المختاري: أسود الأطلس قادرون على مواصلة التألق أمام فرنسا
١٣ ديسمبر ٢٠٢٢
DW عربية: يوسف أنت واحد من اللاعبين المغاربة الذين صنعوا إنجاز 2004 في تونس وبلغوا المباراة النهائية في كأس أمم إفريقيا رفقة وليد الركراكي المدرب الحالي للمنتخب المغربي. كيف تتذكر علاقتك مع وليد الركراكي كلاعب في ذلك الوقت؟
يوسف مختاري: لا زالت تربطني علاقة جيدة مع وليد الكراكي ونلتقي مع بعضنا في المغرب. وليد شق طريقه كمدرب ويسعدني جدا أنه حصل على الفرصة لتدريب المنتخب المغربي. وليد حقق نجاحات محلية ودولية بقيادته لفريق الوداد البيضاوي المغربي للتتويج بالدوري المغربي وبدوري أبطال أفريقيا. وأنا سعيد بما يقدمه الركراكي مع المنتخب المغربي في كأس العالم.
وبالعودة إلى الأيام التي كنا نلعب فيها معا في المنتخب المغربي أتذكر أننا كنا خمسة لاعبين قريبين من بعضنا وكنا نتقاسم طاولة الطعام وهم أنا ووليد الركراكي ومصطفى حجي ووليد وجواد الزاييري وموحا اليعقوبي وبعض الأحيان عبد السلام وادو. وكان وليد الركراكي كلاعب يؤدي دوره كظهير أيمن على أحسن وجه.
منتخب 2004 كان أيضا يتميز بالصلابة والتلاحم وقوة العزيمة وتمكن بسهولة من الوصول إلى نهائي أمم إفريقيا 2004 هل ترى قواسم مشتركة بين ذلك المنتخب والمنتخب الحالي في مونديال قطر؟
في 2004 كنا نقدم كرة مختلفة ونعتمد على اللعب الهجومي. لكن المقارنة هنا صعبة. نحن لعبنا كأس إفريقيا والمنتخب الحالي يشارك في كأس العالم. نحن كنا نلعب بأسلوب هجومي لأننا كنا نملك مواهب كبيرة في خط الهجوم. أما الآن في كأس العالم فالكل يرى مدى قوة المنتخب الحالي على الصعيد التكتيكي حيث يعتمد على الدفاع وينتظر الكرة وعندما يتحصل عليها يحاول من خلال التمريرات السريعة عبر زياش بوفال وأوناحي إيصال الكرة للنصيري. وعندما نسجل الهدف نقوم بتعزيز الدفاع وبهذه الطريقة وصلنا للمربع الذهبي.
ما هو سر تألق العناصر الوطنية في نظرك في مونديال قطر؟
سر التألق هو المدرب وليد الركراكي، الركراكي استطاع أن يدخل القيم الأوروبية إلى الفريق الوطني ومعنى ذلك أنه جعل نجوم المنتخب المغربي يتحولون إلى محاربين. الكل يدافع ويرجع لمساندة الدفاع، حتى زياش عندما يفقد الكرة يجري لاسترجاعها. هذا الانضباط التكتيكي لم يكن موجودا من قبل وأصبح موجودا الآن .وليد الركراكي تفوق في ذلك على الرغم من أنه لم يكن يتوفر على وقت طويل حيث استلم المهمة قبل كأس العالم بثلاثة أشهر. رغم ذلك نجح في تحويل نجوم متفرقة إلى فريق يعلم جيدا لماذا يلعب كرة القدم. والفضل يرجع لوليد الركراكي وطاقمه المساعد في تواجدنا في نصف نهائي كأس العالم.
الجميع يتذكر هدفك الجميل في شباك المنتخب الفرنسي عام 2007 في المباراة التي انتهت بالتعادل. كيف تتذكر تلك المباراة والحماس الذي رافقها؟
كانت مباراة رائعة عام 2007 والتي لعبناها في ملعب فرنسا الدولي. كان المنتخب الفرنسي آنذاك يضم الكثير من النجوم أمثال تورام وبنزيما وأنيلكا وريبيري كان الفريق كله تقريبا مكون من لاعبين على أعلى مستوى. لعبنا في فرنسا لكننا شعرنا وكأننا نلعب في بلدنا مثل ما يحدث الآن في قطر. كان الملعب على ما أتذكر يتسع لـ70 ألف وكان عدد الجماهير المغربية أكثر من 50 ألف مشجع.
كنت سعيدا بالمشاركة في تلك المباراة وبهدف التعادل الذي سجلته حينها حيث انتهت المباراة بالتعادل هدفين لمثله. ذلك الهدف لم يأتي صدفة وإنما نتيجة عملية منسقة جميلة مثل الهدف الذي سجلته في نهائي أمم إفريقيا 2004 أمام تونس. سعادتي بالهدف في شباك فرنسا جعلتني أتمنى أن يواجه المنتخب المغربي نظيره الفرنسي في نصف النهائي. وهو ما حصل الآن.
هدفي في شباك فرنسا أصبح الآن يتداول بشكل كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي قبل المواجهة المرتقبة بين المغرب وفرنسا في المربع الذهبي لكأس العالم، حيث يعتبره الكثيرون نوعا من الدعم النفسي للمنتخب المغربي ورسالة مفادها لا حاجة للخوف من المنتخب الفرنسي وأن ما يجب فعله هو الاستمتاع بلعب كرة القدم.
كيف تتوقع أن تكون مباراة الغد بين المغرب وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم؟
على المنتخب المغربي اللعب بنفس الطريقة التي لعب بها لحد الآن أمام كراوتيا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال. اللعب بصفوف متقاربة وككتلة واحدة في الدفاع. وعندما نحصل على الكرة نحاول صنع الخطورة في الخط الأمامي ونحاول الحفاظ على نتيجة التعادل أطول فترة ممكنة، لأننا إذا أردنا التقدم للأمام ولعب الكرة، سنواجه صعوبات كبيرة خاصة في ظل وجود لاعبين سريعين ومهاريين مثل امبابي وديمبيلي.
نحن لسنا المرشح الأقوى للفوز في المباراة وإنما المرشح هو المنتخب الفرنسي وقبله في ربع النهائي المنتخب البرتغالي وقبله اسبانيا وبلجيكا. لكن في الأخير نحن من نفوز ولم تتلقى شباكنا سوى هدف واحد وكان بنيران صديقة. لذلك علينا التحلي بروح التفاؤل والدخول للمباراة بالثقة في النفس واللعب بروح عالية ومحاولة تحقيق الأفضل.
وبغض النظر عن النتيجة سواء فاز المنتخب المغربي أو انهزم فقد قدم الكثير للبلد ولكرة القدم ولا يمكن للاعبين إلا أن يكونوا فخورين بما قدموه حتى الآن. وفي الأخير فإنهم إما سيلعبون المباراة النهائية للمنافسة على المركز الأول والثاني أو مباراة الترتيب لاحتلال المركز الثالث أو الرابع.
هل تعتقد أن المنتخب المغربي قادر على الفوز بكأس العالم في قطر؟
كل شيء ممكن، فكما ذكرت لم يكن أحد يتذكر أننا سنتفوق على منتخبات كبيرة مثل بلجيكا واسبانيا والبرتغال. صحيح أن فرنسا هي بطلة اللعب وواحدة من أحسن المنتخبات في البطولة لحد الآن، لكن لسنا بحاجة للخوف من فرنسا. علينا احترامها وليس الخوف منها، لذلك كل شيء ممكن.
نحن ليس الطرف الموجود تحت الضغط وليس لدينا ما نخسره، بخلاف فرنسا المدافعة عن لقبها العالمي. لذلك يمكننا اللعب بشكل متحرر وليس لدينا ما نخسره. لكن ما يقلقني هو محور دفاعنا الذي يعاني من الإصابة مثل رومان سايس ونايف أكرد بالإضافة إلى مزاوري. لكن بالتأكيد من سيحل محلهم سيؤدي إن شاء الله أيضا أداء جيدا.
رسالتك للاعبين وللمدرب وليد الركراكي في هذه المباراة؟
مواصلة اللعب بنفس الطريقة ومادام أن البطولة منظمة في بلد عربي إسلامي فقد يكون أيضا النصر حليفنا كبلد عربي وحيد مازال ينافس في هذه البطولة.
حاوره هشام الدريوش