يرغب أحد بالإفصاح عن تحولات جذرية. ورغم الأرضية القوية المفترضة لصناعة السيارات في أوروبا، إلا أن ذلك لن يؤدي إلى حدوث طفرة قوية. فآثار الأزمة المالية لازالت قائمة إلا أنها تشكل بداية جيدة. فالحديث هنا عن صناعة لم تملك بعد القوة الكافية لتحريك السوق. وحدها الأرقام الجيدة من آسيا والولايات المتحدة ترفع معنويات ماتياس فيسمان رئيس رابطة صناعة السيارات الألمانية.
تفاؤل حذر
وفي حديثه مع DW أكد فيسمان وجود ضعف في السوق الأوروبية في السنوات الأخيرة، إذ بلغت مبيعات السيارات في هذا العام حوالي 11 مليون سيارة، وهي أقل بثلاثة ملايين عما كانت عليه سابقا، إلا أن فيسمان يعلق آمالا على الأسواق في غرب أوروبا ويضيف بهذا الصدد قائلا "في أوروبا لازالت هناك أرضية قوية للانطلاق". ويأمل فيسمان بأن يكون ذلك نقطة تحول لتحسن وضع السوق الأوروبية مرة أخرى ويضيف "لا نتوقع ارتفاعا هائلا في المبيعات في عام 2014 ولكن نأمل بأن لا تنخفض مرة أخرى" وهو ماتشير إليه البيانات الأخيرة الصادرة عن الشهرين الماضيين.
إلا أن ذلك لا يدعو للتفاؤل بالفعل. وتأمل شركات صناعة السيارات أن يشكل المعرض الدولي للسيارات في فرانكفورت نقطة دفع جديدة، وهو ما تسعى إليه. إذ سيشهد المعرض الظهور الأول لحوالي 159 سيارة من شأنها جذب الزبائن إلى الشراء وبأسعار تناسب جميع الميزانيات. وسيتم عرض سيارات بمحرك احتراق داخلي وصولا إلى السيارات الكهربائية. وفي إطار حملة منتجاتها الجديدة تقدم دايملر خمسة نماذج جديدة على المستوى العالمي.
"لازال الطريق طويلا"
يأمل المدير التنفيذي لشركة دايملر ديتر تزيتشه انتعاشا طفيفا في نهاية هذا العام والعام المقبل أيضا حسب تصريحه لـDW ويضيف قائلا "نحتاج إلى وقت طويل لتعود أرقام مبيعاتنا كما كانت عليه سابقا في أوروبا". ويعول تزيتشه على انتعاش سوق السيارات الأوروبية بقوله "رغم أن النمو سيأتي من الأسواق الأخرى بشكل أساسي، إلا أننا سنتمكن من بيع كميات كبيرة في أوروبا كما كانت عليه الحال سابقا".
أما الأسواق الأخرى، فهي الموجودة في البلدان الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وروسيا. ورغم الطفرات التي شهدتها هذه الأسواق مؤخرا، إلا أنها لم تعد كما كانت عليه، ورغم ذلك إلا أن هذا لن يؤثرعلى خطط شركة فولكس فاغن، إذ تأمل أن تحتل مبيعاتها المرتبة الأولى في العالم بحلول عام 2018. وفي هذا الصدد يضيف مارتن فينتر كورن المدير التنفيذي لشركة فولكس فاغن قائلا"لدينا أكثر من 100 مصنع موزعة في جميع أنحاء العالم، وبفضل الله لازالت الصين في مرحلة النمو"، ويأمل فينتر كورن بعودة النمو في السوق الأوروبية، مشيرا إلى نمو الأسواق في كلا من الولايات المتحدة ووجنوب أمريكا وروسيا
حضور للسيارات الكهربائية
يعد عام 2013 هو عام التنقل الكهربائي بالنسبة لشركة فولكس فاغن، و تنتهز وجودها في معرض فرانكفورت للاحتفال بسياراتها الكهربائية، إذ ستعلن عن انتاج 14 نموذجا من السيارات الكهربائية والهجينة بحلول العام المقبل. وجميع هذه النماذج تعتمد في تصميمها على الموديلات السابقة كالغولف وسيارة المدن الصغيرة والسريعة على عكس شركة بي إم دبليو.
ففي بايرن أصدرت شركة بي إم دبليو مؤخرا الجيل الجديد من موديل i3، وهي سيارة كهربائية بتصميم فريد من نوعه، ورغم ذلك تبقى ألمانيا هي من أكثر البلدان تقدما من حيث التنقل الكهربائي. ويميل نوربيرت رايتهوفر إلى اعتماد مقياس عالمي، ففي عام 2012 وصل عدد مبيعات السيارات الكهربائية في العالم إلى حوالي 90ألف سيارة، ويشير رايتهوفر إلى أن توقعات مبيعات السيارات الكهربائية لعام 2013 يبلغ 150 ألف سيارة، إلا أن هذه التوقعات مختلفة عن الواقع حسبما يؤكد رايتهوفر ويضيف موضحا " 4 آلاف سيارة هو عدد السيارات التي تم بيعها في ألمانيا". ويؤكد رايتهوفرعلى ضرورة الكفاح للحصول على حصة مناسبة في السوق.
انطلاقة جديدة لأوبل
وتكافح شركة أوبل للحصول على حصة في السوق أيضا. فالأزمة الطويلة التي عانت منها أوبل أثرت كثيراعلى صورة العلامة التجارية. وبالاستعانة بالمدير التنفيذي السابق لشركة فولكس فاغن كارل توماس نويمان تأمل أوبل أن تعود إلى مسارها الطبيعي سريعا.
وبعرض سبع موديلات جديدة تحاول أوبل التابعة لشركة جنرال موتورزتحقيق منعطف في مبيعاتها، وهوما يأمله نويمان، إذ يسعى لتحقيق المزيد من الأرباح حتى عام 2016 على حد قوله "هدفنا بالدرجة الأولى تحسين مبيعاتنا في السوق الأوروبية،على الرغم من أنها سوق ضعيفة ولن تشهد الكثير من التطوارت".
ورغم ذلك يؤكد نويمان على أن أوبل لديها فرصة لاستعادة حصتها في السوق ويضيف موضحا: "يمكننا تحسين مبيعاتنا في السوق المحيطة في أوروبا، إذ نتجه لبيع الكثير من منتجاتنا في تركيا وروسيا".
وكغيرها من شركات تصنيع السيارات، تواجه شركة أوبل مشاكل كثيرة لكسب مكانة واسعة في السوق. إذ دفعت المفاهيم الحديثة كتقاسم السيارات والوعي البيئي إلى تغير موقف الكثيرين تجاه عملية التنقل، ما يضع شركات صناعة السيارات في تحد كبير.