المعارضة لن تعود لجنيف والغرب يندد بالغارات الروسية
٤ فبراير ٢٠١٦نددت الولايات المتحدة الأربعاء (الثالث من شباط/ فبراير 2016) بالغارات الجوية التي تشنها روسيا في مدينة حلب السورية ومحيطها، مؤكدة أنها تستهدف "بشكل شبه حصري" مجموعات المعارضة المسلحة والمدنيين وتضر بعملية السلام المتعثرة في جنيف. بيد أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في وقت سابق أن بلاده لن توقف غاراتها الجوية في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان الغارات الروسية مسؤولة "جزئيا" عن تعليق مفاوضات جنيف الذي أعلنته الأمم المتحدة الأربعاء، مضيفا "من الصعوبة بمكان أن نفهم كيف لغارات ضد أهداف مدنية أن تساهم بأي طريقة كانت في عملية السلام".
بيد أن فرنسا مضت إلى أبعد من ذلك، إذ اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الحكومة السورية وحلفاءها "بنسف" مباحثات السلام في جنيف بشن هجوم على مدينة حلب بدعم روسي. وقال فابيوس في بيان "ندين الهجوم الوحشي للنظام السوري بدعم من روسيا لتطويق حلب وخنقها." بدوره حمل وزير الخارجية الألماني دمشق المسؤولية الرئيسية عن تعليق مفاوضات جنيف.
المعارضة لن تعود إلى جنيف
بدوره قال رياض حجاب منسق وفد المعارضة لمحادثات السلام السورية إن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة لن تعود للمباحثات في جنيف إلا إذا حدث تغيير على الأرض. وقال حجاب للصحافيين إن وفد المعارضة "سيغادر جنيف غدا (الخميس) ولن يعود حتى تلبية المطالب الإنسانية أو (أن نرى) شيئا (ملموسا) على الأرض".
وأضاف حجاب أن الهيئة العليا للمفاوضات "أتت (إلى جنيف) بسبب هذه الضمانات. لكن ما حصل هو العكس"، مشيرا إلى أن "شيئا لم يحصل على الصعيد الإنساني، والنظام تسبب بفشل المسار السياسي". وتابع "للأسف كلما بدأ مسار سياسي يشعر النظام بالتهديد ويستعمل هذا النوع من الأساليب". واعتبر حجاب أن "العالم أجمع يرى من يعرقل هذه المفاوضات. من يقصف المدنيين ويميت الناس جوعا".
دمشق تحمل المعارضة المسؤولية
وفي مؤتمر صحافي منفصل، اعتبر رئيس الوفد الحكومي السفير بشار الجعفري أن "الشروط المسبقة" للمعارضة هي التي أفشلت المفاوضات. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الجعفري قوله إن وفد المعارضة "رفض منذ وصوله إلى جنيف الانخراط في أي محادثات جدية مع المبعوث الخاص". وأضاف أن حكومته ستقرر ما إذا كان الوفد سيعود إلى المحادثات، متهما المعارضة بالانسحاب بسبب خسائرها الميدانية على الأرض.
ويشار إلى أن موفد الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أعلن في وقت سابق تعليق مفاوضات جنيف حتى 25 شباط/فبراير الحالي. وقال "لا يزال هناك عمل يتعين القيام به"، مشيرا إلى "توقف مؤقت" لمحادثات السلام التي لم تبدأ فعليا منذ وصول وفدي دمشق والمعارضة يومي الجمعة والسبت. وأوضح دي ميستورا أن "هذه ليست نهاية أو فشل للمحادثات".
أ.ح (رويترز، أ ف ب)