المذيعة نعمة الحسن ومعاداة السامية: تضامن وانتقادات
٢٢ سبتمبر ٢٠٢١كان من المقرر أن تقدم الصحفية الألمانية ذات الأصول الفلسطينية، نعمة الحسن، برنامج "كفارك Quarks" العلمي على قناة غربي ألمانيا التلفزيونية العامة "دبليو دي آر" (WDR) الألمانية العامة.
لكن بعد إثارة موضوع مشاركتها في مسيرة "يوم القدس" في برلين عام 2014، والتي يتم فيها إطلاق شعارات مناهضة لإسرائيل ومعادية للسامية، ورفعت فيها أعلام ورموز حزب الله اللبناني، وبعدما تفاعل الموضوع في الوسط الإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اضطرت القناة إلى تعليق تقديم الحسن للبرنامج حتى مراجعة الأمر وبحثه بشكل مستفيض والوصول إلى قرار بهذا الشأن. وذكرت "دبليو دي آر" أن "الاتهامات الموجهة خطيرة، لكن من الصعب حرمان صحفية من التطور المهني. ولهذا فإن من الضروري إجراء مراجعة دقيقة".
في الأثناء وحسب صحيفة فرانكفورتر ألغماينة، وقع أكثر من 400 فنان وكاتب وصحافي وباحث وإعلامي، بينهم شخصيات معروفة، على رسالة تضامن مفتوحة موجهة إلى إدارة القناة، تطالبها بعدم الرضوخ للضغوط واستمرار العمل مع الصحافية والمذيعة نعمة الحسن وتكليفها بتقديم برنامج "كفارك".
وقد أشار الموقعون على الرسالة، إلى أنها اعتذرت عن مشاركتها تلك بشكل علني واعتبرته خطأ. وجاء في الرسالة إن نعمة الحسن "بسبب أصولها الفلسطينية وهويتها الإسلامية أصبحت هدفا للكراهية والتحريض" ولهذا فإنه لدى الحديث عنها في الإعلام يتم "دائما" نشر صورتها وهي محجبة، "رغم أنها لم تعد تلبس الحجاب منذ مدة طويلة"، تقرير نشره الموقع الالكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم الأربعاء (22 أيلول/ سبتمبر 2021).
ونقل الموقع عن الكاتب، فابيان فولف، وهو أحد الموقعين على الرسالة، قوله إن الكثير من الأصوات اليمينية تعالت في مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف "أنا كيهودي وقعت على الرسالة شخصيا، لأقف ضد حملة الكراهية هذه وعدم ترك تفسير معاداة السامية لليمين" ويرى فولف أن الأمر سيكون إشكاليا بالنسبة إليه "إذا شارك أحد العاملين في الإعلام العام في مسيرة يوم القدس ويشارك فيها حتى اليوم".
انتقاد رسالة التضامن
لكن هناك من انتقد الرسالة، حيث أن بين الموقعين عليها أشخاص يقللون من شأن معاداة السامية، "وهذا يؤذي نعمة الحسن، أكثر مما ينفعها" حسب ما جاء في تغريدة لرئيس منتدى الشباب وعضو رئاسة الجمعية الإسرائيلية الألمانية، آراس ناتان كويل.
هذا وقد نأت نعمة الحسن (28 عاماً) بنفسها عن مشاركتها في مسيرة القدس عام 2014 وقالت في بيان "لم أردد أبداً شعارات معادية للسامية خلال المسيرة. كما لم أهاجم أشخاصاً ينتمون إلى الديانة اليهودية"، ونفت وجودها أثناء وقوع أعمال شغب على هامش المسيرة. وقالت الحسن في حوار مع موقع "شبيغل" إنها تخجل من تلك الفترة.
لكن رغم أن المشاركة في المسيرة تعود إلى عام 2014، إلا أن الحسن قد وقعت في "مطبات" أخرى في الأشهر الأخيرة، حيث أبدت إعجابها بمنشورات على موقع انستغرام "معادية لإسرائيل وحتى السامية" حسب صحيفة "برلينر تسايتونغ" التي أشارت في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني حول الموضوع اليوم (22 أيلول/ سبتمبر 2021) إلى أن الأمر يتعلق بمنشورات للمنظمة الأمريكية اليسارية "الصوت اليهودي من أجل السلام" التي تشتهر بالدعاية ضد إسرائيل وتدعم حركة المقاطعة المعادية للسامية، حسب الصحيفة، التي جاء في تقريرها أيضا أن الحسن أعجبت بتقرير أشادت بهروب المعتقلين الفلسطينيين من سجن جلبوع هذا الشهر على أنه عمل بطولي.
كما أبدت إعجابها في شهر تموز/ يوليو الماضي بمنشور تمت المطالبة فيه بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، علما بأن البرلمان الألماني "بوندستاغ" يصنف حركة المقاطعة، على أنها معادية للسامية. وتتابع الصحيفة أن الحسن في شهر أيار/ مايو الفائت وضعت إشارة قلب على منشورات تتضمن شعارات معادية لإسرائيل والسامية مثل: "معاداة الصهيونية واجب" و"ستتحرر فلسطين من النهر إلى البحر". وختمت "برلينر تسايتونع" تقريرها عن قضية نعمة الحسن، بأنها حذفت إشارات إعجابها بتلك المنشورات في ليلة الاثنين/ الثلاثاء، أي قبل يوم من نشر الصحيفة لتقريرها.
عارف جابو